أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئة نورهان حاتم البطريق تكتب: التعلم الذاتى

الخميس، 03 أكتوبر 2019 10:00 ص
القارئة نورهان حاتم البطريق تكتب: التعلم الذاتى مكتبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وفى كل عام يتصارع أولياء الأمور على الجامعات من أجل الحصول على الشهادة الجامعية التى من شأنها أن تثبت أن ابنهم متعلم وحاصل على مؤهل عال فقط لا غير، وكأن دورهم قد انتهى بتلك الخطوة دون النظر إذا كان هذا الابن قادراً على الانخراط بسوق العمل بعد حصوله على هذا العمل، أو قادر على مواكبة التطور التكنولوجى الذى يلحق بمجاله، أم أنه عاجز عن كل هذا، يتابع فقط ما يدور حوله من تطور وتقدم دون أن يحاول أن يشارك فيه، هل عليه أن يحصل على شهادته الجامعية ويقف ساكنا، أم عليه أن يدرك أنها الخطوة الأولى ،و أن مشواره العملى لم يبدأ بعد؟!
 
نفتقر فى مجتمعاتنا "ثقافة التثقيف" أى أن على المرء أن يعلم نفسه بنفسه، وألا يقتصر دوره على مذاكرة المقررات الدراسية والكتب الجامعية وحسب، إنما عليه أن يسعى إلى تطوير نفسه، وأن ينمى نفسه فى شتى المجالات وليس فى مجاله فقط لا غير.
 
الشهادة الجامعية لا تصلح وحدها لتؤهلك للحصول على عمل، إنما تحتاج إلى ما يدعمها من تثقيف وتوعية، فهى غير قادرة على فتح أبواب الجنة طالما أنك تفتقر إلى المعلومات والمعرفة، تظن أن دورك قد انتهى بانتهاء آخر امتحان تؤديه فى السنة النهائية للجامعة "سنة التخرج"، مع العلم أنه من المفترض أنه ابتدأ، فالأمر يحتاج إلى سنين من البحث والتنقيب بشأن كل ما يخص تطوير الذات.
 
الأمر لا يتعلق بكورسات باهظة الثمن قد لا يقوى المرء على دفع ثمنها، إنما أن نسعى فى حدود إمكانياتنا على تكوين فكر واع قادر على التصدى لمشاكل الحياة و معالجة الأمور بصورة عقلانية وموضوعية، ومن السهل أن يحدث هذا عن طريق المطالعة وقراءة الكتب سواء الورقية أو الإلكترونية، من الممكن أن ننمى أنفسنا فى أكثر من لغة عن طريق متابعة فيديوهات اليوتيوب "أون لاين"، التدريب من أجل اكتساب الخبرة التى من شأنها أن تصقل مداركنا وقناعاتنا،أن نستغل أوقات الفراغ لعمل مشروعات خاضة صغيرة وعدم الاعتماد على دخل الأسرة فى المرحلة الدراسية ،أو الاعتماد على العمل الحكومى كدخل لا يتوفر لنا سواه.
 
التعلم لا يقتصر على يملكون الأموال، إنما على من يخططون لحياتهم، لديهم خطط مسبقة لما يرغبون تحقيقه، يتمتعون بالحيوية و الحماس، يتوقون إلى مناصب مرموقة، و يسعون إلى أن يكونوا من أصحاب المستوى الرفيع، يملكون أهداف واضحة تؤهلهم للوصول وتحقيق الطموحات، فعلى المرء أن يدرك أنه كلما تمكن من تطوير نفسه فى سن مبكرة ،كلما استطاع أن يصنع هويته الخاص به والتى من شأنها أن تميزه عن سواه، وأن تقوده إلى المكان الذى يصبو إليه فى أسرع وقت ممكن.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة