أكرم القصاص - علا الشافعي

على الكشوطى يكتب: الكينج محمد منير.. "حاجة كده ترد الروح"

الخميس، 03 يناير 2019 04:30 م
على الكشوطى يكتب: الكينج محمد منير.. "حاجة كده ترد الروح" محمد منير - أهل أول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ببراءة قلب طفل وعيون حزينة وملامح مصرية أصيلة يقف الكينج محمد منير علي مسافة كبيرة بينه وبين كل من يشاركونه ساحة الغناء والطرب، حيث اعتاد منير أن يقف متفرجًا صامتًا إلى أن يأتى أوان أن يلقي بحجارته في الماء الراكد فيقلب الموازين ويدير الدفة نحوه.

أصبح الكينج محمد منير واحدًا من أهم النابشين في تراثنا المصري والعربي، يبحث ولا يمل أبدًا عن إحياء تراث غفل عنه الكثيرون، فيفاجئنا فى كل مرة بأغنية سبق وأن قدمت لكن عبقريتها تجعله يفكر فى إعادتها إلى الجمهور بشكل متجدد وعصرى قد لا ينسيك أصلها ولكن يضيف إليها الكثير من البهاء.

 

"أهِل أوّل يا فل يا كادي يا كُمَّل يا أهل الأدب والذوق وعِشْت وبقيت ومجمّل يا أهل الطيبة والرقة والهرج المتبتب الدُقّة ورب البيت وحشتوني من التاجر إلى السقّا وحشني حتى فرّقنا بهندسته وبُقْشَة قُمَاش وعم شاكر في دكانه بالفوطة وقميصه الشاش وحشتني حلاوة اللدّو والبركة اللي في يده وحشتني الكحلة في عيونه وحوا والصبي عبده وحشني كل ما فيكم ياناس حتى أساميكم ياريت ترجع لنا الأيام واسلم على أياديكم وأشم ريحة الرضا فيها وأشياء ما أقدر أسمّيها حاجة كده ترد الروح صعب أوصف معانيها" هذه هى كلمات الأغنية التي توصل لها الكينج محمد منير ليقدمها لجمهوره في مصر، ربما ليس هو الوحيد الذي سبق وأن قدمت لكنها لم تصل إلى الجمهور المصري ولذلك حرص الكينج على إيصالها.

لا أجد سوى توجيه الشكر والثناء على الكينج محمد منير لفتحه كنز الفلكلور الحجازي السعودي الذي ربما لا يعرف عنه المصريون الكثير، فكلمات الأغنية التي تحمل الكثير من الشجن والحنين للماضي بجماله وحلاوته وبكارة أفكاره وبراءة دروبه وطيبته التى دلل عليها الشاعر السعودي عبد الله دبلول والذي اعتذر لكل حواسي أنني لم أعى قيمة هذا الفنان ولم أعرف أعماله إلا بعد أن قدم كلماته الكينج محمد منير وهو ما يحسب للكينج في تثقيف جمهوره والرأي العام بكنوز تراثية وفلكلورية ربما لا نعرف عنها سوى قشور في الوقت الذي تعج تلك الكنوز بالقطع الفريدة التي يزيح عنها منير الغبار ويقدمها كـ جوهرة ثمينة وتحفة يجب الاحتفاء بها.

عبقرية اختيار الأغنية بكلماتها المستوحاة من الفلكلور الحجازي أضافت الكثير من البهاء خاصة مع صوت منير، وهو ما دفع جمهوره يلهث ليعرف معاني الكلمات التي كانت بعيدة عن مسمعنا لكنها قريبة إلى الروح فواقع رنينها على الأذن يحمل حالة حنين لطفولة ولحياة لم نعيشها من قبل ربما سمعنا عن الساقي "السقا" في الفلكلور المصري وبائع الملابس "الدلال" الذي يجوب الشوارع والمنازل لكن واقع الأغنية سافر بنا لزمن بعيد لحياة لم نرها سوى في لوحات زيتية أو من حكايات الأجداد، لنعرف فى وقتنا هذا أن "الهرج المتبتب الدُقّة" هو الكلام المنمق وأن "فرّقنا" هو الرجل الأنيق الذي يدور على المنازل لبيع الملابس، حيث يجمعها في "بُقْشَة" وهى ما نعرفه نحن المصريون بـ"البؤجة" وهى حقيبة من القماش يضع فيها الملابس ليعرضها للبيع على رواد المنازل.

الأغنية سبق وأن غناها أكثر من فنان كل بطريقته ولكن في اعتقادي أن اختيار منير للأغنية من الأساس لتقديمها بصوته هو الأفضل وأن كان انحيازًا لابن بلادي، التدقيق في تقديم الكلمات بلحن يبدو بسيطًا على قدر عبقريته، لمحمد حداد وبموسيقى أسامة هندي وبمصاحبة هشام عصام على العود وبصوت وطعم الكينج منير، ربما هي التوليفة الأفضل والأكثر سهولة في لمس قلوب المستمعين والتسلل إلى النفوس كالدم في العروق ربما لا تشعر به وهو يسري داخلك لكن تأثيره بكل تأكيد نشعر به جميعًا.."حاجة كده ترد الروح".

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة