أكرم القصاص - علا الشافعي

نادين طارق سليم تكتب: رسائل جوليت ومواسير المياه

الخميس، 17 يناير 2019 12:00 م
نادين طارق سليم تكتب: رسائل جوليت ومواسير المياه صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى نهاية أى يوم شاق أجد أن وقت الليل هو الوقت المناسب تماما لاتخاذه كساعات للتأهيل النفسى من جديد، فلا أجد أفضل من جرعة سينمائية من الأفلام الرومانسية فلا يمكن أن أغفل دور هذه الأفلام فى حياتنا، فهى دائما ما تكون مريحة للأعصاب وتمنح الفرصة لقلوبنا أن تحلق بعيدا عن قسوة هذا الوقت البارد وتمنحنا قليلا من الدفء والسعادة.

 

أخذت أبحث عن أفلام متعددة واستعنت ببعض الأصدقاء حتى يساعدونى فى البحث إلا أن استقريت على فيلم واحد اخترته من بين هذه الأفلام العديدة نظرا لقصته الجديدة.

 

هو فيلم "Letters to juliet" هو فيلم رومانسى أمريكى من إنتاج سنة 2010، قصته تحكى عن فتاة أمريكية تذهب فى إجازة إلى فيرونا - الموطن الأصلى لروميو وجوليت - حيث تكتشف رسائل قديمة لم يتم الرد عليها فتبدأ رحلة البحث عن صاحبة هذه الرسائل وطوال رحلتها كانت تلتقى بأشخاص لتبدأ قصتها معهم.

 

كنت مستمتعة كثيرا أثناء مشاهدتى لهذا الفيلم، فكانت أحداثه هادئة وموسيقاه رائعة قادرة على أن تأخذك بعيدا حيث عالم الخيال والشاعرية.

لم أشعر بالوقت مع هذا الفيلم إلى أن أتى مشهد النهاية الذى استوقفنى كثيرا ففيه يطلب البطل يد حبيبته صوفيا على طريقة روميو و جولييت فقام البطل بتسلق الشجرة التى تؤدى إلى الشرفة حبيبته حيث قال لها جملته الرقيقة 

Sophie, I am madly, truly, deeply, passionately in love with you." 

 

وما لبث أن قال هذه الجملة حتى وقع من على فرع الشجرة وهرعت إليه البطلة لتوافق على الزواج منه وهنا ينتهى الفيلم.

 

لكنه لم ينتهى من عقلى أبدا فقد شغل بالى كثيرا، وأيقنت أن مثل هذه المشاهد هى التى تسببت فى كون أن هناك فتيات بتن يحلمن بمثل هذه المواقف بل وتراها رومانسية الى أبعد الحدود ومن الممكن ان تتحقق.

انتشرت مؤخرا ظاهرة التقليد الأعمى للأفلام السينمائية وأصبحت الفتاة تتخيل نفسها إحدى بطلات القصص الرومانسية فتبدأ الفتاة أن تحيط نفسها داخل فقاعة خاصة المبنية من الخيال ويظهر ذلك جليا فى رفضهن الواقع التى تعيش فيه.

 

لا أعلم كيف يتوقعن أن تكون هذه المشاهد حقيقية تماما، أخذت أفكر قليلا ماذا لو تحقق بالفعل مشهد نهاية الفيلم المذكور أعلاه فى الواقع، فكيف سيغامر البطل للوصول الى شرفة حبيبته بداية أنه لن يجد أى شىء سوى مواسير المياه أمامه للتسلق عليها كالصوص نهاية إلى أنه إذا تم هذا الأمر فلن يمر مرور الكرام فى مجتمعاتنا.

 

ما لا تعلميه يا عزيزتى أن مثل هذه الفقعة الخيالية التى تسجنين فيهاعقلك وفكرك تكون هشة جدا و ضعيفة للغاية وذلك لأنها لم تبنى من واقع حياتنا اليومية التى نحياها على هذه الأرض.

 

فلتكن حياتك يا عزيزتى مزيج بين عالم الخيال وعالم الحقيقة، ذكاؤك يكمن فى جعلهم خطين متوازيين فلا يجب أن تطغى إحدى العوالم على بعضها فلا الجانب العملى يطغى على الخيالى ولا الخيالى تجعليه يعترض العملى، وما يجب أن نعلمه جيدا أن فى الحقيقة لا يوجد مثل هذه المشاهد فى حياتنا الواقعية وان مثل هذه الأفلام لن تتعدى حدود شاشة العرض أو الحبر على الورق فقط وبالتالى لن تكونى أنت جولييت ولن يكون هو روميو.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة