أكرم القصاص - علا الشافعي

هجمات 11سبتمبر × عيون صحافة العرب.. يوم انعطف التاريخ.. الرياض: العالم شحذ الهمم واستدعى الثارات.. توارت العولمة وحلت مقولة بوش"من ليس معنا فهو ضدنا".. والحروب الانتقامية فشلت فى دحر الإرهاب وداعش اجتاح الحدود

الأربعاء، 11 سبتمبر 2019 06:04 م
هجمات 11سبتمبر × عيون صحافة العرب.. يوم انعطف التاريخ.. الرياض: العالم شحذ الهمم واستدعى الثارات.. توارت العولمة وحلت مقولة بوش"من ليس معنا فهو ضدنا".. والحروب الانتقامية فشلت فى دحر الإرهاب وداعش اجتاح الحدود بوش وهجمات 11 سبتمبر
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وضعت الولايات المتحدة الأمريكية العرب فى قفص الاتهام قبل نحو 18 عاما وبالتحديد فى 11 سبتمبر 2001 عقب الهجوم على برجي مركز التجارة العالمى والبنتاجون، وشكل هذا اليوم نقطة تحول فى نهج السياسة الأمريكية نحو البلدان العربية، وصولا إلى العرب أنفسهم المقيمين داخل الولايات المتحدة الأمريكية.. واليوم بعد نحو ما يقرب من عقدين على هذا الحادث كيف ترى عيون الصحافة العربية الحادث؟


ويرصد اليوم السابع أبرز ما كتبه العرب حول الحادث كالتالى:

 

download
 

الرياض السعودية: 11 سبتمبر.. يوم انعطف التاريخ

صحيفة الرياض السعودية فى تقريرها حول ذكرى الحادثة، قالت: "قليلة تلك الشواهد أو الأحداث التاريخية التى فرضت نفسها طوال تاريخ الحضارة البشرية، وتمكنت لشدة وقعها أو لفظاعة أحداثها من نحت اسمها، وحجز مكانه بدلاً من الأرقام المجردة التي تعارف الناس على حساب أيامهم بها".

وأضافت الصحيفة: "الحرب العالمية الأولى"، "الكساد الكبير"، "الحرب العالمية الثانية"، "انهيار جدار برلين".. نماذج لحوادث ضخام، لا يجمع بينها سوى وصف المفاصلة التاريخية، واختلاف ما قبلها عمّا بعدها، إضافة لامتداد أثرها إلى اليوم، رغم مضى أزمنة طويلة على نشأتها الأولى.

وتابعت: "الحادى عشر من سبتمبر يوشك أن يلتحق بتلك الأحداث، هذا إن لم يفعل بعد، فلا شيء من عالم ما قبل تلك الصبيحة المشؤومة بقي على حاله.. مهما نأت به الدار، وشطّ به المزار بعيداً عن كل مظاهر الأبراج الشاهقة والصباحات الصاخبة في مانهاتن وشقيقاتها.

وأضافت الصحيفة السعودية: "لم تمض ساعات بعد الحادثة، إلا وبدأ العالم فى شحذ الهمم، واستدعاء الأيام والثارات، وأخذت لغة العولمة - وكان صيتها يملأ الآفاق حينها - تتوارى شيئاً فشيئاً عن الأسماع، وحلّ بدلاً عنها مقولة جورج دبليو بوش الشهيرة "من لم يكن معنا فهو ضدنا"، وتخلى القوم عن الأقنعة، وزادت فلتات الألسنة، وأبدى لحن القول ما أخفته لسنوات السياسة وحسن الكياسة.

adsa
 

وقالت :شنت الولايات المتحدة الأمريكية حربها الانتقامية على أفغانستان، فلم تبق حجرًا على آخر، وطاردت كل من اشتبهت بصلته بأحداث سبتمبر، فغيرت أنظمة التنقل، وشددت إجراءاته، وقيدت حريات الإقامة والدراسة والعمل، وأخضعتها جميعًا لأنظمة أمنية صارمة، علّها تسد بذلك الفجوة التى تسلل منها الإرهاب نحو أكبر مدنها وأكثرها أهمية نيويورك.

بعد قرابة العقدين، لا يبدو أن ثمة تغيرًا طرأ على مشهد التطرف والإرهاب، بل العكس تمامًا، فها هو وريث "القاعدة" "داعش"، يجتاح الحدود، ويبعث الرسل والجنود، على مرأى ومسمع ذوى البأس والجبروت، فى مشهد سوريالى جاء نقيض المقصود؛ ربما نتيجة للمقاربة العلاجية الأميركية التى منحت التطرف لقاحًا جعله أشد شراسة وأكثر حدة، بعد أن وجد فى خطاب المظلومية فرصة اهتبلها للترويج لأنشطته العدائية كما يقول خبراء فى هذا الشأن.

بينما انعكس تأثير تلك المقاربة على ملايين المبتعثين والسياح والمتطببين، إضافة للمقيمين هناك؛ وتسببت فى إلغاء بعثات العديد منهم، وتعثر معاملاتهم، وتضرر مصالحهم، بعد شيوع ظاهرة ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام، وربطه بشكل مباشر مع المصطلح سيئ الصيت "الإرهاب".

ومع مرور كل هذا الوقت، وبذل جهود دبلوماسية ومدنية كبيرة، بدأت تتخفف تلك المظاهر من حدتها، إلا أن المخيال الجمعى لايزال يحتفظ بذاكرة الاعتداء الإرهابى على برجى التجارة، وتتجدد تلك الذكرى المريرة، وتجتر معها كل الحمولة الفكرية والسياسية السابقة مع حدوث أى عمل إرهابى جديد.

من جانبه اعتبر د. وحيد عبد المجيد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى مقاله بصحيفة الاتحاد الاماراتية، تحت عنوان (حصاد 18 عامًا)، أن تغيير الولايات المتحدة نهجها الذى تعاملت به على مدار الـ 18 عامًا الماضية يعد أمرا ضرورى.

وكتب يقول :عندما ضربت طائرتان برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك، وصدمت ثالثة مبنى وزارة الدفاع «البنتاغون»، وهوت رابعة فى أحد حقول بنسلفانيا، فى مثل هذا اليوم قبل 18 عامًا، كانت الصدمة مهولة فى الولايات المتحدة، وفى العالم كله. بدا المشهد كما لو أنه خيالي. مشهد تجاوز حدود العقل. لكن استيعابه، والتعاطى معه، كان فى أشد الحاجة إلى العقل الذى يصبح أقل قدرة على التفكير الخلاق فى مثل هذه الحالة.

rr4r
 

وأضاف: "لذا، جاء رد الفعل الأمريكى تقليديًا تمامًا، إزاء هجمات غير عادية. لم يختلف عن رد الفعل على الهجوم اليابانى الذى استهدف أسطولًا أميركيًا فى ميناء بيرل هاربر فى ديسمبر 1941.. فجاء ردها مماثلًا لما فعلته عقب الهجوم على بيرل هاربر، إذ أعلنت الحرب على تنظيم «القاعدة»، والإرهاب عامة، وعبأت قوتها الجوية الضاربة، وشنت هجومًا تصور من اتخذوا القرار بشأنه أنه سيؤدى إلى اقتلاع التنظيم الإرهابى المعتدى من جذوره. لم يفكروا فى طبيعة هذا التنظيم الذى لا يكفى ضرب مركزه للقضاء عليه".

وقال الدكتور عبد المجيد، كان شن الحرب على اليابان عقب هجوم بيرل هاربر كافيًا لهزيمتها، وإسقاط الحكومة التى قررت شن ذلك الهجوم. لكن حالة التنظيمات الإرهابية مختلفة. نجح الهجوم الأميركى على أفغانستان فى اقتلاع مركز تنظيم «القاعدة»، إلى جانب إسقاط حكومة «طالبان» التى استضافته ووفرت له ملاذًا. لكن «القاعدة»، كأى تنظيم إرهابى، لا يعتمد على مركز تستطيع قيادته التحصن فيه لبعض الوقت، بل على فروعه وأتباعه المنتشرين فى أماكن مختلفة.

كما لم تكن «طالبان» حكومة عادية، بل حركة مسلحة استولت على السلطة فى أفغانستان عام 1996، بعد أن أُنهكت التنظيمات التى قاتلت الجيش السوفييتى، ثم حارب بعضها بعضًا، مما أتاح لحركة جديدة بدأت صغيرة أن تملأ فراغًا ترتب على ضعفها. وهذا النوع من الحركات غير التقليدية لا يُهزم نهائيًا فى هجوم كلاسيكى اعتمد على غارات جوية شنتها طائرات حديثة تملك قدرات مهولة، لكنها لا تستطيع حسم صراع ضد حركة تعودت على الكر والفر.

ولذا، تبدو النتيجة مختلفة فى الحالتين. حصاد الرد على هجوم 11 سبتمبر أقل كثيرًا بعد 18 عامًا، مما حققه الرد على هجوم بيرل هاربر خلال أربعة أعوام فقط.

واختتم قوله :ربما يقودنا تأمل هذا الفرق الكبير إلى الاستنتاج بأنه صار ضروريًا أن تتحول الولايات المتحدة من موقع رد الفعل، الذى لم تغادره منذ 18 عامًا، إلى حالة الفعل المعتمد على تفكير جديد. تحول قد يبدو متأخرًا، لكن وقته لم يفت، وسيحقق نتائج أكثر فعالية فى حالة إدارة المواجهة ضد الإرهاب اعتمادًا على تفكير جديد غير نمطى، وبناءً على استراتيجية جديدة متكاملة، بخلاف ما حدث على مدى 18 عامًا.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة