"أوعى تسيبنى يا أبويا تعالى معايا".. كانت تلك آخر كلمات قالها محمد رفعت محمد حسن، الطالب البالغ من العمر 16 سنة، بمدرسة الثانوى التجارى بوادى النقرة بأسوان، والذى توفى بسبب جرعة زائدة للبنج داخل مستشفى أسوان الجامعى، بعد أن دخل فى مرحلة فقدان وعى وغيبوبة تامة لمدة 10 أيام ثم توفى على إثرها.
وحملت أسرة الشاب المتوفى، إدارة مستشفى أسوان الجامعى، مسئولية وفاته ، متهمة المستشفى بالتسبب فى إهمال الحالة بعد إعطائه حقنه بنج استعدادًا لإجراء عملية تركيب شرائح مسامير أسفل القدم اليسرى، وتم تحويله لغرفة العناية المركزة والتى مكث فيها لمدة 10 أيام حتى وفاته، مناشدين بالحصول على حقهم القانونى من المتسبب فى وفاة ابنهم.
وقال رفعت محمد حسن، والد الطالب المتوفى من قرية قتة بأسوان، إن ابنه دخل فى غيبوبة تامة بسبب الإهمال الطبى وجرعة البنج التى تم إعطاؤها له بمستشفى الجامعى بالمحافظة، موضحا أنه أثناء قيامه بتركيب لمبة كهرباء بمنزلهم بقرية قته بمركز نصر النوبة بأسوان، سقط على قدميه أسفل القدم اليسرى، وتم نقله إلى مستشفى نصر النوبة المركزى.
وتابع والد الطالب المتوفى الحديث لـ"اليوم السابع"، أنه بسبب قلة الإمكانيات وبعد الأشعة اللازمة تم نقله على الفور إلى مستشفى أسوان الجامعى، وتم عمل الفحوصات المؤقتة حتى تم حجزه إلى غرفة المستشفى ليتم تجهيزه لإجراء عملية تركيب شرائح مسامير بأسفل القدم اليسرى.
.JPG "المستشفى الجامعى بأسوان (2)")
ودمعت أعين الأب المكلوم، وقال: إن آخر كلمات سمعها من ابنه قبل دخول غرفة العمليات كانت: "أوعى تسبنى يا أبويا تعالى معى"، لافتاً إلى أنه انتظر خروج نجله ساعات طويلة أمام غرفة العمليات ولكنه فوجئ أن نجله ظهر محمولاً على سرير العمليات وفاقدا للوعى بسبب خطأ طبى "على حد قوله".
وأضاف سيف الدين، عم الطالب، أن ابن أخيه تعرض لجرعة زائدة من التخدير ولم يتحملها مما أدى إلى فقدان وعيه، موضحاً أن "محمد" انتظر يومين داخل عيادة الطوارئ بسبب عدم وجود غرفة فارغة، وفى اليوم الثالث تم حجزه فى غرفة لإجراء الجراحة له وكانت مجرد عملية تركيب شرائح مسامير بأسفل القدم اليسرى.
وأشار إلى أنهم انتظروا ما يزيد عن 7 ساعات أمام غرفة العمليات، وعند محاولة الاستفسار عن سبب الإطالة رغم أن تلك النوع من العمليات لا تستغرق كل ذلك الوقت، كان الرد بأنهم يريدون بعض المستلزمات، ولكن بعد تلك الساعات الطويلة خرج إليهم نجلهم من الباب الخلفى للدخول إلى قسم العناية المركزة بعد فقدان وعيه.
ومن جانبه أكد الدكتور عبد الله العبيدى مدير مستشفى أسوان الجامعى، أن التقرير النهائى عن وفاة الطالب محمد رفعت لم ينته بعد، موضحا أن الطالب كان يعانى من حساسية لنوع البنج، مما أدى إلى فقدان كامل للوعى وأن الطالب تم إعطاؤه جرعة البنج والنوعية المعتادة ووارد حدوث حساسية من البنج، لافتاً إلى أن الإجراءات الطبية التى تمت تحت إشراف رئيس قسم التخدير والمساعد "النبتجى" هى إجراءات معتادة تتم فى مثل هذه الحالات.
وأضاف الدكتور العبيدى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن عميد كلية طب أحال الموضوع للتحقيق وأن هناك تقارير مبدئية من قسمى التخدير والعظام بالحالة والإجراءات الطبية التى تمت منذ وقت دخول غرفة العمليات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة