أزمة دبلوماسية بسبب حادث سير.. زوجة ضابط مخابرات أمريكى تقتل شابا بريطانيا بالخطأ.. جونسون يعيد القضية لدائرة الضوء ويطالب ترامب بتسليمها.. واشنطن: الطلب غير لائق.. وخارجية بريطانيا تدين "إنكار العدالة"

أزمة دبلوماسية محتملة بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، والسبب حادث سير قبل أشهر، ليعود الجدل بشأنها مجدداً ، بحسب ما نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، مشيرة فى تقرير لها إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أخطر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن زوجة ضابط مخابرات أمريكى المتورطة فى حادث أدى إلى مقتل شاب بريطاني يدعى هاري دون، مؤكداً ضرورة عودتها إلى المملكة المتحدة بعد فرارها من البلاد عقب الحادث.

وقال متحدث باسم داونينج ستريت إن رئيس الوزراء ضغط على الرئيس الأمريكي عبر الهاتف لإرسال آن ساكولاس - المتهمة بقتل هاري دون ، أثناء القيادة الخطرة العام الماضي - لمواجهة العدالة في المحاكم البريطانية بعد رفض طلب التسليم.

وأوضحت الصحيفة أن البلدين وقعا في خلاف دبلوماسي بعد أن ادعت ساكولاس، وهي مواطنة أمريكية، بتمتعها بالحصانة الدبلوماسية لتعود إلى الوطن بعد الحادث.

وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها لن تمتثل لطلب التسليم، الأمر الذى وصفه دومينيك راب، وزير الخارجية البريطاني الرفض بأنه "إنكار للعدالة".

وقال متحدث باسم داونينج ستريت إن جونسون "أثار قضية هاري دون المأساوية" خلال مكالمة هاتفية مع ترامب يوم الجمعة ، مؤكداً "الحاجة إلى ضمان العدالة لعائلة هاري".

وقال المتحدث "كرر (جونسون) ضرورة عودة الشخص المعني إلى المملكة المتحدة".

السيدة ساكولاس ، التي يُقال أنها زوجة مسؤول مخابرات أمريكي ، متهمة بقتل دون خلال حادث قيادة، حيث كان يقود الأخير دراجته النارية بالقرب من كروتون في نورثهامبتونشاير في أغسطس الماضي.

وقام والدا دون بحملة من أجل محاكمة المشتبه بها في المملكة المتحدة ، حيث تم اتهامها بالتسبب في الموت من خلال القيادة الخطيرة في نهاية العام الماضي.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن طلب التسليم ، الذي وصفته واشنطن بأنه "غير لائق تماما" ، رُفض لأنه يهدد مكانة الحصانة الدبلوماسية برمتها ويشكل سابقة مقلقة.

وقال راب إنه تحدث إلى السفير الأمريكي "للتعبير عن خيبة أمل الحكومة بشأن هذا القرار" ، مضيفًا: "كانت المملكة المتحدة لتتصرف بشكل مختلف إذا كان هذا دبلوماسيًا بريطانيًا يعمل في الولايات المتحدة".

تم التشكك في مطالبة ساكولاس بالحصانة الدبلوماسية منذ وقوع الحادث ، حيث قالت وزارة الخارجية في أكتوبر إنها "لم تعد ذات صلة" بالقضية. واتهمها فيما بعد مكتب النيابة.

منذ ذلك الحين ، طلب والدا دون من الأمم المتحدة مراجعة القواعد المحيطة بالحصانة الدبلوماسية ، والتي زعموا أنها "عفا عليها الزمن" و "تعرضوا للإيذاء بشكل متكرر".

وكانت وزارة الخارجية البريطانية قالت إن الحصانة الدبلوماسية لم تعد تنطبق على زوجة مسئول المخابرات الأمريكية المتورطة فى حادث سير. وكانت أن ساكولاس، البالغة من العمر 42 عامًا، غادرت المملكة المتحدة بعد وقت قصير من اصطدامها بدراجة دون النارية.

ويُعتقد أنها كانت تقود السيارة، ولكن عندما قابلتها شرطة نورثهامبتونشاير لم يتم إجراء أى تحقيق بعد أن أبلغتها الحكومة البريطانية بأنها ساكولاس حصلت على حالة الحماية الممنوحة للدبلوماسيين الأجانب.

والحصانة الدبلوماسية هى الحماية الممنوحة بموجب القانون الدولى والقانون البريطانى للدبلوماسيين الأجانب وأسرهم. تم إضفاء الطابع الرسمى عليها من خلال اتفاقية فيينا لعام 1961 بشأن العلاقات الدبلوماسية (VCDR). وتقول صحيفة "الجارديان" إنه تم دمجها فى القانون المحلى البريطانى بموجب قانون الامتيازات الدبلوماسية لعام 1964. وتحمى الاتفاقيات العالمية المتبادلة أيضًا الدبلوماسيين البريطانيين العاملين فى الخارج.

بالإضافة إلى تغطية الدبلوماسيين وعائلاتهم فى أى مكان فى المملكة المتحدة، فإن نفس الاتفاقية والتشريعات تمنع مسئولى المملكة المتحدة من دخول المقار الدبلوماسية. ومكّنت هذه الحصانة جوليان أسانج من البقاء فى السفارة الإكوادورية فى لندن لمدة سبع سنوات. ولم تكن إقامته فى السفارة هى الأطول: قضى رئيس الأساقفة الهنغارى 15 عامًا فى ملجأ داخل السفارة الأمريكية فى بودابست.