"الأستاذ الجليل: عبد الحميد متولى أستاذ التفسير تتذكرونه بحديث الروح، قبل نشرة التاسعة ومن ثلاثين عاما لم يجد مأوى له إلا ركن صغير فى أحد المساجد يعيش فيه على الفتات وحسبنا الله ونعم الوكيل" قصة مؤثرة يتداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى بكثافة هذه الأيام، مصحوبة بصورة للشيخ الجليل جالسًا على الأرض فى غرفة متواضعة غير مرتبة، وصورة أخرى فى مسجد بسيط.
مناشدة على السوشيال ميديا قبل أيام لإنقاذ الدكتور عبدالحميد متولى
مناشدة أخرى
هذه الصور التى يتم تداولها ونشرها خلال الأيام الماضية جاءت بعد أن تم تداول القصة للمرة الأولى فى سبتمبر الماضى، ووقتها وعدت مشيخة الأزهر برعاية الشيخ الجليل والاهتمام بحالته، فهل بقى الحال على ما هو عليه كما تزعم الصور المتداولة على السوشيال ميديا؟
"اليوم السابع" تتبع القصة فى خدمته اليومية "بزاوية 180 درجة"، وكانت المحطة الأولى مع الدكتور أحمد المالكى عضو المكتب التنفيذى بالأزهر الشريف الذى تم تكليفه قبل شهور من قبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بمتابعة حالة الدكتور عبدالحميد متولى، والذى فاجأنا بأن العالم الجليل رحل عن عالمنا فى نوفمبر 2017، بعد أن تولى الرعاية من الأزهر الشريف.
الشيخ عبدالحميد متولى فى شقته بتعاونيات الإسكان
وأضاف المالكى: المعلومات التى يتم تداولها هذه الأيام عن العالم الراحل على مواقع التواصل الاجتماعى لا أساس لها من الصحة والشيخ عبدالحميد لم يشارك حتى فى برنامج حديث الروح لكنه فى كل الأحوال عالم جليل وأحد أبناء الأزهر.
ويقول المالكي: أدخله الأزهر مستشفى خاص حتى تحسنت حالته، وقمنا بتجهيز شقته تجهيزًا كاملاً وقدمنا له رعاية طبية ونفسية أيضًا وتحسنت حالته بالفعل وكان فى كامل وعيه، ولكنه توفى قبل أن يغادر المستشفى.
الدكتور أحمد المالكى مع الدكتور عبدالحميد متولى عندما توجه إليه بناء على تعليمات شيخ الأزهر
ويضيف: لم يقصر الأزهر مع العالم الجليل على الإطلاق لدرجة أن ابن شقيقه، الذى كان يعيش معه فى نفس البناية، كان منبهرًا من الرعاية التى يقدمها له الأزهر، وبعد رحيله أهدى المشيخة مكتبته الخاصة تعبيرًا عن الامتنان والشكر.
"الوفاة كانت طبيعية لكبر سنه" تؤكد د.شيرين عبدالله عبدالعزيز مدير التمريض بالمستشفى التخصصى الذى تلقى فيه الدكتور عبدالحميد متولى العلاج والمشرفة على حالته، والتى تواصلنا معها فى المحطة الثانية لتتبع القصة. وتضيف بانفعال: أنا مستاءة جدًا مما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى عنه والصور القديمة المؤسفة التى ينشرونها له.
وتحكى عنه: "رحمه الله كان من أكثر المرضى الذين تأثرت بهم والذين اقتربت منهم جدًا. وكان دخل المستشفى منذ شهور بصحبة الدكتور أحمد المالكى من الأزهر، وكان يقيم فى الجناح الـ VIP فى المستشفى وسددت مشيخة الأزهر كل تكاليف إقامته ورعايته، وحتى اشتروا له ملابس جديدة وكل ما طلبناه لأجله من مستلزمات شخصية وطعام وشراب وعلاج تم توفيره على الفور وكان الدكتور المالكى يزوره كثيرًا حتى أكثر من أهله".
وعن ملابسات رحيله تقول: توفى بعد 40 يومًا تقريبًا من دخوله المستشفى، دون أن يعانى أية أمراض، وحالته الصحية كانت تحسنت كثيرًا قبل رحيله فكان استرد وعيه وتعافت شهيته وعالجناه من الضعف العام الذى كان مصابًا به، وكان يجلس معنا ويقدم لنا دروسًا فى الدين ويحكى لنا عن ذكرياته".
يذكر أن الدكتور عبد الحميد محمود متولى خشبة كان أستاذًا للتفسير وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية، حصل على شهادة الدكتوراه عام 1985 برسالة عن "فضيلتا الإخلاص والإحسان فى الكتاب والسنة وأهميتهما فى صلاح الفرد والأمة".
وكان أحد الشباب التقط صورة مع الشيخ فى سبتمبر الماضى، ونشرها على موقع التواصل الاجتماعى مستنكرًا الإهمال الذى يعانيه والمعاش البسيط الذى يتقاضاه وتجاهل الدولة له، وكتب على فيسبوك "الراجل ده مش متسول، ولا جاهل، ده الدكتور عبد الحميد محمود متولى، دكتوراه فى التفسير وأخرى فى الفقه، أنا قابلته بالقدر فى مسجد بسيط، وشبهت عليه لأنه كان بيقدم حديث الروح مع جيل الدكتور عبد الله شحاتة والإمام الشعراوى، والإمام جاد الحق رحمة الله عليهم".
البوست الأول عن الدكتور عبدالحميد متولى
بعدها نشر مستخدمون آخرون صورًا من داخل شقته فى تعاونيات الإسكان بالقرب من استاد المقاولين العرب، والتى تخلو حتى من سرير ينام عليه.
وفور نشر القصة وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف باتخاذ ما يلزم ومتابعة حالة الدكتور عبدالحميد متولى.
تدوينة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر
وكتب الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، عبر حسابه الشخصى على "فيسبوك": وجَّه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، باتخاذ ما يَلزم ومتابعة حالة الدكتور عبد الحميد محمود متولى خشبة، أستاذ التفسير وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية ؛ حتى يحيا حياة كريمة تليق به كعالم أزهرى، وذلك بعدما علم فضيلةُ الإمام الأكبر بتدهور حالته الصحية والمالية, لذلك وجّه فضيلته بزيارته ومتابعة حالته واتخاذ ما يَلزم . وقد أرسلنا له على الفور أحد شباب الباحثين بالأزهر للوقوف على كافة التفاصيل وبحث حالته بنفسه، فحفظ الله فضيلة الإمام ورفع قدره وأعلى شأنه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة