أكرم القصاص - علا الشافعي

مريم محمد سعيد تكتب: حدوتة أم مصرية

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018 08:00 م
مريم محمد سعيد تكتب: حدوتة أم مصرية ام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنظر إلى المارة من شرفة منزلى رأيت امرأة صغيرة تبكى دون انقطاع...، تبكى بمنتهى الحرقة و كأن عزيزاً مات لها....و كانت قد جلست على الرصيف و لا أحد من المارة يبالى بأمرها ......فهرولت مسرعة الى الشارع و اقتربت منها و سألتها لماذا تبكين هكذا.؟ قالت انا كنت باشتغل خادمة فى أحد المنازل و كنت أعانى من سوء المعاملة يومياً و كنت لا ابالى من اجل النقود التى أحصل عليها و التى كانت تغطى قوت يومى أنا وأولادى، كل يوم سيدتى تتلفظ بابشع الفاظ السباب  و تعاملنى معاملة العبيد، إلى أن جاء اليوم الذى ذهبت  فيه الى المنزل فلم اجد السيدةن بينما  وجدت زوجها الذى رحب بى ترحيباً شديداً و قال لى لماذا تتغاضين عن تلك المعاملة السيئة؟  فقلت له "اكل العيش مر يا سيدي، فقال لى انا عندى لك عمل باضعاف الثمن و معاملة حسنة جداً،  ففرحت  و قلت له  ما هو هذا العمل، يا سيدى ؟؟؟؟.فرد مبتسماً قائلاً: سوف  أتزوجك ليلتين كل أسبوع بمرتب يعادل ما تحصلين عليه  شهراً كاملاً، و جاء رده كأن صاعقة قد نزلت على و صرخت صرخة مدوية،  جعلت أصحاب البيوت المجاورة تخرج  من النوافذ و الشرفات لتستطلع أمر  هذا الصراخ، بينما صاحب البيت يضع  يده   على فمى  محاولاً إسكاتى و يقول لى اخرسى ستفضحينا، وأحاول الهروب و لكنه  كان يمنعنى بشدة طامعاً  أن يقضى الليلة معى  حيث ذهبت السيدة  الى بلدتها و لن ترجع الا بعد بضعة أيام .

بدأ الجيران يهرلون إلى المنزل لمعرفة أسباب الصراخ   فخاف الرجل من الفضيحة  و شرعت فى الهروب من امامه، حتى وصلت الى هذه  المنطقة و انا لا  املك قوت يومى و فى اشد الحاجة الى اموال لكى اشترى  الطعام و مستلزمات المدارس لاولادي، سألتها عن زوجها فقالت زوجى قد مات و ترك لى بنتين وولد، سألتها هل انت متعلمة قالت لى تعلمت حتى  سن العاشرة فقط، قلت لها هل تجيدين اى مهنة ،قالت اجيد طهى الطعام، قلت لها سأذهب معك الى مطعم اعرف صاحبه جيداً  وهو يتسم بحسن السمعة ،ابتسمت لى ابتسامة عريضة تدل على شدة سعادتها،و ذهبنا الى المطعم،كانت المرأة  جميلة وبسيطة و تثير اعجاب من حولها،فقبل صاحب المطعم أن تعمل عنده  ،و نصحتها   باستكمال تعليمها لكى تتحرر من ارباق عبودية المجتمع و بالفعل اخذت بنصيحتى و بدأت بجانب عملها تشرع فى دراستها،و كانت تستذكر دروسها مع ابنائها حتى دخلت الجامعة مع اولادها و تخرجت، و كانت فرحة غامرة و فخر لها و لاولادها كانت لحظة الحصاد عن سنين الشقاء ،دموع فرح لا تقدر بثمن،دموع فرحة ام مصرية اصيلة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سعيد يوسف.

معالجة قصصية جيدة

انصح كاتبة القصة الاستمرار في الكتابة لان لديها الموه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة