أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف إسحق يكتب: الذوق العام

الأربعاء، 02 يناير 2019 12:00 م
يوسف إسحق يكتب: الذوق العام خلافات أسرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثيرا ما نُلقى باللوم على الأعمال الدرامية  والسينمائية ونعتبرها المادة الخام الوحيدة المسئولة عن إفساد الذوق العام، وان سياقها الدرامى يتدرج بالمشاهد نحو العنف والتطرف، هذا صحيح ولكن هذا النوع من الدراما ليس إلا مرحلة متأخرة من بين عدة مراحل وترس من بين عدة تروس تعمل جميعا فى حركة دؤوبة فى إفساد ما أرساه الاولون من مبادئ وقيم، هذا لا يمثل الفن بصفة عامة بدليل أن هناك أشخاصا يحاربون هذا الفن الساقط ومنهم من يمقتونه ومنهم لا يعيروه اهتماما من الأصل، وكثيرون يبحثون عن أعمال ترقى لمستواهم الاخلاقى والأدبى مثل ما اعتادوا دائما ونشأوا عليه.

إن المراحل التى تمهد للانجذاب لهذه المادة التى لا يجوز وصفها بالفن، وتكون بمثابة "Receptors" مستقبلات فى تقبل هذا النوع من الدراما وإدمانها والإقبال عليها، منها مرحلة التنشئة والتى تكون قد بدأت بتعزيز العنف بالفعل بطريقة غير منتظمة من خلال سلوك الوالدين الاجتماعى المختل وأسلوب تربيتهم الخاطئة، فضلا عن غياب القانون الاجتماعى الذى يتمثل فى الاعراف  التى تحكم هذه الاطر الاجتماعية وانتزاع الحقوق باليد وفرض القوة دون العقل، بغض النظر عن اى اعتبارات لأعراف اوقوانين او خلافه.

 

يصدق غاندى عندما يقول "إن مبدأ العين بالعين يجعل كل العالم اعمى" !!

 

يلى تلك المرحلة مرحلة التعليم، وهو تَلقى الأطفال تعليما منتظماً من خلال روض (حضانات) أو جمعيات أهلية تنتشر فى كل ربوع مصر أو مدارس على يد أشباه متعلمين لم يخضعوا لأى اختبارات تُظهر مدى استحقاقهم لتلك الوظيفة الشماء من عدمه، وإذا تم تمكينهم بالفعل لا يعوا خطورة المادة التى يدرسونها وإن كانت فى ظاهرها التزام بما وضعه كفاءات متخصصون، ولكن اذا أردت القصد فعليك أن تقرأ ما بين السطور، أجزم أن المعلم اذا أراد نشر أفكاره وخاصة المتطرف منها سيلقى بها بين الأسطر مثل لص كبذور، لتطرح تلك البذور الفاسدة أشجارا يستظل بها تلك الفئة الساخطة على الحياة ليستنسخ ويفرخ كائنات تشبهه ربما يتم اختيارهم فيما بعد لموضع مسئولية او مشرعين  او معلمين وأطباء  ونعيب زماننا والعيب فينا  !!!

إن ما يلى ذلك وتلك، هو علاقات الأبناء بزملائهم ولا سيما مع غياب الرقابة الاسرية وتلك المرحلة تمهد بصورة واضحة الميل لهذا النوع من الدراما، ليتبلور كل ما مر بها لفتى من مراحل فى مشهد تمثيلى لشخص بالغ يتمنى أن يصبح مثله، وهو المنوط به أن يكون قدوة، فيصبح السير فى طريق افساد الذوق العام اكثر يُسْرًا من خلال تلك القوة الناعمة والتى أصبحت قناة يعبر من خلالها كل رخيص وغث، ويعبر منها ايضا كضيف عزيز عمل يتلوه عملاً آخر نستطيع بالفعل أن نسميها أعمالا فنية.

حفظ الله مصر










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة