أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

رسالة لمحافظة الجيزة.. لماذا تتحول الشوارع من الجمال إلى القبح

الأربعاء، 01 يناير 2020 11:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما نقرأ النص القرآنى فى الآية 92 من سورة النحل، التى تقول: "وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا"، نجد الإجابة على الكثير من الأسئلة والمشكلات التى نواجهها يوميا، فتلك المرأة الحمقاء التى تحدثت عنها الآية الكريمة كانت تبرم الغزل وتوثقه وتجمع شتاته، ثم سرعان ما تفسده، لتحوله إلى حالة الوهن والضعف التى كان عليها مرة أخرى، وهذه الرواية التى قد تبدو بسيطة ويفهمها العامة والمتخصصون، إلا أننا مازلنا ننقض الغزل، ونكسر كل قائم ومتماسك من أجل أن نبدأ من جديد مرة أخرى، فنحن نعشق البدايات المتعثرة، ونهوى السير فى نفس الطريق حتى وإن أثبتت التجربة أن السير عكس الاتجاه!

هذه المقدمة البسيطة ، أستهدف من خلالها الدخول إلى قصة أشبه بـ "حمقاء مكة" التى كانت تنقض الغزل بعد قوة، فما يحدث فى أرصفة الدقى والمهندسين والعجوزة، من تكسير وتخريب أمر لا يقبله أحد، فلم تكن الأرصفة قديمة أو متهالكة، ولم تكن مهدمة أو غير ممهدة، بل كانت بحالة جيدة، إلا أنه فجأة ودون إنذار وجدنا أعمال التكسير فى كل الشوارع، والرمال فى كل مكان، وتحولت تلك الأحياء الراقية إلى صورة من الفوضى والعشوائية، فقد صار "بلاط" الأرصفة فى كل مكان، وأكوام الرمال تحاصر المارة والسيارات.

المشكلة لم تتوقف عند التكسير والمظهر العام فقط، بل تجاوز الأمر إلى " الطلصقة" كما يسميها أبناء البلد، فبلاط الإنترلوك الذى يتم تركيبه من قبل محافظة الجيزة، لا يتم تأسيسه على النحو الأمثل، فهناك فراغات كبيرة على الأجناب بينه وبين الحوائط المجاورة، الأمر الذى يجعله سهل " الخلع " ولن يتحمل أمطار الشتاء، وستنكشف أغلب الشوارع لنجد أنفسنا نسير على الرمال!

العنوان العريض الذى تعمل من خلاله محافظة الجيزة فى قضية الأرصفة والإنترلوك هو التطوير للأفضل، إلا أن ما يحدث ليس تطويرا، فكيف نستبدل الرخام والجرانيت الموجود أمام الشركات والبنوك والمنشآت العامة والخاصة ببلاط جميعا يعرف شكله وخاماته، ولماذا تتحمل المحافظة هذه التكلفة؟ ولماذا يتم تدمير هذه البنية التحتية الجيدة فى الشكل والمضمون؟ ولماذا ننظر للأمر بأنه من باب المساواة، وأن القانون يسرى على الجميع مع أن القانون أيضا ألزم المحافظة بتطوير المناطق العشوائية وغير المخططة والأولى بالرعاية، التى تحتاج حقا إلى البلاط أو الإنترلوك ليكون لمسة جمالية بها.

القانون الذى يغير مشهد الشوارع من الجمال إلى القبح يحتاج إلى تغيير، القانون الذى يُحمل الدولة نفقات لا تحتاجها وأموال لا طاقة لها بها يحتاج لتغيير، القانون الذى يجبرنا على تحطيم المنشآت القائمة واستبدالها بأخرى أقل جودة وكفاءة يحتاج إلى تغيير.

ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كانت عبارة عن أطلال، فلم يكن هناك منزل واحد أو منشأة سليمة، بعدما امتد الخراب إلى كل مكان وصارت الشوارع يغطيها الطوب والأنقاض، لكن قدرة الشعب الألمانى وخطة النهوض التى وضعتها هذه الدولة القوية مكنتها من استعادة حضارتها مرة أخرى، بل كان يتم إعادة استخدام الطوب الذى طالته مدافع الحرب من جديد، وقد تحركت الملايين لجمع الأنقاض من الشوارع وبناء بلدهم مرة أخرى، فهكذا يكون التحرك، وكذلك تبنى الدول.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد

حدائق الاهرام من المدنيه للعشوائيات

نناشد السيد اللواء محافظ الجيزه حدائق الاهرام من المدنيه الى العشوائيات اغيثونا من رئيس الجمعيه واعضائها فهم يهدمون المكان وهل يعقل ان هذا الموقع بجانب الاهرمات والمتحف يكون عشوائى بهذه الطريقه السرقه والقتل والتكاتك وغياب امن البوابات نهائيا وايضا لا يوجد امن ماذا نفعل افيدونا....

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة