"مصر أصبحت الوجهة المفضلة لمشاهير العالم" جملة أطلقتها وزارة السياحة فى أكثر من مناسبة لتعبر عن الانتعاشة التى يعيشها قطاع السياحة، وتحمل فى طياتها الكثير من المعانى التى تؤكد على استقرار الأوضاع فى مصر، وعودة الأمن والأمان، وتعافى المقاصد السياحية من الأزمة التى لحقت بها.
ولأن "الصورة" فى العصر الحالى أهم من أطنان الكلمات التى قد لاتجد صدى لدى متلقيها، فتحولت زيارات المشاهير إلى محور هام فى تنشيط السياحة، حيث ينقل الضيف الصورة كاملة لبلاده والتى تعد أصدق من الكلام.
ومع كل زيارة لشخصية مشهورة سواء سياسية أو فنية تنتشر "صورة وحكاية" لأحد المقاصد السياحية المصرية، فتتبعها طفرة فى الترويج السياحى لمصر فى بلده دون أدنى مجهود أو تكلفة مادية.
وتأتى زيارة لاعب قرة القدم الأسبانى سيرجو راموس، نجم نجوم فريق ريال مدريد لتكون دليلا قويا على التأثير القوى لزيارات المشاهير، ففور رجوعه لبلاده وبعد صوره التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى قامت وزراة الخارجية الإسبانية بإتخاذ قرارها برفع حظر السفر عن شرم الشيخ.
وذكرت سفارة اسبانيا - فى بيان صحفى اليوم الخميس - أن وزارة الخارجية الاسبانية اعتبرت أن الوضع الأمنى بشرم الشيخ مماثل لمدن أخرى مثل القاهرة، الإسكندرية والأقصر وأسوان أو المراكز السياحية على الساحل الأفريقى للبحر الأحمر.
واعتمدت وزارة السياحة بشكل كبير فى الفترة الأخيرة على هذه الاستراتيجية فى الترويج الغير المباشر، حيث أكدت وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط أن المشاهير الذين يزورون المقاصد السياحية المصرية يصبحون سفراء لنا فى الخارج، مشيرة إلى أن زيارة العديد من مشاهير العالم لمصر خلال الفترة الماضية أمر هام خاصة لما تبعثه هذه الزيارات من رسائل إيجابية للعالم بالأمن والأمان الذي تتمتع به مصر.
زيارة راموس ليست الوحيدة، حيث أن الحجوزات فى الغردقة والجونة شهدت ارتفاعا كبير خلال الشهر الماضى، وذلك بعد الأجازة التى قضاها النجم المصرى محمد صلاح ولاعب نادى ليفربول هناك، ونشر عدد من الصور المبهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وتناقلتها الصحافة العالمية مما أحدث رواجا عالميا للسياحة فى منطقة البحر الأحمر.
ومن الكرة للسياسة ، حيث كانت زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لأسوان لها بالغ الأثر على السياحة الفرنسية، فصور الرئيس الفرنسى التى انتشرت له داخل معبد أبو سمبل فى كافة وسائل الإعلام العالمية هى دعاية تساوى ملايين الدولارات، تلك الدعاية الإيجابية تثبت فى الأذهان أفضل من غيرها، وتوجه رسائل غير مباشرة بأمن الدولة المصرية، وتفردها بالسياحة الثقافية التى لن تجد لها مثيل إلا فى أرض الفراعنة.
حيث تم فى اعقابها تسيير خطوط طيران جديدة بين مصر وفرنسا، منها خط طيران جديد شارتر بين مدينة ليون الفرنسية والغردقة، وذلك فى إطار دعم فرنسا لعودة السياحة إلى مصر، وسط توقعات بأن تحقق السياحة الفرنسية مليون سائح خلال العام الجارى.
ومن أوروبا إلى أمريكا والتى تعد من الأسواق الواعدة للسياحة المصرية، حيث كانت صاحبة النصيب الأكبر فى زيارات المشاهير سواء فى السياسة أو الفن، وتأتى صورة زوجة الرئيس الأمريكى ميلانيا ترامب وخلفها أهرامات الجيزة فى المقدمة، تلك الصورة التى احتلت الصفحات الأولى فى الصحف الأمريكية والعالمية قاطبة، واستغلتها هيئة تنشيط السياحة فى نشرها عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعى.
أما ثانى الصور التى حازت على انتشار كبير هى جولة النجم الأمريكى العالمى اوين ويلسون فى شارع المعز بصحبة الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، والذى أكد أن هذه هى زيارته الأولى إلى مصر، وأنها فاقت كل توقعاته لما وجده من أمن وأمان وترحيب ودفء من المصريين، وأكد على أن هذه الزيارة لن تكون الاخيرة.
تلك الزيارات ونتائجها الايجابية جعلت منها محورا هاما من مهام الترويج التى تعتمد عليها وزارة السياحة، حيث من المنتظر التركيز بشكل كبير على هذا الجانب لجذب مزيد من الأسواق ودفع الحركة السياحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة