"ملحمة معهد الأورام تستمر".. التعليم العالي توجه بإعداد خطة هندسية تفصيلية لإعادة التجديد والتطوير.. رئيس جامعة القاهرة والعمداء يعلنون التبرع براتب شهر.. وحصر مبدئى 132 مليون جنيه تبرعات

تستمر ملحمة المصريين فى إنقاذ معهد الأورام، حيث وجهت وزارة التعليم العالى، بسرعة إعداد خطة هندسية تفصيلية لإعادة تجديد مباني المعهد بالكامل، وتطوير الخدمة المقدمة للمرضى، وذلك بوضع تصور شامل جديد للمعهد والمباني التابعة له، بالاستعانة بخبراء هندسيين لتجديد المبنى وتطويره وفقًا لأحدث النظم الهندسية، ومراعاة تلافي العيوب والمشاكل القديمة، التي كانت تعرقل العمل داخل المعهد.

ووجهت الوزارة بإعادة تصميم مباني المعهد بمواصفات حديثة، من خلال توسعة الغرف والأماكن المخصصة لاستقبال المرضى، وتأهيل الأماكن المخصصة لتقديم العلاج الكيماوي، بما يضمن راحة المريض، وبما يلائم الأعداد الكبيرة الوافدة على المعهد بصفة يومية.

وكذلك توفير أماكن خاصة لانتظار المرافقين، وربط مبنى المعهد بمبنى العيادات الخارجية، بما يضمن مرونة انتقال الحالات المرضية بين أجزاء المعهد، كما وجهت بتطوير نظام العمل داخل مبنى الطوارئ، وإجراء التعديلات اللازمة للارتقاء بالخدمة الطبية التي يقدمها، وكذلك فصل القسم الإداري عن أماكن تلقي العلاج، وتطوير الخدمات الإدارية بوضع نظام عمل إداري جديد، مشيرة إلى ضرورة أن يتضمن التصور الجديد لتطوير المعهد تجميع الأقسام الإدارية المعنية بتقديم الخدمات في مكان واحد وبشكل متقارب؛ لتسهيل إنهاء الإجراءات، واستخراج الأوراق؛ ضمانًا لراحة المريض.

كما وجهت الوزارة بضرورة استيفاء الشروط اللازمة لعملية التطوير من حيث مراعاة كل المواصفات الهندسية والإنشائية المطلوبة، ووفقًا لأحدث معايير السلامة الخاصة بالمنشآت الطبية، مضيفًا أننا لا نسعى فقط لإعادة تشغيل المعهد، وإنما نسعى لتحديثه بشكل كامل، وتطوير مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى المترددين عليه بشكل أفضل، مضيفًا أن المريض المصري يستحق تلقي خدمة طبية جيدة، مشيرة إلى حرص الوزارة على متابعة العمل بالمستشفيات الجامعية التي يعتمد عليها قطاع كبير من المواطنين وتطويرها باستمرار، كما تابع الوزير انتظام العمل بالعيادات الخارجية واستقبالها للمرضى.

 ومن جانبه أكد حاتم أبو القاسم عميد المعهد أن العمل سيعود بالمبنى الشمالي بعد إجازة عيد الأضحى، وأن المعهد مستمر في تقديم خدماته للمرضى مع عملية التحديث والتطوير.

وأعلن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أنه سيتبرع مع جميع عمداء الكليات بالجامعة براتب شهر لصالح المعهد القومى للأورام، داعيا أعضاء هيئة التدريس والعاملين وطلاب الجامعة؛ للمساهمة فى التبرع لدعم المعهد.

وقال الخشت: "لا نفرض على أحد شيئا ولا نقتطع من مرتب أي زميل، الأمر لكم ولإرادتكم الكريمة التي لا تحتاج إلى أي مزايدة"، مشيرًا إلى توفير ماكينة صرف آلي  أمام قبة الجامعة لتلقي التبرعات لمعهد الأورام، كما توجد سيارة إسعاف للتبرع بالدم لمعهد الأورام تحت مبنى الساعة، قائلاً: "في انتظار المصريين أهل الشهامة والأصل والخير فى المصريين إلى يوم الدين".

وأضاف الخشت، أن التقديرات المبدئية فى الخسائر التى لاحقت بالمعهد القومى للأورام حتى الآن تكلفتها حوالى 100 مليون جنيه، مضيفا أنه على المواطنين الراغبين في التبرع لصالح معهد الأورام بالمنيل، أن يضعوا أموالهم في الحسابات الحكومية، حيث إن الحسابات الحكومية عليها رقابة قبل الصرف وبعد الصرف من قبل الدولة المصرية، موضحًا أن الحساب الخاص بمعهد الأورام من أجل التبرعات هو "777"في كافة البنوك المصرية، وكذلك في البريد المصري، ولا يتم صرف أي مبلغ من هذه التبرعات إلا بعد مراجعة من مندوب بوزارة المالية ويتم التوقيع عليه، وبعد الصرف تكون قيمة التبرعات خاضعة لمراقبة من هيئة الرقابة الإدارية والجهاز المركزي للمحاسبات.

وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن هناك مشروعا خاصا بمعهد الأورام متوقف منذ 10 سنوات، وتم البدء فيه منذ 8 أشهر، وهو العمل على رفع الطاقة الاستيعابية للمعهد بنسبة 30% وهذا تكلفته 330 مليون جنيه، مؤكدًا أن حاكم الشارقة سلطان القاسمي تبرع بقيمة 160 مليون جنيه منذ فترة كبيرة لصالح هذا المشروع.

 وأوضح الخشت، أنه بعد الحادث الإرهابي الأسود الغشيم الذي أصاب المعهد الأحد الماضي سيتم توجيه التبرعات لتطوير المعهد إلى ما كان عليه حيث إن نسبة الخسائر كبيرة للغاية، والانفجار كان شديدًا، لافتًا إلى أن التقديرات المبدئية في الخسائر حتى الآن تكلفتها حوالي 100 مليون، ولكن أي تبرعات تكون زائدة عن هذا المبلغ سيتم توجيهها لرفع الطاقة الاستيعابية للمعهد لـ30%، وهذا يصب في صالح المواطنين والبسطاء والمرضى، حيث إن هناك أكثر من 306 آلاف شخص يتردون على المعهد سنويًا، مؤكدا أنه تم بدء العمل فى المعهد .

وقال الخشت إن محمد صلاح نجم ليفربول والمنتخب المصري، تبرع بثلاثة ملايين دولار لمعهد الأورام، مشيدًا بوطنية محمد صلاح، مؤكدًا أن له العديد من المواقف الرائعة مع الشعب المصرى.

البداية كانت من قِبَل الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبي، الذي أعلن التبرع بمبلغ 50 مليون جنيه لصالح التلفيات التي وقعت بالمعهد، كما أعلن رجل الأعمال محمد أبو العينين التبرع بالكميات المطلوبة من السيراميك لترميم المعهد بالكامل من قِبَل مجموعة شركاته، وتبرع المهندس نجيب ساويرس بمبلغ مليون جنيه لصالح المعهد، وتبرع رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة بمليون جنيه، وأعلنت وزارة التضامن تبرع بنك ناصر الاجتماعي بمبلغ 5 ملايين جنيه تحت تصرف معهد الأورام لإعادة ترميمه أفضل مما كان، وتبرع المهندس هشام طلعت مصطفى، رئيس مجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى للإنشاءات، بمبلغ 10 ملايين جنيه، كما تبرعت جمعية الأورمان بمبلغ 10 ملايين جنيه لترميم معهد الأورام، وتبرعت مؤسسة الجارحي للحديد تبرعت بـ3 ملايين جنيه، وتم الإعلان عن تبرع فاعل خير بمليون جنيه رفض ذكر اسمه.