أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

عندما تكون التجارة بالدماء والكوارث حرية رأى.. فـ«طز فى الرأى وصاحبه»!!

الأحد، 03 مارس 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تكون المتاجرة بدماء الغلابة، والاستثمار فى كوارث الوطن، بحثا عن المغانم السياسية، حرية رأى، فـ«طز فى الرأى وصاحبه»..!!
كل المعارضة فى أعتى الدول الديمقراطية، تتوحد وتلتف حول الحكومة، وتنُحى التناحر السياسى جانبا، عندما تتعرض أوطانهم لحوادث ضخمة، أو تلم به كوارث، مدبرة كانت أو طبيعية، إلا فى مصر، تجد العكس تماما، حيث يخرج علينا أدعياء الثورية، والمزايدون، وتجار الدين، ومن نصبوا أنفسهم «نخبة» فى حالة فرح وغبطة، وكأن السماء أرسلت لهم مثل هذه الكوارث، لاستثمارها وتحقيق أهدافهم السياسية، دون الوضع فى الاعتبار آلام الناس، ودماء الأبرياء، ووضع الوطن الحرج..!!
جماعات التجارة بالدين، والحركات الفوضوية، لا يعنيهم أمن واستقرار الوطن، وإنما تصدر المشهد، والوصول إلى مقاعد السلطة، حتى ولو على أنقاض الوطن.. ومن ثم تجد وسط النار المشتعلة فى الوطن، يُزيدون من سكب البنزين لمزيد من الاشتعال، حتى ولو تحول الوطن كله إلى رماد، لا يعنيهم، الذى يعنيهم انتصارهم الوهمى على خصومهم السياسيين، وانتقامهم من الشعب الذى طردهم شر طردة من مقاعد السلطة، وهل ننسى حريق القاهرة فى 26 يناير 1952 وكل الأصابع كانت تشير إلى تورط جماعة الإخوان، حينذاك..؟!
منابر الإخوان ولجانهم الإلكتروينة، رأيناهم يوم الأربعاء الماضى يشعلون نار الفتنة، استغلالا لحريق قطار محطة مصر، دون رحمة أو هوادة، ونظموا حملة ترويج الأكاذيب، ونشر الشائعات، بدعم من الذين نصبوا أنفسهم دعاة الحرية والديمقراطية، ومن الذين يرتدون ثوب الحياد المهترئ، ويعتبرهم من أصحاب الرأى السديد، والقامات الرفيعة..!!
هؤلاء هم أنفسهم الذين حاولوا توريط مؤسسات مصر الرسمية فى مقتل الشاب الإيطالى «ريجينى» دون دليل، لا لشىء سوى أنهم يكرهون جهاز الشرطة، التى أغلقت عليهم وعلى أمثالهم منافذ الحصول على تمويل من هنا، ودعم بالملايين من هناك.
 
الأغرب أن هؤلاء يجعلون من المجرم الذى أشعل النار أو فجر نفسه لقتل الأبرياء، ثوريا وبطلا مغوارا تفوق قامته الثائر العظيم «جيفارا» أو الثائرة والمناضلة الحق، الجزائرية «جميلة بوحيرد»..!!
ونسأل: كيف نجعل من الهاربين من مصر، الذين ارتموا فى أحضان الأعداء، وشوهوا وطننا فى مقابل الحصول على حفنة من الدولارات، وساندوا ودعموا تركيا وقطر فى معركتهما ضد مصر، وجعلوا من أمريكا وبريطانيا «كعبة» يحجون إليها لاستدعائهم للتدخل فى الشأن الداخلى للوطن، ثم يوظفون لجان الذباب الإلكترونى لنثر الإحباط واليأس بين الناس، كيف نجعل من كل هؤلاء، قدوة وقادة يجب تصديقهم والثقة فيهم..؟!
يا سادة.. الأمر برمته لا يخرج عن نطاق التجارة بالشعارات، وتحقيق المكاسب السياسية، بالتضامن الوهمى، وهطول دموع التماسيح، على ضحايا حريق القطار، أو غيره من الحوادث والكوارث المدبرة أو الطبيعية، فى حين أن هؤلاء أنفسهم، برروا أيما تبرير الحادث المفجع الذى وقع فى عهد غير المأسوف عليه محمد مرسى، وتحديدا فى 17 يوليو 2012 عندما اصطدم قطاران فى محطة البدرشين، مخلفا 15 ضحية، وأيضا الحادث البشع الذى وقع فى 17 نوفمبر وراح ضحيته 51 طفلا عندما صدم قطار أسيوط حافلة تابعة لمعهد «نور الإسلام الأزهرى» عند مزلقان منفلوط، وكذلك انقلاب قطار البدرشين وراح ضحيتته 18 مواطنا، فى 15 يناير 2013، ناهيك عن الحوادث الأخرى..!!
ورغم كل تلك الحوادث الكارثية للقطارات، رفضت جماعة الإخوان الإرهابية تحميل محمد مرسى العياط، وحكومته أى مسؤولية، وخرج قادتها فى البرلمان والحزب وفى الحكومة وفى قصر الاتحادية، مرددين فى صوت واحد: «علينا جميعا ضرورة تجاوز الخلافات السياسية، والتعاون لإعادة بناء مصر، فلم يعد لدينا وقت لنضيعه.. وأن الرئيس مرسى يبذل جهودا كبيرة لمواجهة الفساد المستشرى فى كل مرافق الدولة».
 
واستمرت سلسلة التبريرات.. «وأن حوادث القطارات لا تستحق كل هذا الاهتمام الإعلامى»، بل زادوا من مزايدات الشعر الفجة، بيتا، عندما طالبوا بتكريم «مرسى» على إنجازاته.. وأكدوا أن مصر فى حاجة إلى إعادة هيكلة فى كل القطاعات والمرافق، فكل مرافق الجمهورية فى حالة انهيار منذ أكثر من 30 عاما، كما أن ميزانيتها بها عجز دائم منذ ذلك التاريخ.
 
هذه تبريرات الإخوان الإرهابيين على سلسلة الحوادث التى وقعت فى عهد غير المأسوف عليه محمد مرسى العياط، بينما رأيناهم يوم الأربعاء الماضى، وعقب وقوع حادث حريق قطار محطة مصر، بدقائق، يشعلون نار الفتنة ويزايدون على إهمال الحكومة والدولة، ويروجون للأكاذيب والأحاديث المجتزأة من سياقها، ويحرفون الكلم، ما يؤكد مدى انحطاط هذه الجماعة أخلاقيا ودينيا ووطنيا، وانقراض قيمة الوطن، معلوم الحدود، والراية، من مفردات قواميسهم، وحل بديلا عنه، كيان وهمى لديهم لا يعترف لا بحدود ولا رايات..!!
الحقيقة أن هناك خلطا شديدا فى المفاهيم والأوراق، وارتباكا مدهشا فى قراءة المشهد، وفقرا مدقعا فى فهم الحقائق واستيعابها، فكل الإخوان وذيولهم من النشطاء ونحانيح الثورة، والمتعاطفين معهم،لا يعنيهم سوى، السلطة، حتى ولو على أطلال الوطن.. وكفى..!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة