أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد النجار يكتب: الاستعباد الزوجى‎

الأربعاء، 13 مارس 2019 10:00 ص
أحمد النجار يكتب: الاستعباد الزوجى‎ خلافات زوجية - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه وأعلى مقامه وجعله أرقى مخلوقاته، وسن الزواج سنة عامة للإنسان على أسس وضوابط وثمار طيبة تجنى منه، وأبرزها المودة والرحمة التى ينبغى أن يحافظ عليها الزوجان ليعيشا حياة طيبة هنيئة فى زواج ناجح مثمر.

 

فما بالنا الآن نجد أن ما يحدث فى الغالب الأعم من الزيجات ما هو إلا مجرد استعباد محض، ونجد زواجاً قد بنى على حب السيطرة وإشباع الرغبات دون أى معنى للإنسانية وأى لون من ألوان المودة والرحمة التى أمرنا الله بها، وما بالنا نسمع أخباراً وأحداثاً تبكى لها القلوب قبل العيون من ظلم وقسوة تجاه المرأة من زوجها وأهله، فقط لأنها لم تكن لهم جارية ويصل الأمر عند البعض منهن أنها تقدم على الانتحار للتخلص مما هى فيه من ظلم وقهر وعذاب.

 

كيف صارت أمور الزواج مثل الصيد، يذهب الرجل ليخطب امرأة ويكون معها ومع أهلها غاية فى التحضر والهدوء والرقى والأدب حتى إذا ما تم الزواج وأحكم الرجل قبضته تحول كل ذلك إلى وحشية وبربرية وشهوة محضة واستعباد مطلق، فنرى الزوجة بين يوم وليلة مطالبة بكل أعباء المنزل وخدمة أهل الزوج أبويه وأخوته كرهاً، وعلى عاتقها أعمال شاقة جداً دون أى مظهر للرحمة ودون أى لون للمشاركة، وبعد تمام ذلك ما هى إلا وسيلة لإشباع رغبة زوجها بعد أن كان يعدها ويمنيها بحياة طيبة هادئة متصفة بالتفاهم والمشاركة فى السراء والضراء .

 

أهكذا أمرنا الله فى معاملة النساء، أهكذا تعاليم الإسلام الموسوم بالسماحة واليسر وحفظ الحقوق، أهكذا تكون الإنسانية، أهكذا تكون المروءة؟، كلا وألف كلا، اعلم يا أخى أن الله سبحانه ما خلقنا لنستعبد وما خلقنا وحوشاً ولكن خلقنا أحراراً كراماً، وأوصانا بحسن معاملة النساء، أما بلغك قول الله تعالى "وعاشروهن بالمعروف"، ألم تبلغك وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى حجة الوداع "واستوصوا بالنساء خيراً فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله".

 

اعلم يا أخى أن الرجولة والشهامة ليست فى ضرب زوجتك وإهانتها والتَقَوِّى عليها وإنما بحسن العشرة والمعاملة، وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو أرجل الناس وأكرم الناس ما أهان زوجاته قط، وما أساء معاملتهن قط، بل كان من هديه المشاركة فى أعمال المنزل فكان يكنس بيته ويخصف نعله ويكون فى خدمة أهله، ولست أكرم من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فعد لرشدك واستدرك ما فاتك واعلم أنه لن ينقص من قدرك شىء إذا ما أكرمت زوجتك.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة