ألغاز فى جلسة محاكمة الطبيب قاتل زوجته وأولاده بكفر الشيخ.. المتهم يعترف ويرفض الدفاع.. المحامى يتهم السيدة فى شرفها.. أهل القتيلة يشتبكون مع المتهم ومحاميه بسبب المرافعة.. النيابة تطلب الإعدام.. والمحكمة تؤجل

قررت محكمة جنايات كفر الشيخ الدائرة الأولى برئاسة المستشار بهاء الدين المري، رئيس المحكمة ،ورئيس الدائرة، وعضوية كلا من المستشارين، شريف قورة، ومحمد الشرنوبي، وسكرتارية محمد رضا، تأجيل قضية أحمد عبدالله زكي، طبيب الوحدة الصحية بحى سخا،41 سنة، المقيم ببرج عمر بن الخطاب رقم 4 بحى سخا، بمدينة كفرالشيخ، لاتهامه بقتل زوجته واطفاله ذبحًا بآلة حادة "سكين" ليلة رأس السنة 31 / 12 / 2018، داخل مسكنهم للغد، وذلك فى القضية التى تحمل رقم 502 لسنة 2019، جنايات قسم أول شرطة كفرالشيخ، والمقيدة برقم 25 لسنة 2019، كلى كفرالشيخ، وصفًا تفصيليًا لارتكابه الواقعة بداية من تجهيزه الأدوات المستخدمة فى الواقعة عبارة عن "قفاز، وحبل، ولاصق شفاف، وسلاح أبيض سكين.

جاء ذلك بحضور المستشار أحمد شفيق بركات، رئيس نيابة كفرالشيخ الكلية، والمستشار محمد السعودي، وكيل النيابة الكلية، ومحمد فؤاد عجوة، وكيل نيابة بندر كفرالشيخ، لبدء محاكمة الطبيب المتهم.

طلب تشديد التأمين على المتهم

وشهدت الجلسة قبل رفعها بلحظات استدعاء المستشار بهاء الدين المري، رئيس المحكمة، رئيس حرس مجمع محاكم جنايات كفرالشيخ اللواء جمال سامون، وطلب منه تأمين المتهم بشكل جيد للغاية، قائلًا له: "هذا المتهم يتأمن عليه جيدًا".

وعقب قرار رئيس الدائرة والمحكمة برفع الجلسة اعترضت أسرة المجنى عليها، الضحية الأولى فى القضية، وزوجة الطبيب المتهم، على مرافعة أحمد عاشور المحامي، ودفاع المتهم، والتى حاول فيها إثبات خيانة المجنى عليها لزوجها الطبيب المتهم، ما دفعه لقتلها، فيما توجه بعض من أفراد أسرة المجنى عليها إلى قفص الاتهام ووجهوا السباب للمتهم، بينما أدار المتهم ظهره لهم.

وتدخلت قوات الأمن المكلفة بتأمين قاعة المحكمة، بقيادة اللواء جمال سامون، والمقدم محمد الشحات، وقاموا بفرض كردون أمنى حول قفص الاتهام، بهدف منع أى شخص من الوصول إلى المتهم عند قفص الاتهام، وتمكنوا من إخلاء قاعة المحكمة.

نعم لقد بيت النية

واعترف الطيب أحمد عبدالله، بقتل زوجته وأولاده ذبحا، أمام المستشار بهاء الدين المري، رئيس محكمة الجنايات ورئيس الدائرة الاولي، بعد أن طلب منه الخروج من القفص والاقتراب من منصة المحكمة، قائلًا: "هل فعلا قمت بقتل زوجتك وأطفالك؟"، فأجاب المتهم:" نعم لقد بيت النية لذلك منذ 4 أشهر"، وتابع القاضى وما هى أسباب قتلك لزوجتك؟"، فأجاب المتهم: "أسباب خاصة، وأرفض وجود محام للدفاع عني"، ليقاطعه القاضي: "وجود دفاع لك حق دستورى لك شئت أم أبيت".

وطالب المستشار أحمد شفيق ممثل النيابة العامة، اليوم السبت، أثناء محاكمة الطبيب المتهم بقتل زوجته وأطفاله الثلاثة، بمدينة كفر الشيخ، بتوقيع أقصى العقوبة عليه، بالإعدام شنقًا دون رحمة ولا شفقة موضحًا أن المتهم ارتكب جريمة شنعاء نهى الدين والشرع عن ارتكابها، وحاول إخفاء فعلته، وخطط ونفذ جريمته دون رحمة وقتل زوجته ثم أطفاله الصغار وهم نيام، وعندما استيقظ أحدهم وحاول مقاومته قتله دون رحمة. وقال: "أرى دموع الأطفال أمام عيني، ودموع الأم المكلومة تطاردني، أرى صرخات الأطفال وأطالب بإعدامه شنقًا".

وتابع ممثل النيابة، أن المتهم أعد العدة قبل نحو 5 أشهر لارتكاب الجريمة، موضحًا أنَّه اشترى قفازا قبل الواقعة بـ4 أيام، وعقد النية وبيتها لقتلهم دون رحمة ولا شفقة، مؤكدًا أنه رغم وقوف المجنى عليها بجوار المتهم، ومساعدتها له خلال عمله فى السعودية؛ إلا أنه قتلها ولم يرحم أطفاله الثلاثة فقتلهم جميعًا بسكين واحد بعد شنقهم بحبل "ستارة بلكونة" غرفة النوم الخاصة بهما، بعد أن أوهمها أنه سيستخدمها للغرفة.

استحل دما حرمه الله

وأضاف ممثل النيابة خلال مرافعته، أن المتهم استحل دما حرمه الله، وحاول إخفاء جريمته بتوجهه إلى البنك الأهلى ثم إخفاء المسروقات، قبل عودته ليبلغ حارس العمارة أنه عثر على زوجته وأطفاله الثلاثة مذبوحين داخل شقتهم، مطالباً بالقصاص لحق القتيلة التى سوأ سمعتها واصفا الطبيب بالسفاح لقتله زوجته وأولاده دون رحمة، وقال، إن قلوب الوحوش على أولادها أرحم من هذا القاتل، برغم أن الله أعطاه علما ومالا، ووضع الأمانه بين يدى المحكمة، وهم يعرفون الأمانات، مطالبا بتوقيع أقصى العقوبة شنقا، مشيرا إلى أن المتهم طالب برحمته بالقصاص فاعطوه إياها، بعدما تأكد حسن سلوك المجنى عليها كما شهد الشهود بذلك. 

وأعطى المستشار بهاء الدين الميري، رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ، ورئيس الدائرة الأولى، الفرصة  لمحامى المتهم، الذى استغرق أكثر من ساعه ونصف، فى مرافعته، فيما ردت النيابة على بعض ما ورد فى المرافعة، بنفى دافع الشرف فى الجريمة.

وقال احمد عاشور، محامى المتهم، ان المتهم من الطبقة الوسطى ودفاعه عن الطبيب هو دفاع عن نفسه، والقاضى والضباط ونحن جميعا حراس المجتمع، والنيابة اتهمته وأطلقت عليه لفظ "السفاح" وأظهرت الظاهر، مبديا أن هناك سبب يمس الشرف فى ارتكابه الجريمة. 

وقال إن المتهم هو القاتل كان يعانى من حاله اضراب نفسى وقت اقترافه الجريمة، ووضع تحت ضغط وإكراه معنوى، أفقدته حريته فى الاختيار لحرية إرادة المجتمع، مطالبا بعرض المتهم على لجنة متخصصه فى الطب النفسى و3 من علماء الاجتماع من جامعه القاهرة لبيان إن كان المتهم خضع لاضطراب نفسى ومعرفى وسلوكى أفقده حرية الاختيار، وأوصد أمامه كل الأبواب للخلاص، وضاقت لديه حرية الاختيار لحساب الدين والغيرة الفطرية من الأزواج على زوجاتهم مطالبا البراءة، لمعاناته النفسية وقت ارتكابه الجريمة، مشيرا إلى أن كل الشهود شهدوا بحسن سيرة وسلوك المتهم، وطيبته، وحسن أخلاقه.

بداية الجريمة 

وكان الطبيب " أحمد عبدالله زكي، طبيب الوحدة الصحية بحى سخا،41 سنة، المقيم ببرج عمر بن الخطاب رقم 4 بحى سخا، بمدينة كفرالشيخ، حضر فى حراسة مشددة لاتهامه بقتل زوجته واطفاله ذبحًا بآلة حادة "سكين" ليلة رأس السنة 31 / 12 / 2018، داخل مسكنهم فى العنوان المذكور.

وتكشف أوراق القضية والتى تحمل رقم 502 لسنة 2019، جنايات قسم أول شرطة كفرالشيخ، والمقيدة برقم 25 لسنة 2019، كلى كفرالشيخ، وصفًا تفصيليًا لإرتكابه الواقعة بداية من تجهيزه الأدوات المستخدمة فى الواقعة عبارة عن "قفاز، وحبل، ولاصق شفاف، وسلاح أبيض سكين.

وأول ضحاياه زوجته "منى محمد فتحى حسين السجيني"، بقتلها عمدًا مع سبق الإصراربأن بيت النية وعقد العزم على إزهاق روحها نتيجة خلافات زوجية مستحكمة ،وفى هدوء وثبات حيث استدرجها إلى غرفة النوم، وبعد استقلالها على فراشها كبل يداها وقدماها باللاصق الشفاف، فطوق عنقها بالحبل حتى غابت عن الوعي، وحملها إلى صالة المسكن وذبحها بالسكين.

وعندما نفذ ذبحه أطفاله الثلاثة بدأ بطفلته الصغرى "ليلى"، 4 سنوات، بقتلها عمدًا مع سبق الإصرار، عقب قتله زوجته، إذ توجه إلى غرفة نوم صغيرته وحال خلودها للنوم طوق عنقها بالحبل حتى غابت عن الوعي، ونقلها إلى صالة المسكن ووضعها بجوار جثة والدتها وقام بذبحها بأداة حادة "سكين".

ثم توجه لطفله "عمر"، 6 سنوات، ثالث المذبوحين، فقتله عمدًا مع سبق الإصرار، عندما توجه إلى غرفة نومه فذبحه مباشرة بالأداة الحادة "سكين" وهو نائم، ونفس الأمر قرره مع طفله "عبدالله"، 8 سنوات، فقتله عمدًا مع سبق الإصرار، عندما توجه إلى فراشه حال خلوده للنوم وذبحه هو الآخر، وذلك دون أن تراوده الرحمة فى قتل زوجته وأطفاله الثلاثة ذبحًا بآلة حادة "سكين".

وكشف الطبيب المتهم فى أقواله خلال التحقيقات، كيف خطط لارتكاب الجريمة قبل 4 أشهر من واقعة قتله لهم، واعترف المتهم أمام المستشار أحمد شفيق رئيس نيابة كفر الشيخ، وتحت إشراف المستشار ياسر الرفاعى المحامى العام لنيابات كفر الشيخ،وأحيل إلى محاكمة عاجلة أمام محكمة الجنايات، وعقب ابلاغ المتهم الشرطة بإكتشافه الجريمة، وعقب معاينة النيابة، ونقل الجثامين لمشرحة مستشفى كفر الشيخ العام، طلب منه جهاز الشرطة مرافقتهم لقسم أول كفر الشيخ لأخذ أقواله، ولم يمر طويلاً واعترف المتهم بجريمته ،وأمام النيابة ،اعترف بأقواله وكيفية ارتكابه الجريمة .

كتب الكتاب بتوكيل

وكشف المتهم من خلال أقواله أنه كان يعمل بالمملكة العربية السعودية منذ عام ،2008 ، وأن أهله خطبوا له زوجته منى م، ومن خلال توكيل لوالده أرسله لهم فتم كتابه على زوجته، وسافرت الزوجة للسعودية فى عام 2011م ، وعاشوا حياة سعيده، حتى عام 2017، ونشبت خلافات بينهما، وعادت زوجته لمصر، وعاد هو من السعودية بداية عام 2018م ، ومع تفكيره فى الخلافات، قرر التخلص من زوجته أكثر من مرة، ولم تسنح الظروف ،وأحضر جاونتى من القاهرة قبل ارتكابه الجريمة ب 4 أيام ،وفى 31/12/2018، حوالى الساعة  12 ونص ظهراً فى شقته فى الدور الخامس برج عمر 4 عمر بن الخطاب بمجمع أبراج مبارك بسخا دائرة أول كفر الشيخ، والتى أستأجرها من مالكتها، وكان يقطن قبل ذلك فى غرب مدينة كفر الشيخ ، فقرر التخلص منها وهى نائمة على السرير فى حجرة نومهما وربط يديها، وقدميها بسلوتيب،وخنقها بحبل الستارة، وكتم صوتها بالبطانية، حتى فقدت الوعي، وقام بجرها فى الصالة، أمام البوفيه المواجه للطرقة ونيمتها على ظهرها، وأحضر سكيناً من المطبخ، وذبح زوجته بالصالة، تم توجه لحجرة نوم أولاده، فوجد الثلاثة نائمين، فبدأ بذبح نجلته ليلى 4 سنوات من الناحية اليسرى لليمنى ، عقب خنقها بالحبل ،ونقلها بجوار زوجته، تم عاد للغرفة وذبح ابنه عمر من الناحية اليسرى لليمنى وكان نائماً ، واستيقظ أثناء الذبح ، ثم توجه لنجله عبدالله وذبحه وقاومه أثناء عملية الذبح، وذبحه من الناحية اليمنى للناحية اليسرى وتمكن من السيطرة عليه ، تم عاد لحجرته هو وزوجته وأخد علبة الذهب من الدولاب، وما بها من ذهب وساعات، وفتح كل الدلف ونكش الهدوم ووقعها على الأرض، ليبين أن عملية القتل وراءها السرقة، وأحضر كيساً ووضع فيه علبة الدهب والسكينة والحبل والجاونتى،وملابس بها أثار دم، وغسل يديه، ووجه بالحمام، ونزل وأخذ كل متعلقات الذبح، من سكين وسولاتب وحبل ،ولبس الترنج فوق البيجامة ،ونزل، واستقل سيارته، وتوجه للنجار "عبدالله"، ليتابع الانتهاء من شقة وعفش "عمر" شقيق زوجته، المقرر اتمام زواجه فى 11 يناير الماضى مراتى، ورفض مرافقته لزوجة عمر لإنشغاله ،وتوجه البنك الأهل، واستلم الرقم  565 فى البنك ،حسب الدور،وعندما وجد البنك زحمة تركه، وكان غرضه اجراء عملية وهمية ليثبت تواجده بالبنك.

التخلص من أدوات الجريمة

وأضاف فى أقواله أنه توجه إلى طريق المحلة بعد كوبرى متبول بحوالى 2كيلو متر ،ونزل وألقى بالكيس الذى به أدوات الجريمة والذهب فى مكان به "هيش" ، ثم عاد للعمارة التى يقطن بها، فوجد البواب وسلم عليه، وصعد للشقة، ونزل مسرعاً، مستنجداً به لأنه وجد زوجته وأولاده مذبوحين، وصعد معه وعندما رأى المنظر رفض الدخول، واتصل بحماته ووالدته وأشقائه ليخبرهم بإكتشافه الجريمة، ونزل فوجد جاره  "عطية حسن"، فقال له عما حدث، وساعتها وصلت حماته، وعدد من أقاربه وأقاربها، واتصل بالشرطة ليخبرهم بالواقعة.

ومن خلال التحقيقات لم يثبت أن الطبيب يتعاطى مواد مخدرة، وغير مصاب بمرض نفسي، وأنه قتلهم جميعا بسكين واحدة أخذها من المطبخ، ولم يتوجه لعمله فى يوم الواقعة، ولم يوقع فى دفتر الحضور ولايعلم من وقع له، ولم يساعده أحد فى ارتكاب الجريمة، وكان يرتدى بيجامه وارتدى فوقها بعد الانتهاء من جريمته ترنج "كحلى" فوقها، قبل خروجه، واعترف الطبيب من خلال أقواله أن أطفاله الثلاثة من صلبه أنجبهم أثناء وجود الزوجين بالمملكة العربية السعودية، وأنه قتلهم بعد قتله لزوجته لأنه لا يريد أن يعيشوا بعد قتله لوالدتهم.