أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

ثورتا العراق ولبنان استنساخ من ثورة 30 يونيو بمصر.. غضب ضد «المرشد»..!!

الإثنين، 11 نوفمبر 2019 12:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانى المصريون الأمرّين بعد سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية على مقاليد الأمور فى مصر عام 2012، وإعادة البلاد إلى العصور المظلمة، واستفحلت مشاكل انقطاع الكهرباء واختفاء السولار والبنزين من محطات الوقود واختفاء السلع الاستراتيجية خاصة الأدوية ولبن الأطفال، وزاد الانفلات الأمنى، ثم والأخطر تزايد حالة الفزع بين المصريين من انتشار فتاوى التكفير وظهور جماعات هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لاعتراض النساء فى الشوارع وتعنيفهن على ملابسهن، وعدم ارتداء الحجاب والنقاب، بجانب المحاولة الحثيثة لأخونة الدولة، وتأسيس ميلشيا عسكرية مسلحة، واعتبار الإخوان «شعب الله المختار» وأعلى مقاما من المصريين..!!
 
لكن يبقى السبب الجوهرى الذى أثار سخط المصريين العارم، وهو تسليم جماعة الإخوان الإرهابية، مفتاح القرار السياسى المصرى لكل من قطر وتركيا، وأصبح تميم وأردوغان يديران مصر من الخارج، وكأنهما الحاكمان الفعليان للقاهرة، وكل منهما له توجهاته وأطماعه، فرأينا تميم يحاول السيطرة على قناة السويس وتأجير الأهرامات وأبوالهول، والتحكم فى رأس الجيش المصرى، وطلب بالفعل خرائط بأماكن تمركزات القوات المسلحة، سلمها محمد مرسى العياط بنفسه، وهو ما كشفته التحقيقات فيما بعد، بينما أردوغان كان يبحث إعادة مصر ولاية تابعة لتركيا باعتبارها إرثا قديما للعثمانيين، فكانت ثورة المصريين الصاخبة والغاضبة وخرج أكثر من 33 مليون مصرى فى 30 يونيو 2013 وأطاحوا بالحكم الكهنوتى القائم على تأليه «المرشد» واعتباره مبعوث السماء على أرض الكنانة، كما أعادوا صولجان الحكم والقرار الوطنى من اسطنبول والدوحة إلى القاهرة.
 
وبقراءة ما يحدث فى العراق ولبنان، من حراك شعبى قوى، وبشىء من التحليل المبسط، دون الاحتياج إلى قريحة العباقرة، تجد نفس الغضب ضد  الكهنوت وتأليه «المرشد» والطائفية المقيتة، فالعراق ولبنان، يتشابهان إلى حد التطابق فى أن هناك أتباعا يدينون بالولاء التام لـ«المرشد» الأعلى فى إيران، ويتدثرون بعباءة الكهنوت ويفرضون سطوتهم ونفوذهم بقوة السلاح، ويمثلون دولة داخل الدولة، ففى لبنان حزب الله، الذى بارك رئيسه حسن نصر الله الحراك فى مصر 2011 ثم هدد بقمع نفس الحراك فى لبنان، مهددا باستخدام القوة، بينما يقف الحشد الشعبى فى العراق نفس الموقف ويستخدم التصفية الجسدية لإخماد الثورة.
 
ما يحدث فى العراق ولبنان، غضب ضد الكهنوت وتأليه المرشد، ومقاسمة الساسة والقوى الطائفية المناصب والسلطة والثروة، وتشكيل ميلشيات تحكم فعليا بالسلاح والعنف والإرهاب، وتفرض إرادتها على الدولة والشعب، علاوة على أن القرار الوطنى فى كل من العراق ولبنان مغتصب، وتتحكم فيه طهران، وهنا الكارثة.
 
المحصلة النهائية للقراءة التحليلية، تكشف أن النظام الكهنوتى وتأليه المرشد، وتسليم صولجان الحكم، والقرار الوطنى للخارج، جلب وبالا على العراق ولبنان، وساهم فى انهيار التنمية واستفحال الأزمات الاقتصادية وتعقد الأوضاع المعيشية، وأصبحت مشاكل الكهرباء والبطالة وانهيار المرافق الحيوية، بجانب إضعاف الأذرع الأمنية بجناحيه الجيش والشرطة، السمة الرئيسية. 
 
فشل كارثى، وتكفير دينى وسياسى، وإعادة البلاد إلى التخلف والجهل، وعدم ملاحقة ركب التطور والتقدم، وإضعاف الجيش والشرطة، ليصبح الوطن مستباحا، لا يقوى على الدفاع عن الأرض والعرض، لتعبث الميلشيات المسلحة بالأمن القومى الشامل، هذه هى سمات حكم الكهنوت الدينى فى أى وطن، سواء جماعة الإخوان أو حزب الله أو الحشد الشعبى أو الحوثيين إلى أخر المسميات الكهنوتية المسلحة..!!
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة