أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئة خلود عاشور تكتب: الاكتئاب

الخميس، 26 ديسمبر 2019 12:00 م
القارئة خلود عاشور تكتب: الاكتئاب تعبيرية عن الاكتئاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الاكتئاب أو السرطان النفسى أو كما أسميه أنا "أبو الانتحار" دار حول هذا السرطان النفسى العديد والعديد من الكلام، والحوارات، والكتب والآراء،  وتلك الآراء وإن اختلفت فى بعض الأوجه، فإنها تلاقت وتشابهت فى جُلّها.

 

لست هنا لأصف لك المرض وكيف يكون، وأنت لست هنا لتسمع هذا، فقد تمكن هذا من مكانة أعلى مما ينبغى له.

 

بداية؛ يولد المرء على الفطرة، وفى تلك الفطرة يعرف: كيف يتلقف ثدى أمه، ويستمد منه ما يقويه على الحياة، كيف يستمع، كيف يرى، كيف يميز الصوت، كيف يحبو، كيف يخطو،  وكيف يتحدث.

 

هذا كله ببعض المساعدة البشرية، لكنها فطرة فُطرنا عليه، ومن ضمن هذه الفطرة، هو فطرة الرصيد النفسى.

 

نعم مثلما قرأت.. فطرة الرصيد النفسى، فطرة القوة النفسية، فطرة التخطى للصعاب، فطرة الإصرار والعزيمة، فطرة العناد والتحدى، فطرة الحنان والرأفة.

 

نحن لا ندرك أننا نملكها، لكنها بالفعل تُوجد معنا.

 

تذكر وأنت فى مرحلة الطفولة، كم كلمة سوء صدمت أُذناك، ورغم هذا لم تحزن كثيرًا، كم من فشل مررت به، ولم يترك فى نفسك الكثير؟ كم ألم تخطيته ببعض من الصبر؟!

 

هذا ليس لجهل كم ألم أو المصيبة! لكن لفطرة فطرها الله للإنسان الذى لن يدرك كيف نتخطى الحزن والألم، مثله مثل تزويد بعض المناطق ببعض المناعة، وبعض الزيادة عن مناطق أخرى فى الجسد، وغور مناطق وظهور أخرى، وعند النضوج تتغير بيولوجية الجسد فتختلف، وعند الكهلة تتغير بيولوجية الجسد ثانية، وهكذا، وعلى هذا يكن ذات الأمر النفسى.

 

وعلى ذات منوال الفطرة، يجب بعض من المساعدة البشرية، وعليه فالفطرة النفسية تحتاج من البشر تدعيم، كى لا تصل للسرطان، الذى يفقدها الرغبة فى الحياة، أو الرغبة فى البقاء، فيغيرها للسوء والأسوء، فلا تكن بطبيعتها، فتقدم على فعل أشياء لا يخيل أن يهن على البشر فعلها.

 

ومن التدعيم النفسى - سواء لمن كنت تراعهم أو لذاتك - سواء كنت مسلما أو مسيحيا أو يهوديا، أو غير كتابى أصلًا! أو حتى مُلحد لا تَدين بدين، فقبل البدء فى كيفية التخطى يجب أن نعلم أن الدين ليس محطة نلقى عليها العبئ،  ونقول لو كنت التزمت، وفعلت كذا فى دينك، ما كان كذا!!! لا أبدًا، فهناك أديان مختلفة وأفراد منهم ملتزمون بشرائعها، وأفراد غير ملتزمين، ويقدمون على الانتحار، بعد الوصول للاكتئاب، فلا تلقى عبئ الانتحار على الدين مطلقا.

 

إذا التدعيم النفسى وأول خطواته التصالح مع الذات، وسأظل أنادى بها حتى يجف حلقى، وييبس لسانى، وسبق وخصصت لها مقال بعنوان نفسك، فارجع إليه.

إحاطة نفسك بالكثير من الناس، خاصة الإيجابيين منهم، ومقبلين على الحياة، المُدَعمين نفسيا، وإن لم تستطع فى الواقع، فافعل حتى وإن كان على وسائل التواصل الاجتماعى.

 

شاهد واقرأ الجيد والمحفز من المواضيع والأفلام.

اشغل وقتك بما تُحب.

تذكر أن الحياة التعيسة ليست دائمة، وأن للعسر يسرين.

درب نفسك على القوة، والتحمل للصعاب، وتحلى بالإصرار والتصميم على مغالبة الحياة.

حدث أشخاص تشعر بالراحة معهم.

قوى علاقتك بدينك، فهذا يضبط بعض من القوة النفسية، حتى وإن كنت لا تؤمن بإله!! والعياذ بالله، اقرأ جيدًا أسس دينك، وطبقها.

قوى علاقتك بأهلك، أو حتى احط نفسك بأهل إيجابيين.

اقتل فراغك.... تصالح مع نفسك، وروضها.... صادق الكثيرين.... اقرأ.... قوى علاقتك بدينك.... لا تدع سرطان النفس يسيطر عليك، وإن كان فعل،  فعلى الطبيب النفسى تقدم، وهذا ليس عيبا أبدًا، فالعيب الحقيقى هو أن تدعه ينتصر عليك... عفا الله عن مرضى هذا السرطان.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة