أكرم القصاص - علا الشافعي

علاء عبد الهادى

القضية التى حسمها الرئيس

الإثنين، 14 يناير 2019 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعلم إلى متى يبتلى هذا الوطن بكم من السخافات المعلبة التى تخرج علينا فى مواسم بعينها لكى تجذبنا جذباً إلى الوراء، وتمحوا فى لحظات كل ما نصنعه ونبنيه فى سنين؟
من هذه النوعية خروج بعض المأفونين بفتاوى تحرم علينا أن نهنئ إخوتنا الأقباط بعيد الميلاد المجيد، أو بالسنة الجدية، وتجعل من مباركتك لجارك المسيحى فى المنزل أو العمل، سببا لكى تتبوأ مقعدك من النار، وللأسف الشديد تجد من الزملاء الإعلاميين من يستضيف هؤلاء، ويطرح ما يقولونه، من باب جذب المشاهدين أو بحثا عن تواجدهم فى «التريندات».
 
ألم يأنِ الأوان لنتجاوز مثل تلك السخافات؟
 
ألم يقرأ ويسمع هؤلاء عن تاريخ مصر الفريد، مصر التى تفتخر بتراثها القبطى تماما كما تفتخر بتراثها الإسلامى، والفرعونى والرومانى واليونانى، وحتى اليهودى، إنها مصر التى كانت بصورة أو بأخرى مهدا حقيقيا لكل الديانات السماوية، على أرضها تعايش كل هؤلاء، وصنعوا حضارتها التى ما زالت تبهر العالم، لم تعرف مصر التفرقة بين المسلم والمسيحى إلا مع بداية تأسيس الجماعات التى تتاجر بالدين، أو تتسر وراءه وتوظفه لأغراض سياسية، كل هذا حدث مع بداية نشأة جماعة الإخوان.. قبل ذلك، وأيام محمد على باشا الذى أسس مصر الحديثة لم يكن هناك تفرقة بين المسلم والقبطى، على اعتبار أن ذلك أحد أركان الدولة العصرية، وكان أول حاكم مسلم فى العصرالحديث يمنح الموظفين الأقباط رتبة البكوية واتخذ له مستشارين من المسيحيين، وعلى نفس النهج سار أبناء وأحفاد محمد على، وأيام سعيد باشا استمرت روح التسامح الدينى والمساواة بين المسلمين والأقباط، فقام بتطبيق قانون الخدمة العسكرية على الأقباط، وبعدها ألغى الجزية التى كانت مفروضة علىيهم فى مقابل الدفاع عنهم، كما عين سعيد باشا حاكما مسيحيا على مصوع بالسودان.. وأثناء ثورة 19 بلغت العلاقة الإيجابية بين مسلمى مصر ومسيحييها ذروتها،  ولكن الإسفين الحقيقى عرف طريقه لجناحى الأمة مع بداية إنشاء جماعة الإخوان التى من رحمها خرجت كل جماعات العنف السياسى التى رفعت وما زالت ترفع شعار الدين، إضافة إلى بعض المذاهب المتشددة الوافدة من دول صحراوية مجاورة، هذا «الكوكتيل» من التشدد والعنف،
والتزيد، وإلصاق بالدين الإسلامى ماليس فيه، انتهى بنا إلى هذا الوضع الذى تفاقم منذ السبعينيات مع أحداث الزاوية الحمراء، وإلى أن جاء السيسى الذى يتعامل بمبضع الجراح فى كل القضايا، ورغم أن أعداءه، وأعداء الوطن، أرادوا كسره بمزيد من الضغط على الأقباط بالمزيد من الاستهداف لكنائسهم، إلا أن الرجل لم ينكسر ولم يلين ساعده فى ذلك، أنه بقدر المحنة، بقدر التفاف الجماعة الوطنية القبطية المصرية وشعب الكنسية، حول قيادتها الدينية والروحية، وأيضا القائد عبدالفتاح السيسى الذى يحرص كل عام على أن يلقى على إخوته من الأقباط التحية والسلام فى يوم عيدهم، وقرر أن يضع النقاط فوق الحروف فى ملف الأقباط، ويصلح ما أفسده الإخوان والمتاجرين بالدين، فاصلح كنائس القباط التى استهدفها الإرهابيون فى أعقاب الإطاحة بسلطانهم، لم يكتف بذلك، بل راح يؤسس لعلاقة تشاركية بين المسلمين والمسيحيين، شركاء الوطن من خلال إصدار قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس الذى «جاء ليصحح خطأ دام أكثر من 160 عاماً، ويفتح صفحة جديدة لأول مرة منذ أيام قانون الخط الهمايونى المستقر من أيام الدولة العثمانية، وجاء السيسى ليكسره ويرسم خطا جديدا لشركاء الوطن.. ويوافق على بناء الكنائس التى تتوافق، وتلبى حاجة الإخوة من المسيحيين لممارسة شعائرهم، يكفى أن الرئيس فى افتتاح أحد المشروعات السكنية سأل عن دور العبادة فرد عليه المسؤول وقال له يوجد مسجد، فرد عليه الرئيس مستنكرا: وأين الكنيسة؟ لابد من كنيسة لكى يعبد الإخوة المسيحيون فيها الله!
 
لم يغب عن فكر الرئيس وهو يؤسس لعاصمة إدارية جديدة يحدث به، مع 13 مدينة جديدة لتغيير خريطة العمران والسكن فى مصر أن يكون هناك مسجد، وكاتدرائية، بما يليق بهذا البلد الذى كان وما زال بإذن الله منبرا للأسلام الوسطى، واحتضنت أرضه الطاهرة المسيح عليه السلام فى رحلتهما الطاهرة إليها هربا من الاضطهاد الرومانى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة