أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئة زينب عبد الرحيم تكتب: ما الصداقة؟

الأحد، 26 يناير 2020 10:00 ص
القارئة زينب عبد الرحيم تكتب: ما الصداقة؟ أصدقاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل الشروع فى كتابة أية مقالة عن موضوع اجتماعى أقوم بالبحث والتنقيب عن بعض الدراسات والنظريات التى تناولت هذا الموضوع بشكل علمى بعيدا عن الأمور العقائدية، وأيضا العاطفية، وبعيدا عن أى أهواء شخصية، فوجدت ندرة ملحوظة فى الأبحاث والدراسات التى تبحث فى معنى الصداقة وكيف أنها تشكل علاقة اجتماعية وأيضا تكوين الصداقات بمثابة مهارة لا يجيدها الكثيرون، فكيف لا تهتم الدراسات الحديثة بمثل هذه العلاقات التى تنشأ مع الإنسان منذ الطفولة وتجاوره فى جميع مراحل تعليمه.

 فالصداقة علاقة تلقائية تنشأ بين طريفين أو عدة أطراف مكونة نسيج اجتماعى ينتج عنها ارتباط نفسى واجتماعى بين هذه الأطراف ومن الممكن أن نطلق على من لا يجيدون إنشاء مثل هذه العلاقات انطوائيون، فمفهوم الصداقة أصبح مساو للتواصل الاجتماعى والعلاقات التفاعلية بين الفرد ومجتمعه، ولكن هذه العلاقة التفاعلية المسماة بالصداقة ليست بهذه التلقائية الساذجة فى كثير من الأحيان، إذ تنطوى على العديد من العوامل السيكولوجية النابعة من الوعى واللاوعى للأطراف المتفاعلة فنلاحظ العديد من الأطفال عندما يكونون صداقات جديدة يتأثرون ويحاكون بعضهم البعض بشكل كبير وملحوظ، فالطفل فى المراحل العمرية الأولى يعتمد بشكل أساسى على المحاكاة والتقليد، ولكن تأتى براعة الأسرة فى الملاحظة وحسن التعامل مع أى متغيرات قد تطرأ على سلوكيات طفلهم ، ربما قد تنطوى على شيء من الغرابة أو على أحسن تقدير تغيير فى سلوكيات الطفل نحو الأفضل ! ويبدو أن هناك فرق بين الأصدقاء، والزملاء الذين يجمعنا بهم مكانا واحدا ولكن العلاقة تبدو سطحية، ومن الممكن ان ينتج عنها بعض من أفعال التنمر، المنطلق من الغيرة أو ربما لسوء فى مستوى التربية التى نشأ عليا الطفل المتنمر، فدور الأسرة غاية فى الأهمية والخطورة.

 وهناك العديد من وسائل الدفاع عن النفس و التوعية ضد التنمر و من المفترض أنها منتشرة، ولكن الشيء المستغرب لماذا انتشر التنمر بين زملاء المدرسة والجامعة والعمل بل ووصل الأمر إلى التواصل الاجتماعى فقد أصبح منبرا للتنمر احيانا على سبيل المزاج ثقيل الدم وأحيانا أخرى عن عمد وبأبشع الألفاظ والتعبيرات، والتى إن دلت تدل على فئات فى المجتمع تحتاج إلى إعادة التأهيل والتأديب.

وعلى ذكر التأديب الذى أصبح عملة نادرة كان العباسيون والأمويون يجلبون إلى أولادهم المؤدب وهو معلم مختص فى تعليمهم محاسن الخلق والكرم والنبل والخصال الكريمة، وكان هذا المؤدب له مكانته المرموقة والرفيعة، فلابد من إعادة النظر فى هذه الوظيفة لما لها من أهمية قصوى فى هذه الأيام ولكن على من يريد أمتهان مهنة المؤدب فعلية أولا أن يتأدب. 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة