ألقت الاحتجاجات فى هونج كونج التى استمرت لأشهر منذ يونيو الماضى بظلالها على القطاع الاقتصادى، حيث أصدر عدد من البنوك العالمية فى هونج كونج إعلانات في الجرائد المحلية تحث على وضع حدا سلميا للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية فى الجزيرة، بعد أن طالبت بإلغاء مشروع قانون كان سيسمح بتسليم المشتبه بأنهم مجرمون فى هونج كونج إلى الصين.
وتجنبت البنوك، التى من بينها بنك إتش اس بي سى البريطانى، توجيه اللوم للمحتجين، ولكنها أعربت عن قلقها إزاء انهيار النظام الاجتماعي على خلفية الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثالث.وكان لي كا شينج، رجل الأعمال الأكثر ثراءاً فى هونج كونج، قد موَّل إعلانات مماثلة، الأسبوع الماضى.
وفى حين تتوافر مؤشرات عدة على الأثر السلبى للاحتجاجات على مجال الأعمال في البلاد؛ إلا أن قلة الجهود السياسية لإنهاء الأزمة، وإصرار المتظاهرين على مواصلة احتجاجاتهم لا تبشر بقرب انتهاء الأزمة السياسية التي وُصفت بأنها الأسوأ منذ عقود.
من جانبها أرجأت مجموعة على بابا القابضة عملية إدراج أسهمها فى هونج كونج، وبحسب مصدران مطلعان لرويترز، أن مجموعة على بابا القابضة، أكبر شركة تجارة إلكترونية فى الصين، أرجأت عملية إدراج أسهمها التى قد تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار فى هونج كونج فى ظل تصاعد الاضطرابات السياسية فى المركز المالى الآسيوي.
ويراقب المجتمع المالى خطط على بابا للإدراج ببورصة هونج كونج عن كثب لتعطى مؤشرا على بيئة الأعمال فى المدينة الخاضعة للحكم الصينى وتتيح الاطلاع على نظرة بكين للوضع.
وقال أحد المصدرين، إنه بينما لم يتم وضع جدول زمنى رسميا بعد فإن على بابا قد تدشن العملية فى أكتوبر لجمع ما بين عشرة و15 مليار دولار حين تهدأ التوترات السياسية وتصبح الأوضاع فى السوق مواتية أكثر.
وذكر المصدر الثانى أنه تم اتخاذ قرار بتأجيل العملية التى كانت مقررة فى الأصل فى أواخر أغسطس، فى اجتماع مجلس الإدارة قبل إعلان أحدث نتائج لعلى بابا فى الأسبوع الماضي.
وأضاف المصدران أن التأجيل يرجع لعدم الاستقرار المالى والسياسى فى هونج كونج فى ظل احتجاجات مؤيدة للديمقراطية مستمرة منذ 11 أسبوعا والتى أضحت أكثر عنفا لتعانى المدينة من حالة من الفوضى.
وقال المصدر الأول "سيكون من غير الحكمة إلى حد بعيد إطلاق الصفقة الآن أو فى وقت قريب، من المؤكد أن الصين ستشعر بضيق إذا مُنحت هونج كونج هدية كبيرة كهذه فى ظل ما يحدث فى المدينة".
وفيما تتواصل التظاهرات فى محطة مترو لونج لونج لاحياء ذكرى الهجوم الذى شنه مقنعون على أنصار الحركة المناهضة للحكومة، أعلن قادة طلابيون، مقاطعة الدراسة لمدة أسبوعين، ابتداء من بدء الفصل الدراسي، وذلك فى مسعى لمواصلة التظاهرات والضغط على الحكومة.
وقال قادة يمثلون معظم الجامعات فى المدينة أن الطلاب سيتغيبون عن المحاضرات فى الفترة من 2سبتمبر، موعد بدء الفصل الدراسى الجديد، حتى 13 من الشهر ذاته.
فيما أعلن مصدر فى شركة "تويتر" أن الأخيرة قد أقدمت على حظر 200 ألف حساب على منصتها، ادعت أنها جزء من "حملة الحكومة الصينية لاستهداف حركة الاحتجاجات.
وزعمت الشركة أن سبب الحظر يكمن فى أن تلك الصفحات قد خرقت "قوانين الاستخدام"، وأن قرار حظرها يندرج ضمن جهود "تويتر" لـ "كبح النشاط السياسى الخبيث".
كما أضافت "تويتر" أن هنالك 936 حسابا إضافيا تعتقد أن أصحابها حاولوا زرع الخلاف السياسى فى هونغ كونغ، من خلال تقويض شرعية حركة الاحتجاج.
وعلاوة على ما سبق، أضاف المصدر أن الشركة قد منعت حسابات "مدعومة من الحكومة الصينية"، من استخدام الخدمات الإعلانية على موقعها، فى حين لم تحدد عدد ونوعية تلك الحسابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة