يستعد دونالد ترامب، الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية منذ استقلالها عام 1776، لخوض المنافسة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أجل الفوز بولاية ثانية فى البيت الأبيض، لذا كشف ترامب عزمه الإعلان عن نيته الترشح رسميًا لولاية ثانية فى 18 يونيو المقبل.
وعقب الإعلان عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2022، سيكون على ترامب البدء فورًا فى الاستعداد لمعركته الأولى فى الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهورى والتى عليه الفوز بها أولًا ليمثل حزبه فى الانتخابات الرئاسية، وسيكون على الرئيس الأمريكى التسلح خلال المواجهة الحزبية الداخلية هذه المرة بورقة الإنجازات إلى جانب أوراق الوعود التى يحملها لولايته الثانية، فبعد عامين على حكمه للبلاد، يجب أن يقدم الرئيس ترامب، إلى الجمهوريين فى الجولة الأولى من معركة الانتخابات، أوراق اعتماده المتمثلة فى إنجازاته التى حققها للأمة الأمريكية، وهى الورقة الرابحة أيضًا التى عليه استغلالها خلال الجولة الثانية من الماراثون الانتخابى فى مواجهة منافسه الجمهورى المقبل.
إدارة ترامب وفرت 5 ملايين وظيفة وخفضت معدلات البطالة
وكشف حساب الرئيس ترامب على مدار عامين من حكمه، يحمل فيما يبدو العديد من الإنجازات التى ستكون فى صالحه لكسب ثقة ودعم عدد كبير من الأمريكيين - فبحسب ما أوضحه البيت الأبيض فى أحد تقاريره خلال العام 2019 لكشف إنجازات الإدارة الأمريكية الحالية – تمكنت إدارة الرئيس ترامب من توفير ما يقرب من 5 ملايين وظيفة، بحيث يتم توظيف عدد أكبر من الأمريكيين الآن أكثر من أى وقت مضى فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ويشير التقرير إلى أنه تم توفير أكثر من 400.000 وظيفة فى الصناعة منذ انتخاب ترامب، كما أن وظائف التصنيع أصبحت تنمو بمعدل أسرع فى أكثر من ثلاثة عقود، فيما ما زال معدل البطالة أقل من 4%، كذلك انخفض معدل البطالة للأمريكيين الأفارقة فى مايو إلى 5.9%، وهو أدنى معدل على الاطلاق.
وفى ذات الملف، حققت البطالة الأمريكية الآسيوية فى الآونة الأخيرة أدنى معدل على الإطلاق، والأمر نفسه تحقق مع البطالة من أصل إسبانى، كما بلغت بطالة الشباب أدنى معدل منذ حوالى نصف قرن، هذا إلى جانب تحقيق أدنى معدل للبطالة تم تسجيله على الإطلاق للأمريكيين بدون شهادة الدراسة الثانوية، كما أنه خلال إدارة الرئيس ترامب، بلغت بطالة المحاربين القدامى مؤخرًا أدنى معدل لها منذ حوالى 20 عامًا، وذلك إضافة إلى التزام أصحاب العمل بتدريب أكثر من 4 ملايين أمريكى، فى ظل التزام الدولة بالتعليم المهنى.
وقد وقع الرئيس ترامب على أمر تنفيذى بإنشاء المجلس الوطنى للعامل الأمريكى، كما وقعت فى عهده أكثر من 185 شركة ورابطة على "تعهدنا بعمال أمريكا"، ووعدت بأكثر من 6.4 مليون فرصة تدريب وفرص عمل جديدة، كذلك وقع ترامب تشريعًا يجيز قانون "كارل دى بيركنز" للتعليم المهنى والتقنى، مما يتيح أكثر من مليار دولار لبرامج التعليم المهنى.
إدارة ترامب حققت نموا اقتصاديا بنسبة 4.2%
وأعطى الرئيس ترامب الأولوية للتمكين الاقتصادى للمرأة، حيث بلغ معدل البطالة بين النساء فى الآونة الأخيرة أدنى معدل له منذ 65 عامًا، وقامت إدارة الأعمال الصغيرة بإقراض ما يقرب من 500 مليون دولار فى رأس المال للشركات المملوكة للنساء فى عام 2017 مقارنة بعام 2016، كما ساعدت الإدارة الأمريكية مبادرة تمويل سيدات الأعمال، والتى يمكن أن تزيد من مليار دولار لدعم سيدات الأعمال.
ويشير تقرير البيت الأبيض، إلى أن النمو الاقتصادى بلغ فى الربع الأخير من العام 2018 نسبة 4.2%، وهو ما جعل 95٪ من المصنعين الأمريكيين متفائلون بالمستقبل، وذلك فى ظل وصول مطالبات البطالة الجديدة أدنى مستوى لها منذ 49 عامًا، إضافة إلى بلوغ متوسط دخل الأسرة أعلى مستوى مسجل على الإطلاق، حيث شهد العمال أكبر نمو سنوى لهم فى الأجور منذ حوالى عقد من الزمان، وفى المقابل ارتفعت مبيعات التجزئة ديسمبر 2018، بزيادة 6% عن العام الـ2017.
انخفاض معدلات الفقر فى عهد ترامب
ويؤكد التقرير أن سياسات الرئيس ترامب تساعد فى إخراج الأمريكيين من الفقر، حيث بلغت معدلات الفقر بين الأمريكيين من أصل أفريقى والأمريكيين اللاتينيين أدنى مستوياتها عند 21.2% و18.3% على التوالى فى عام 2017، ومنذ انتهاء الانتخابات، تم سحب 4.6 مليون أمريكى من قسائم الطعام، كما ارتفعت ثقة المستهلك فى عهد الرئيس ترامب، حيث وصلت مؤخرًا إلى أعلى مستوى لها منذ 18 عامًا، هذا إضافة إلى توقيع ترامب، أكبر حزمة من التخفيضات الضريبية والإصلاحات فى التاريخ، فبعد التخفيضات الضريبية، حصل أكثر من 6 ملايين عامل على مكافآت ومزايا خفض الضرائب، وأعلنت أكثر من 100 شركة مرافق أسعار أقل، وعاد أكثر من 300 مليار دولار إلى الولايات المتحدة فى الربع الأول وحده من العام 2018، وبالتالى فإنه نتيجة لفاتورة الضرائب، ستحصل الشركات الصغيرة على أعلى معدل ضريبة هامشية فى أكثر من 80 عامًا.
ولفت تقرير البيت الأبيض، إلى أن إدارة ترامب ساعدت فى الفوز بعرض الولايات المتحدة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2028 فى لوس أنجلوس، كما ساعدت فى الفوز بعرض الولايات المتحدة والمكسيك وكندا الموحد لكأس العالم 2026.
ترامب يسعى لتطبيق رعاية طبية منخفضة التكلفة لشعبه
وعلى جانب آخر، حذف رقم قياسى من اللوائح المثقلة لكاهل المواطن الأمريكى، كما عمل على تخفيف القيود التنظيمية على البنوك المجتمعية والاتحادات الائتمانية، وفى مجال الصحة، وفرت الحكومة الأمريكية الحالية - الرافضة للنظام الصحى "أوباما كير" - خيارات رعاية صحية ميسورة التكلفة للأمريكيين من خلال الخطط الصحية للجمعيات وخطط المدة القصيرة الأجل، التى تسمح لمزيد من أصحاب العمل للانضمام معًا عبر خطوط الدولة وتقديم تغطية معقولة لموظفيها، ويتوقع أن تكون أرخص بنسبة 50% من نظام "أوباما كير"، ويوضح التقرير أنه خلال العام 2018، تم إصلاح برنامج Medicare لمنع المستشفيات من الإفراط فى فرض رسوم على كبار السن ذوى الدخل المنخفض على عقاقيرهم، مما يوفر مئات الملايين من الدولارات خلال العام 2018 وحده، هذا إلى جانب تأمين 6 مليارات دولار فى تمويل جديد لمكافحة وباء الأفيون، والتقليل من جرعة الأفيونيات عالية الجرعة بنسبة 16% خلال العام 2017، كما أطلق الرئيس حملة وطنية للتوعية العامة حول مخاطر إدمان المواد الأفيونية.
ترامب أنهى الحرب على الفحم وانحاز للمجتمع الصناعى
وبالانتقال من ملف الصحة إلى ملف التجارة، يوضح التقرير البيضاوى، زيادة صادرات أمريكا من الفحم بنسبة 60%، وذلك بعدما أنهى ترامب الحرب على الفحم، حيث خفف لوائح أوباما مثل "قاعدة حماية التيار" والتى كانت تكلف الصناعات 81 مليون دولار فى السنة، فيما وصل إنتاج النفط الأمريكى مؤخرًا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، ووافق الرئيس ترامب على خطوط أنابيب Keystone XL و Dakota Access، كما أصبحت الولايات المتحدة مصدر للغاز الطبيعى الصافى لأول مرة منذ عام 1957، وفى مقابل هذا انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق باريس المناخى للوظائف، وألغيت خطة الطاقة النظيفة غير القانونية والمضادة للفحم.
ويقول التقرير، "أعلن الرئيس ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، الذى كان سيضر الاقتصاد الأمريكى ويكلف العمال الأمريكيين ملايين الوظائف، ولقد وقع ترامب أمرًا تنفيذيا لتبسيط عملية التصريح لمشاريع البنية التحتية بهدف خفض وقت الموافقة من ما يصل إلى 10 سنوات إلى ما متوسطه عامين".
ترامب يعيد صياغة الاتفاقيات التجارية بما يخدم مصلحة واشنطن
ويشدد التقرير البيضاوى، على أن عهد الرئيس ترامب لن يشهد قبول الولايات المتحدة صفقات تجارية سيئة وممارسات تجارية غير عادلة تضر بالعمال والصناعات الأمريكية، لذا يشير إلى تفاوض ترامب حول اتفاقية تجارية جديدة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لتحل محل اتفاقية التجارة الحرة فى أمريكا الشمالية، مؤكدًا أن تلك الاتفاقية ستخدم مصالح العمال والشركات الأمريكية بشكل أفضل، كما ستحفز مليارات الدولارات فى إنتاج قطع غيار السيارات، والسيارات، فى الولايات المتحدة وإنشاء سوق أكثر حرية وعدلاً للزراعة الأمريكية، كما أنه من المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة واليابان مفاوضات بشأن اتفاقية التجارة بينهما، كذلك يقيم الرئيس ترامب علاقة تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبى (EU)، يعمل من خلالها على إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية أمام التجارة عبر الأطلسى.
كذلك أنشأ الرئيس ترامب مجموعة عمل للتجارة والاستثمار لوضع الأساس للتجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وأبلغ الكونجرس بنيته التفاوض على اتفاقية تجارة حرة مع المملكة المتحدة، كما فتح سوقًا كبيرة فى البرازيل والأرجنتين واليابان وكوريا الجنوبية لتصدير لحم الخنزير ولحم البقر الأمريكى والدواجن وغيرها من المنتجات، كما أذنت الإدارة الأمريكية بمبلغ 12 مليار دولار لمساعدة المزارعين المتضررين من الرسوم الجمركية الانتقامية غير العادلة.
كما لا يخفى سياسات ترامب العنيفة تجاه العملاق الآسيوى الصين، حيث حمل بكين مسئولية ممارساتها التجارية غير العادلة، مثل سرقة الملكية الفكرية، عن طريق فرض تعريفة على السلع الصينية بقيمة 250 مليار دولار، الأمر الذى يضمن عودة وظائف الصلب والألمنيوم الأمريكية فى أعقاب تعريفة الرئيس ترامب لحماية الصناعات المحلية الحيوية للأمن القومى، وكذلك التعريفة التى فرضها لحماية الغسالات الأمريكية الصنع ومنتجات الطاقة الشمسية التى تضررت من ارتفاع الواردات، وبعد كل هذه الإجراءات حققت الصادرات الصافية زيادة بقيمة 59 مليار دولار خلال العام 2018.
زيادة ميزانية الدفاع الأمريكية وتشديد تأمين الحدود فى عهد ترامب
وفى ملف الأمن القومى، شملت إنجازات ترامب، ضمان تسجيل 700 مليار دولار فى التمويل العسكرى لعام 2018، و716 مليار دولار للعام 2019، كما دعم ونساء أمريكا الجيش الأمريكى، بتأمين أكبر زيادة فى الأجور العسكرية منذ حوالى عقد من الزمان، كذلك بدأ العمل على جعل قوة الفضاء الفرع السادس للقوات المسلحة الأمريكية، إلى جانب هذا، عمل ترامب على تأمين حدود بلاده، بإصدار إطارًا للهجرة يعمل على إصلاح نظام الهجرة المعطّل من خلال الإصلاح القائم على الجدارة وتوفير الموارد اللازمة لتأمين حدودنا، والذى يشمل إغلاق الثغرات القانونية التى تمكن من الهجرة غير الشرعية، وإنهاء سلسلة الهجرة، والقضاء على يانصيب التأشيرة، حيث تم تحسين التدقيق والفرز للاجئين، وتحويل التركيز إلى إعادة التوطين فى الخارج، كما حصل الرئيس ترامب على تمويل للبدء فى بناء جدار حدودى، والذى بدأت بالفعل أعمال بنائه فى مناطق على طول الحدود الجنوبية، كما نشر الرئيس ترامب الجيش للمساعدة فى تأمين الحدود الجنوبية.
كما شمل الملف الأمنى أيضًا، إصدار الإدارة الأمريكية، استراتيجيات جديدة خاصة بالأمن السيبرانى والدفاع البيولوجى ومكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وقيام الرئيس ترامب بتوجيه أول تقييم حكومى كامل لسلاسل التوريد والدفاع فى الولايات المتحدة منذ إدارة أيزنهاور، هذا إلى جانب مراجعة الوضع النووى لعام 2018، مما أدى إلى تحسين سياسة الردع التى تتبعها الولايات المتحدة والقدرات الحالية لمواجهة التهديدات النووية، كذلك كلف الرئيس ترامب القادة العسكريين بسلطة واسعة لإنهاء المعركة أمام داعش، وكانت النتائج واضحة، بفقد تنظيم "داعش" تقريبًا جميع أراضيه، حيث تم تحرير أكثر من نصفها منذ تولى الرئيس ترامب مهام منصبه، وذلك بعدما تم تحرير كل الأراضى التى كانت خاضعة لسيطرة "داعش" فى العراق، بنجاح، وبعد هذه الإنجازات فى مواجهة تنظيم "داعش"، أعلن الرئيس ترامب أنه سيعيد القوات الأمريكية المتمركزة فى سوريا إلى الوطن مرة أخرى.
ترامب يحول السياسة الأمريكية فى الملف النووى الإيرانى والكورى الشمالى
أما فى الأمر الأمنى الأكثر جدلًا، والمتعلق بالملف النووى الإيرانى، فقد أعلن الرئيس ترامب عن استراتيجية جديدة لمواجهة جميع أنشطة إيران الخبيثة، حيث انسحبت واشنطن من الاتفاق النووى مع طهران، وتمت إعادة فرض جميع العقوبات التى تم رفعها أو التنازل عنها بموجب صفقة إيران، كما فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على أكثر من 160 فرداً مرتبطين بدعم النظام الإيرانى للإرهاب، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وانتهاكات حقوق الإنسان.
وفيما يتعلق بتوتر العلاقات مع كوريا الشمالية، فقد دخل الرئيس ترامب، بعقد قمة تاريخية مع الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، مما جلب بدايات السلام وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، حيث أوقفت بيون يانج على إثر هذه القمة التجارب النووية والصاروخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة