أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود جاد

إيران.. العبور الفاشل من الثورة إلى الدولة

الإثنين، 20 مايو 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شىء فوق الأرض يشى بجديد يذكر. كانت الأجواء قبل عقود كاملة مشحونة، وكانت العقول يسكنها الجنون.. فما بين مجتمع مسلم يرفض "الانفتاح الإلزامى"، وأطياف سياسية لا ترضى العيش فى بلاط إمبراطورية يلقبها الخبراء بـ"شرطى الخليج"، كانت إيران قبل عقود طويلة قريبة من نقطة الغليان.. واليوم ورغم ما تبدل من وجوه ورايات ونظام حكم لا يزال الإيرانيون يتقلبون على جمر الأزمات نفسها ما بين مواطنين يرفضون "تدينا إلزاميا" وأطياف لا ترضى العيش داخل كيان يرفض أن يجتاز حالة الثورة إلى مرحلة الدولة.
 
وما بين الانفتاح الإلزامى والتدين الإلزامى أربعون عاما وبضعة أشهر، تبدل خلالها وجه إيران دون أن يتبدل خلالها حال الإيرانيين.. فمن دهسوا بأقدامهم صورة الشاه محمد رضا بهلوى فى ميادين طهران ليراهنوا حينها على العجوز الثائر القادم من المنفى روح الله موسوى الخمينى هم من يحرقون اليوم صورة ذلك العجوز  ومن خلفوه لأسباب لا تختلف كثيراً عما كانت عليه.. متى كانت مصالح الناس والأمل فى بناء الدول والمجتمعات السليمة هى الغايات.
 
غادرت إيران بلاط الإمبراطور وسكنت عباءة المرشد، إلا أن عبورها من حالة الثورة إلى مقومات الدولة باء بالفشل. استهلت إيران عهدها الجديد بحرب دامية مع العراق ونظام الرئيس الراحل صدام حسين، وتستعد بعد انقضاء 40 عاماً ـ للدخول فى حرب جديدة.
 
سكنت إيران عباءة المرشد قبل انقضاء 40 عاماً كاملة استطاعت خلالها أن تصدر السلاح الخفيف والمتوسط إلى الجماعات العرقية والمذهبية والتنظيمات المسلحة فى دول الجوار العربى والإسلامى، وفشلت فى تأمين رغيف خبز لمن يسكنون أطراف المدن والتخوم.
 
زرعت إيران بذور الفوضى على امتداد خرائط الشرق الأوسط وعبر بوابات عدة، من بينها دعم الحركات المقاومة تارة، ومحاربة أمريكا ـ الشيطان الأكبر  كما تلقبها ـ تارة أخرى، واختارت طوال تلك السنين أن تقدم نفسها بمثابة الدولة الراعية للانقلابات ولكافة سيناريوهات الخروج على الشرعية، لتجنى ثمار ما زرعت وتسقط فى دوامة الاحتجاجات تلو الاحتجاجات وسط حصار خانق، وتراجع واضح فى كافة المؤشرات الاقتصادية ذلك بخلاف ما يلوح فى الأفق من بوادر حرب خليجية وشيكة، سيدفع الإيرانيون ثمنه غالياً .
 
فى إيران لا شىء يشى بجديد يذكر.. فهناك دائما حرب ورائحة بارود، ومؤامرة عابرة للحدود. وهناك دوما ً تحريض لا يعرف حياء.. ووسط ذلك كله مواطن يشعر بالخذلان ويتحين اللحظة التى يقتص فيها من كل حملة الأختام وصناع القرار، وملاك صكوك الغفران.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة