أكرم القصاص - علا الشافعي

قرأت لك.. كتاب "صورة الآخر فى الخيال الأدبى" آخر ما ترجم للعربية لتونى موريسون

الخميس، 08 أغسطس 2019 07:00 ص
قرأت لك..  كتاب "صورة الآخر فى الخيال الأدبى" آخر ما ترجم للعربية لتونى موريسون صورة الآخر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

توفيت الكاتبة الأمريكية المهمة "تونى موريسون" عن عمر يناهز الـ 88 عاما، وهى روائية شهيرة حصلت على جائزة نوبل، ولها العديد من الروايات، ولها أيضا دراسات أدبية منها "صورة الآخر فى الخيال الأدبى"، والذى ترجمه الدكتور محمد مشبال، والذى كان هو آخر ما ترجم للكاتبة إلى اللغة العربية، حيث صدرت الترجمة عن دار كنوز المعرفة فى عمّان 2018.

ونعتمد هنا على قراءة "عبد الواحد التهامى العلمى" والتى نشرها فى مجلة "الجسرة" وقال فيها "تونى مورريسون روائية أمريكية من أصول إفريقية، أصدرت عدة روايات ودراسات. وقد عمدت الكاتبة فى كل أعمالها الروائية إلى وصف الحالة المأساوية للزنوج فى الولايات المتحدة منذ بداية القرن العشرين، وقد تمكنت بواسطة السرد أن تشكل تلك الذاكرة الحية، الكثيفة والمعقدة للإنسان الأسود، وأن تبرز حالة الاصطدام بين ثلاثة عوالم: عالم السود، وعالم البيض، وعالم السود الذين يطمحون إلى الاندماج فى عالم البيض على الطريقة البرجوازية. ويمكن القول إن القضية الأساس فى أدب تونى موريسون هى إدانة تصرف الإنسان الأبيض تجاه الإنسان الأسود وانعدام التفاهم بين البيض والسود والتمييز العنصرى فى شتى أشكاله ومظاهره".

صورة الآخر
 

وتابعت الدراسة "لم تكن تونى موريسون بعيدة عن عوالم رواياتها فى دراستها النقدية لنماذج من الروايات الأمريكية، بعنوان "اللعب فى الظلام: البياض والخيال الأدبي"، الذى قام بنقله إلى اللغة العربية الدكتور محمد مشبال بعنوان: "صورة الآخر فى الخيال الأدبي". وقد عبر الباحث المترجم عن بواعث ترجمته لهذا العمل النقدى قائلا إنها جاءت "استجابة لحوار متواصل مع أنماط النقد السائدة فى الثقافتين العربية والغربية.. إننى لا أميل إلى ذلك النمط من النقد التقنى الذى ساد فى العقود الثلاثة الأخيرة؛ حيث أصبح الناقد لا يشغله سوى أن يثبت نجاعة أدواته وكفايتها ودقتها. لم يعد الناقد الأدبى منخرطا فى العالم؛ يدافع عن قضية أو ينقد أفكارا أو يضيء تجربة إنسانية أو تاريخية." لقد سعى المترجم إلى البحث عن نمط مغاير من النقد الذى وجده فى كتاب "اللعب فى الظلام" لتونى موريسون كاشفا عن نقدها ل "نماذج من السرد القصصى والروائى الأمريكى بمنهج يزاوج بين فحص جماليات النصوص وتأويلها الإيديولوجي." وفى هذا السياق يرى المترجم أن النقد الأدبى يجب أن يتخطى مقولاته الجمالية والتقنية وينفتح على كل ما من شأنه أن يمده بطاقات جديدة؛ فلا ينبغى للنقد الأدبى أن يظل حبيس أفق ضيق بل عليه أن يستفيد من "حقول أخرى اجتماعية ونفسية وأنتربولوجية وإيديولوجية" حتى يتمكن من جلب انتباه واهتمام عموم القراء والباحثين.       

ومن هنا لاحظ الباحث أن كتاب تونى موريسون يخلو من منهج نقدى محدد بل يتوفر على مساحة من الإبداع النقدي، ذلك أن التفكير النقدى –كما يظهر فى هذا الكتاب- وكما ينبغى أن يكون ، يتولد من إدمان قراءة النصوص والتمعن فيها وفحصها فحصا دقيقا، والاندماج فى القضايا الاجتماعية أو السياسية أو العرقية أو الإنسانية ومعايشتها. وهكذا لاحظ المترجم أن التواصل الإنسانى مع الأعمال الأدبية يفضى إلى ذلك النمط من المقاربة التى يمتزج فيها ما هو أدبى بما هو إيديولوجى أو ثقافي. وهكذا ظهرت تونى موريسون من خلال هذا الكتاب باعتبارها ناقدة أدبية لا تكتفى باستلهام خبرتها الجمالية فى قراءات الروايات والقصص، بل تستلهم "تجربتها الإنسانية والتاريخية باعتبارها زنجية وأنثى".

ضحكة وكتاب
 

ويتوزع الكتاب إلى مقدمة الدكتور محمد أنقار، ومقدمة المترجم، وثلاث مقالات:

1-قضايا سوداء

2-الظل وسمات الرومانس

3 –الممرضات المزعجات وطيبوبة سمك القرش.

ويدرس كتاب تونى موريسون صورة السود فى الأدب الأمريكي، إذ تناولت فيه الباحثة بعض الأعمال الروائية لكتاب أمريكيين من البيض أمثال"هرمان ملفيل" و"مارك توين" و "ويلا كاثر" و "إدجار ألان بو" و"إرنست هيمينجواي"؛ وقد بينت كيف تظهر فيها الشخصية السوداء. فهذه الشخصية حاضرة فى الرواية الأمريكية وفى خيال الروائيين البيض، ولكنه حضور مقهور وهامشي. غير أن هذا القهر والتهميش لا يعنيان أنه حضور غير دال؛ فقد سعت الباحثة إلى إثبات أهمية دلالته بالنسبة إلى تشكيل هوية الأمريكى الذكر الأبيض.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة