على الرغم من اتفاق رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية ورؤساء تحرير الصحف الخاصة، خلال الاجتماع الذى دعت اليه الهيئة الوطنية للصحافة فى أغسطس الماضى ،على رفع أسعار الإصدارات لتعويض فروق أسعار الورق،الا أنهم مازالوا ينتظرون هذا القرار لمواجهة الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها مؤسساتهم بعد تضاعف أسعار مستلزمات الطباعة أكثر من مرة.
ففى 8 أغسطس الماضى دعت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر لاجتماع مع رؤساء مجالس إدارات المؤسسات القومية، ورؤساء تحرير الصحف الخاصة، لمناقشة أوضاع الصحف المطبوعة، بعد الارتفاعات الضخمة فى أسعار الورق ومستلزمات الطباعة، وأوصى الاجتماع برفع أسعار الإصدارات بعد إجراء دراسة تعرض على الهيئة، وتشكيل لجنة لإعادة دراسة التوزيع والبحث عن منافذ توزيع جديدة وإجراء دراسة جدوى لإنشاء مصنع الورق يشارك فيه المؤسسات القومية والخاصة والحزبية .
وعلى الرغم من مرور خمسة أشهر على اجتماع الهيئة الوطنية للصحافة برؤساء التحرير و على توصية الاجتماع ،الا أن القرار مازال قيد الدراسة من قبل الهيئة رغم اتفاق رؤساء التحرير على ضرورة رفع أسعار بيع الصحف،و تسبب تأخير صدور القرار فى خسائر فادحة على موازنات الصحف الخاصة و جعل الصحف القومية مستمرة فى اعتمادها على ما تحصل عليه من الحكومة فى تعويض الخسائر .
وفى محاولة منها لمواجهة الأزمات الاقتصادية ،قررت مؤسسة أخبار اليوم رفع أسعار أعداد الصحف الصادرة عنها ابتداء من السبت القادم الموافق 9 فبراير 2019 و جاءت الزيادة كالأتى : آخر ساعة 10 جنيهات ،أخبار النجوم 10 جنيهات ،أخبار السيارات 15 جنيها ،كتاب اليوم 25 جنيها ،مجلة فارس 7 جنيهات ،اللواء الاسلامى 5 جنيهات ،أخبار الحوادث 5 جنيهات ،أخبار الرياضة 5 جنيهات ،أخبار الأدب 10 جنيهات + 15 جنيها للعدد الشهرى ، كما يسعى مجلس ادارة الأهرام و مؤسسة دار التحرير للطبع و النشر لزيادة أسعار بيع الاصدارات التابعة لها عدا اليومى .
ومن جانبه ،قال الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس ادارة مؤسسة الأهرام ،إن ارتفاع أسعار بيع الصحف الورقية ضرورة ملحة ،مضيفا أن هناك أزمة كبيرة تواجه الصحافة الورقية و خاصة عقب زيادة أسعار الورق و تكلفة الصحف، وعلى الرأى العام و الحكومة تفهم هذه الأزمة .
وأضاف سلامة فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن صناعة الصحافة هى أداة من أدوات التنوير المهمة التى لابد من الحفاظ عليها، وأن ارتفاع أسعار الصحف دواء مر لابد منه، وحل مر لابد أن نفكر فيه ولابد منه.
وأشار سعد سليم رئيس مجلس ادارة دار التحرير للطبع و النشر ، الى أنه تم اعداد دراسة شاملة بشأن رفع أسعار بيع الصحف بعد زيادة أسعار الورق،مضيفا أن الدراسة معروضة الان على الهيئة الوطنية للصحافة.
وأوضح سعد سليم فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن زيادة أسعار الصحف ضرورة و هى دواء المر لابد منه ،مشيرا الى أن قرار رفع أسعار بيع الصحف يكون من قبل الهيئة الوطنية للصحافة ،أما بالنسبة للاصدارات الفرعية للمؤسسات تكون بقرار من قبل مجلس ادارة المؤسسة .
وتابع:" فى طريقنا لعرض زيادة أسعار بيع الاصدارات الفرعية على مجلس الادارة لتتم الزيادة بنسبة مناسبة ، ليس زيادة كبيرة حتى لا تؤثر على التوزيع ،ولابد أن يتفق الجميع على أن يكون هناك زيادة فى أسعار بيع الصحف بحيث تكون زيادة موحدة ".
وشدد الكاتب الصحفى عصام كامل رئيس تحرير جريدة فيتو ،على ضرورة تحريك سعر بيع الصحف نظرا لارتفاع أسعار الورق و الطباعة و تغيير المدخلات فى العمل الصحفى،مضيفا :" نحن فى حاجه أيضا الى تغيير المنتج الصحفى لازالت حتى ، المعروض من المنتج الصحفى ملح على القارئ".
ونوه عصام كامل فى تصريح ل"اليوم السابع" الى أن زيادة أسعار الورق و كل منتحات الانتاج الصحفى يتطلب تحريك أسعار بيع الصحف .
ولفت الكاتب الصحفى وجدى زين رئيس تحرير جريدة الوفد الى أنه فى ظل ارتفاع الأحبار و الورق وأن الفرق ما بين الطباعة و التوزيع كبيرة،وهو ما يكلف المؤسسات خسائر فادحه ، مشددا على ضرورة رفع أسعار بيع الصحف .
وأضاف وجدى زين فى تصريح ل"اليوم السابع"، أن القائمين على المؤسسات الصحفية مضطرين لرفع أسعار بيع الصحف،متابعا:" الاجتماع الذى عقد فى أغسطس الماضى للهيئة الوطنية للصحافة مع رؤساء تحرير الصحف ترك الحرية لكل مؤسسة صحفية مستقلة تفعل ما تراه مناسب بشأن زيادة أسعار بيع الصحيفة ".
وذكر وجدى زين أنه لابد أن تنظر كل صحيفة بشأن زيادة السعر و تتخذ قرار بذاتها ،متابعا :" لابد من حدوث ذلك ، لابد من ارتفاع أسعار بيع الصحف ، نحن أمام ضرورة ملحة للزيادة رغم كل ما يحدث ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة