أكرم القصاص - علا الشافعي

نهلة سليمان تكتب: فى عيد ميلاده المائة علمنى أنور السادات

الثلاثاء، 01 يناير 2019 12:00 م
نهلة سليمان تكتب: فى عيد ميلاده المائة علمنى أنور السادات السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما نتأمل السيرة الذاتية للزعيم الراحل محمد أنور السادات، نجد أنفسنا أمام تجربة ثرية، قلما تتكرر، أن يصعد إنسان من السفح ليصل إلى القمة، سالكا دروب الحياة ومتوغلا فى أزقتها، مستفيدا بدرس جديد من كل موقف يتعرض له.

هكذا كانت حياة الزعيم الراحل، مزيجا من مواقف مختلفة، لا يربطها شيء إلا أنها قد حدثت كلها لشخص واحد، فتراه فلاحا بين المزارعين، وتراه تاجرا يتعرض للنصب من أقرب أصدقائه، تراه ضابطا فى الجيش، وتراه مسجونا يهرب من السجن، تراه عاملا فى المقاولات يعانى الفقر والجوع، وتراه رئيسا للجمهورية يجلس مع رئيس أكبر دولة فى العالم، تراه كاتبا فى دار الهلال، وتراه رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية، تراه يشكل جمعية سرية، وتراه يتعاون مع الفدائيين، ، وتراه يدخل معظم الأحزاب الليبرالية، ثم يعود للجيش مرة أخرى ويشارك فى ثورة يوليو، ليكون شاهدا على كواليس حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ومع تولى الرئيس السادات حكم البلاد، تبدأ صفحة جديدة فى حياته وحياة مصر، فنجد أنفسنا أمام قائد وطنى صاحب رؤية مستقبلية ثاقبة، يتسم بالدهاء، والجرأة فى اتخاذ القرار، سواء على المستوى العسكرى أو السياسى أو الاقتصادي، ولعل أهم تلك القرارات وأعظمها هو قرار العبور يوم 6 أكتوبر عام 1973.

وبالرغم من أننى من الجيل الذى لم يعاصر الرئيس أنور السادات، إلا أننى قد تعلمت منه الكثير، فقد وجدت فيه الرضا والثقة بالنفس عندما كان طالبا فقيرا بين أقرانه فى المدرسة من أبناء الأثرياء، وتعلمت منه كيفية تحويل المحنة إلى منحة، عندما استثمر فترة سجنه فى تقوية نفسه فى اللغة الإنجليزية وتعلم اللغة الألمانية، وعلمنى أهمية التريث والتأنى عندما ابتعد عن كل الصراعات الدائرة بين أعضاء مجلس قيادة الثورة، كما تعلمت منه التوكل على الله مع ضرورة الأخذ بالأسباب، عندما أعد العدة للحرب، وأدى مع جيشه وشعبه كل ما بوسعهم، ثم اتخذ بوطنية وشجاعة قرار العبور، ليعود ويعلمنا ضرورة أن يعرف الإنسان إمكانياته جيدا، وأن يتصرف فى حدود المتاح، وأننا أحيانا نضطر إلى تغليب العقل على العاطفة، عندما وافق على وقف إطلاق النار والبدء فى محادثات السلام، كذلك أهمية الحوار المباشر حتى لو كان مع أشد أعدائنا، وأخيرا فقد تعلمت منه أن نجاحى الداخلى وشعورى برضا الله عنى ورضائى عن نفسى أهم بكثير من نجاحى الخارجى الذى يراه الناس وقد يكون مزيفا، وأننا نضطر أحيانا إلى أن نصم آذاننا عن كل مَن حولنا حتى لا ننحرف عن الهدف المنشود.

 

رحم الله القائد محمد أنور السادات، ووفقنا جميعا إلى ما فيه الخير لمصرنا الحبيبة وللعالم كله.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة