"ترامب والإخوان".. القصة الكاملة لمحاولات إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب الأمريكية.. جهود الكونجرس بدأت منذ 2015.. وصول دونالد للحكم عزز فرص التنفيذ.. وتصنيف حركات "حسم" و"لواء الثورة" نقطة الانطلاق

الخميس، 02 مايو 2019 02:00 ص
"ترامب والإخوان".. القصة الكاملة لمحاولات إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب الأمريكية.. جهود الكونجرس بدأت منذ 2015.. وصول دونالد للحكم عزز فرص التنفيذ.. وتصنيف حركات "حسم" و"لواء الثورة" نقطة الانطلاق البيت الابيض يتجه لتصنيف الاخوان جماعة إرهابية
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من الجدل أحدثها الكشف عن خطط جادة من الإدارة الأمريكية لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، وسط قلق ومخاوف اجتاحت التنظيم الدولى والجماعات التابعة التى تتخذ ستارا من الجمعيات الخيرية لاسيما فى أوروبا والولايات المتحدة.

ولا تزال إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تدرس خياراتها ما بين تصنيف التنظيم الدولى كله أو أجنحة محددة منه وربما أشخاص أو جمعيات تابعة، لكن المؤكد أن البيت الأبيض يقترب من حسم الخطوة التى طال انتظارها وسط تحذيرات من خطورة التنظيم الإرهابى من جهة وضغوط من اتباعه فى داخل الولايات المتحدة من جهة أخرى.

من الناحية القانونية، يستلزم تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية إثبات انخراط الاخوان فى نشاط إرهابى يهدد أمن الأمريكيين أو الدفاع أو العلاقات الخارجية أو المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة، وهو ما يحدث بالفعل فى العديد من الدول وحتى داخل الولايات المتحدة وعلى رأسها القضية الشهيرة المعروفة باسم "الأرض المقدسة" المتورط فيها الإخوان المسلمين.

وبالفعل هناك جهود قديمة حتى قبل وصول ترامب للبيت الأبيض بشأن تصنيف الإخوان، وكان السيناتور البارز، تيد كروز،  تقدم بمشروع قانون عام 2015 لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، لكن بينما تسمح العديد من الدول التى لديها علاقات عمل جيدة مع الولايات المتحدة، لجماعات سياسية على صلة بالإخوان المسلمين بالعمل على نحو قانونى، كما هو الحال فى بعض الدول، فإن الأمر شكل قلق داخل الأروقة السياسية فى الولايات المتحدة.

ويرى جوناثان شانزر، الخبير لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهى مؤسسة بحثية فى واشنطن، إنه يمكن تصنيف بعض الفروع العنيفة للجماعة، ومع ذلك فأن المعضلة تتمثل فى أن الأعضاء الآخرين يدعمون وجهات نظرها السياسية المتطرفة، وقال فى تعليقات لمجلة تايم، إن تلك الصورة "الضبابية" للجماعة هى السبب وراء إحجام الإدارات الأمريكية السابقة عن تصنيفها.

وأشار شانزر، الذى يميل إلى تصنيف أفرع معينة للجماعة، إلى أن جماعة الإخوان في ليبيا وسوريا واليمن تربطهم صلات واضحة بالمتشددين، بينما تعتبر الجماعة فى الأردن نفسها جماعة سياسية، ويتفق بعض الخبراء القانونيين فى الأمن القومى أن أفرع تابعة للجماعة يرتكبون العنف ويمكن الاستمرار المضى قدما فى تصنيفها.

 

201801231132483248
 


كانت وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت فى فبراير 2018 عن إدراج عدد من التنظمات الإرهابية بينهم حركتا "حسم" و"لواء الثورة"، وهما جماعتان تابعتا لتنظيم الإخوان، على قوائم الإرهاب، وأدرجت وقتها أيضا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بهدف حرمانهم من الموارد التي يحتاجونها لتنفيذ أنشطتهم الإرهابية.

وأقر وزير الخارجية الأمريكى السابق، ريكس تيلرسون، وقتها، إن حركة "حسم" هى جماعة إرهابية تشكلت عام 2015، و"لواء الثورة" تأسست عام 2016 فى مصر، قائلا: إن الحركتين مسؤولتان عن تنفيذ عدة عمليات إرهابية فى مصر وإنهما مرتبطتان بجماعة الإخوان الإرهابية.

هذا الإجراء من شأنه أن يدعم تصنيف المزيد من الجماعات التابعة للإخوان، وربما تصنيف إخوان مصر ككل، بإعتبار وجود جرائم موثقة فلقد تبنت حركتا "حسم" و"لواء الثورة"، عدة هجمات إرهابية بينها حادث الواحات الإرهابى، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة، إضافة إلى اغتيال عدد من قوات الشرطة، وحتى اغتيال النائب العام هشام بركات.

وكان عضو مجلس النواب الأمريكى، رون دى سانتوس، قال إن هناك حاجة للولايات المتحدة لتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى، مشيرا إلى أنها تمثل الأساس للهجمات الإرهابية التى تستهدف أوروبا، وأوضح  فى مقابلة سابقة مع موقع بريتبارت، "إحدى الأمور التى اعتقدت أنه يجب أن تقوم بها الإدارة الأمريكية هى تصنيف جماعة الإخوان  كجماعة إرهابية أجنبية".

وأضاف: "كما تعلمون، فإن مدى انتشار الإخوان فى قلب منطقة الشرق الأوسط، ولكن إذا نظرتم إلى ما يجرى في أوروبا، فقد وضعت جماعة الإخوان الأساس لكثير من هؤلاء الأشخاص الذين ارتكبوا هجمات إرهابية ".

طيلة عقود ماضية حاولت قيادات الجماعة الإرهابية التنصل من منهج سيد قطب من إعتناق العنف ودعوات حسن البنا للجهاد العنيف، غير أن الآلة الإعلامية للإخوان لم تستطع أن تخفى جرائمهم ولم تسطع أن تضلل الكثيرين فى الغرب لاسيما بعد الربيع العربى الذى جاء كاشفا لأقنعة مثل هذه الجماعات الإرهابية.

وفى الوقت الذى يخترق فيه الإخوان بعض مراكز الأبحاث الغربية، التى تمثل واحدة من مراكز صنع القرار خاصة فى الولايات المتحدة، ويحاولون إضفاء صورة السلمية والمظلومية على الجماعة الإرهابية، كان هناك خبراء على دراية كافية بتلك الدعاية الكاذبة وحقيقة الإخوان، ففى مقابلة عام 2017 مع اليوم السابع قال جون هانا، المستشار البارز لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن كون الشخص عضوا فى جماعة الإخوان  فإن هذه واحدة من أهم البوابات الأيديولوجية ليصبح إرهابيا، فالإخوان يوفرون المسار الأيديولوجى للأشخاص الذين ينتهى بهم المطاف إلى ارتكاب العنف.

وأضاف هانا، الذى كان يتولى قبلا منصب مستشار نائب الرئيس لشؤون الامن القومى، خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش: " نواجه حقيقة مزعجة للغاية بأن الكثير من القادة الإرهابيين الرئيسيين خلال السنوات الثلاثين الماضية بدأوا كأعضاء فى جماعة الإخوان  ، ومنهم بن لادن وخالد شيخ محمد وأيمن الظواهرى وأبو بكر البغدادى. ولا أعتقد أن هذا من قبيل الصدفة."










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة