أكرم القصاص - علا الشافعي

بعد عملية "معهد الأورام" الإرهابية.. كيف ينجح الإرهاب فى استقطاب بعض الشباب؟.. "غسيل المخ" أولى خطوات التجنيد بالتنظيمات المتطرفة.. و"الحور العين" مكافأة قتل "الأبرياء والمرضى".. وخبير أمنى يضع روشتة المواجهة

الخميس، 08 أغسطس 2019 11:00 ص
بعد عملية "معهد الأورام" الإرهابية.. كيف ينجح الإرهاب فى استقطاب بعض الشباب؟.. "غسيل المخ" أولى خطوات التجنيد بالتنظيمات المتطرفة.. و"الحور العين" مكافأة قتل "الأبرياء والمرضى".. وخبير أمنى يضع روشتة المواجهة انفجار معهد الأورام
كتب علاء رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازالت البطولات الوهمية تجذب بعض الشباب بشكل مخيف إلى الانضمام للتنظيمات الإرهابية من خلال عملية «غسيل المخ» والاعتماد على غياب الوعي لدى البعض، ما يزيد معه مخاوف نمط الإرهاب المنفرد الذي يقدمون عليه كما حدث فى واقعة «معهد الأورام» التى راح ضحيتها 22 شهيدا و47 مصابا – بحسب آخر بيان لوزارة الصحة والسكان.

وخلال الساعات الماضية منذ ارتكاب العملية الإرهابية بمنطقة معهد الأورام على يد أحد العناصر التابعة لحركة حسم الذراع المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، ولم يتوقف الحديث عن عملية استقطاب بعض الشباب والدوافع التي تجعلهم يتبعون سلوكيات معادية للمجتمع، ومن ثم يوغل في التشدد بصورة أكبر، ما يدفعه لارتكاب جرائم إرهابية وتنفيذ عمليات قتل جماعي للأبرياء.

نظرية التترس
 

وفى الحقيقة أن التحدي الأكبر بالنسبة للجهات المعنية وعلى رأسها الأمنية تتمثل فى الوصول لمعرفة الأسباب التي تقود شبابا في مقتبل العمر، لتنفيذ هجمات أو عمليات إرهابية، حيث تتزايد المخاوف من نمط الإرهاب المنفرد الذي يقوم به بعض العناصر الشبابية الطامحة فى – الحور العين – بحسب أدبياتهم – حتى لو وصل الأمر لتطبيق نظرية «التترس» لابن تيمية وتنفيذ مثل تلك العمليات الإرهابية في المستشفيات والنوادي وغيرها كحجة لاستباحة دماء الأبرياء.

 

images (1)
أطفال

وتثير مجموعة الهجمات والعمليات الإرهابية  في الفترة الأخيرة الكثير من نقاط الاستفهام حول طبيعة مرتكبيها أو منفذيها، إذ أن معظمهم من الشباب فى مقتبل العمر، والبعض الآخر لا يزال في سن المراهقة، كما كشفت العديد من الوثائق المتعلقة بنصوص التحقيقات فى قضايا الإرهاب إلى جانب الأسلوب المعتمد في تنفيذها، ما يتوجب حتمية وإمكانية الأجهزة المعنية من الحصول بشكل سريع وعاجل على معلومات دقيقة تكشف نية الشخص في القيام بعمل إرهابي.

عملية غسيل المخ
 

ومن المتعارف عليه أن «غسيل المخ» تُعد أولى الخطوات العملية التى تتبعها التنظيمات والجماعات الإرهابية قبل عملية تجنيد واستقطاب بعض الشباب للانضمام إلى صفوفها فى محاولة لصناعة العناصر الانتحارية الشابة وإقناعهم بتنفيذ تلك الهجمات بل يصل الأمر إلى إقناعهم لتفجير أنفسهم لإيهام هذه العناصر بأنها ستنال الشهادة لتلحق بـ«الحور العين» في الجنة دون أن يدركوا أن الله ورسوله منهم براء.  

images
إرهاب

 

عملية تجنيد بعض الشباب و«غسيل المخ» - بحسب الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء مجدى البسيونى – تأتى من خلال الاعتماد على حزمة من المواصفات والسمات الشخصية من ضمنها الذكاء والفطنة من سن 12 عاما أي بعد سن التمييز للأطفال، عن طريق تدبير كافة الاحتياجات الشخصية للعنصر الإرهابي أو الشاب الذي وقع عليه الاختيار من مأكل وملبس ومشرب ومساعدات مالية شهرية تصل لأسرته كل شهر ثم رحلات ومعسكرات صيفية.  

مراحل تجنيد الشباب
 

ووفقا لـ«البسيونى» - تتوالى المراحل الأهم لعمليات التجنيد والاستقطاب التى تتمثل في مرحلة «العزل التام» عن معارفه بصفة عامة وأسرته بصفة خاصة، وذلك بحجة العمل خارج المحافظة ويتم غرس ما يسمي بـ«اعتناق ثقافة الموت» التي تطور إلى لفظ «الاستشهاد فى سبيل الله» وليس لفظ «انتحاري»، ولا يدرب علي السلاح أو القنابل بل علي الأحزمة الناسفة ضمن مجموعات منفصلة لا يزيد عددها عن خمسة أو ما يُطلق عليه بـ«الخلايا العنقودية».

التدريبات البدائية والتكنولوجية

وتأتى مرحلة التدريب ، حيث إن التنظيمات الإرهابية تعتمد فى الفترة الراهنة على التقنيات التكنولوجية الحديثة في التدريبات وليس التلقائية التقليدية من خلال الاعتماد على التنكر والمفاجأة والمباغتة، حيث إن العنصر الإرهابي الذى يتحول بعد ذلك إلى «انتحارى» يُعد أداة تنفيذ فقط بالمقابل وليس ممولاَ أو مخططاَ أو مدبراَ وليس وسيطا وليس له دخل بتدبير الانتقال أو الإقامة بالشقق المفروشة والسيارات المسروقة بل هناك من يجهز له كل شىء ويزيل كل العوائق والموانع ويسهل له مسرح الجريمة ليقوم بتنفيذ جرمه وسط حشد بشرى كما حدث فى عملية «معهد الأورام» الإرهابية – الكلام لـ«البسيونى».

201908050138313831
تفجير معهد الأورام
 
داعش
داعش

 

فيما يؤكد ياسر سيد أحمد - الخبير القانونى والمحامى بالنقض ياسر سيد أحمد – أن التنظيمات الإرهابية تستند بشكل كبير فى وجودها وانتشارها على استغلال جهل بعض الشباب بحقيقة الدين الإسلامي من خلال اختيار بعض العناصر الشبابية الذين يعانون من الفراغ الديني أو الأفكار الخاطئة ومن ثم يعتمدون على حشو العقول بأفكار تكفيرية وجهادية حتى يصبحون على اقتناع تام بما سيفعله من هجمات وعمليات إرهابية.

وكما هو متعارف عليه فى أدبيات التنظيمات الجهادية – بحسب «أحمد»  فى تصريح خاص – تعقد العديد من الجلسات لهؤلاء الشباب بعد استقطابهم وعقد الدروس المسماة الدينية والاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية بعد تحريف تفسيرها تدعو للجهاد فى سبيل الله باعتبار أن الذى يقوم بالعمليات الجهادية هو فى الحقيقة يخدم دينه ودنياه وأنه سيقاتل الكفار ويصبح شهيدا، وتعقد الجلسات بطريقة وشكل مكثف قبل تنفيذ الشاب للعملية الإرهابية حتى يصل إلى مرحلة الاقتناع الكامل بأنه سيكون شهيدا فى سبيل الله، وأن المجتمع كافر ولابد من محاربته لنصرة الإسلام وذلك فى عملية «غسيل مخ» للشاب المنفذ قبل تنفيذ العملية حتى لا يعدل عن تفكيره.

ويُضيف «أحمد» - الجماعات الإرهابية قبل تنفيذ العملية الإرهابية تُخبر الإرهابى - الشاب المنفذ - بميعاد التنفيذ قبل الميعاد بعدة أيام حتى يبدأ فى عملية رصد الهدف الذى يقوم فيه بعمليته الإرهابية، حيث إنه يوم العملية يداوم على قراءة بعض الآيات – كما ورد فى العديد من نصوص التحقيقات فى قضايا الإرهاب - ويوهموه قبل توجهه لتنفيذ العملية بأنه شهيد فى سبيل الله وأن «حور عين» فى انتظاره ويقدمون له حجج تكفيرية تدفعه للانتحار.  

مواجهة التطرف

وفى مواجهة عملية استقطاب بعض الشباب في التنظيمات الإرهابية تواصل مؤسسة الأزهر الشريف مواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة السلام، انطلاقا من مسئوليته الدينية والعلمية والاجتماعية من خلال حزمة من الإجراءات تتمثل فى: «تطوير التعليم والدعوة وتجديد الخطاب الدينى، وتدريب الأئمة الوافدين، وعقد لقاءات حوارية مع الشباب فى مختلف المحافظات، وإرسال القوافل الدعوية والتوعوية والتكافلية للمناطق النائية».

وتتضمن أيضاَ: «إنهاء عدد من الخصومات الثأرية، وضبط الفتاوى، والمشاركة فى المؤتمرات والندوات داخل مصر وخارجها لمكافحة التطرف ونشر الصورة الصحيحة للإسلام، وسعى الأزهر إلى شرح الخطاب الدينى عبر العديد من الجولات في الداخل والخارج، والتأكيد فى كل الأوقات والمنابر على وسطية الدين الإسلامي واعتداله ورفض العنف والتطرف، والتأكيد على قيم السلام والتعايش والحوار».










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

فورس

علي الدولة احتواء الشباب لانهم طاقة

علي الدولة احتواء الشباب لانهم طاقة اهُملت في العهد السابق. عدم احتواء الدولة لهم وتركهم بلا عمل وعدم قدره  الشباب ممارسة حياتهم الطبيعية من ماكل وملبس وسكن وزواج . بعضهم سيتجه الي الارهاب احساسا منه بظلم المجنمع لهم ،، خصوصا التفاوت الكبير في الدخول . بين افراد مجتمع واحد . ارجو عدم اغفال ماذكرت ،، ان وجد الشباب مايشغلهم سيكون اصلاح المنحرف منهم او من له ميول عدائية للمجتمع .سهلا .الشباب طاقة وطاقة كبيره يجب استغلالها من الدولة والمجتمع ورفع الظلم عنه لان الشباب يشعر بذلك .وشوفوا ليه عدم انماجهم . هذا هو تالافضل ودي احسن دراسه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة