أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ حنا النجار يكتب: قصة الفارس والملك

الخميس، 30 يناير 2020 11:00 ص
القارئ حنا النجار يكتب: قصة الفارس والملك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى إحدى الجزر القريبة من النيل، أعلن ملك الجزيرة عن مسابقة "إنقاذ طفل" مَن يستطيع أن ينقذ طفلا موجودا فى كهف على بعد 20 كيلو مترا؟ مع العلم أن هذه المسابقة ستكون جريًا على الأقدام واشترط أن مدة الوصول إلى الطفل وعودته إلى الملك لا تزيد عن 10 دقائق، والذى يصل الأول إلى الكهف ويأتى بالطفل سيفوز فى المسابقة ويأخذ 100 قطعة من الذهب من الملك.

 

تسارع المتسابقون إلى مقر الملك بالمئات لبدء المسابقة بمختلف الأعمار، وبالفعل بدأ الملك المسابقة ـ هذا الملك المعروف عنه شدة الذكاء والحزم والعدل فى جزيرته والرحمة والنبل ـ بدأ المتسابقون وعددهم أكثر من 1000 شخص بعزيمة وقوة وكل منهم يطمح فى الوصول إلى الكهف ليأتى بهذا الطفل ويأخذ الـ100 قطعى من الذهب من الملك وجميعهم حلم المال كان يسبق سرعة أرجلهم.

 

وبعد انطلاقهم من مقر السباق بنحو 5 كيلو مترات كان فى بداية السباق شاب فى العشرينات من عمره تفاجأ بطفل مغمى عليه وملقى بجانب الطريق، فقرر أن يخسر السباق وتوقف على الفور لإنقاذ حياة هذا الطفل وبالفعل توقف واحتضن الطفل وقرر العودة به إلى مقر الملك لإنقاذ حياته ويعلن انسحابه للملك من هذه المسابقة، واستكمل باقى المتسابقون دون أن يبالوا لشىء أو فكرة أن يتوقف أحد منهم ويخسر المسابقة فى سبيل إنقاذ هذا الطفل مثلما فعل هذا الشخص.

 

ووصل المتسابقون إلى الكهف وبالطبع كان منهم من وصل إلى الكهف أولًا فرحًا مبتهجًا تملأه أحلام المال وطموح تحقيق الآمال، لكن الصدمة كانت أنهم وجدوا الكهف فارغا لا يوجد به شىء سوى بعض الحشائش والنباتات، وصدم الجميع فأحدهم يتساءل أين الطفل، والآخر يتساءل هل هذا ضحك ومزاح من الملك؟ والبعض الآخر تملأه خيبة الأمل، فعادوا إلى مقر الملك جميعهم لمعرفة ماذا يحدث فى هذه المسابقة من الملك، علمًا بأن الشخص الذى عاد منذ بداية السباق ومعه الطفل المريض كان أيضًا فى مقر الملك ينتظر من منهم سينال جائزه السباق، ثم جلسوا جميعًا فى انتظار الملك ليعلموا ماذا يحدث أين الطفل هل هو وهم أم حقيقة أم أن الملك يريد فارس قوى بجانبه فيختبرهم لمعرفة من الأسرع منهم فى السباق وسيكرم من وصل الأول إلى هذا الكهف؟ ثم جاء الملك مبتسمًا وكانت الصدمة أنه أعلن أن من يستحق جائزة الـ100 قطعة من الذهب هو الذى كان يتقدمهم فى بدايه السباق، وقرر أن يخسره فى سبيل إنقاذ الطفل؛ الشخص الذى ملأت الرحمة قلبه وضميره ومحبته للمال ألقاها بجانبه.

 

فهذه المسابقة كانت منى لمعرفة من منكم أكثر رحمة بأهل الجزيرة ومن منكم أكثر عدلًا فيها ليكون خليفتى فى أن يُصبح ملكًا لهذه الجزيرة، ولم يكن أمامى سوى هذه الخطة وهذه المسابقة لمعرفة من الأفضل منكم ليُصبح خلفًا لى فى الجزيرة والمملكة.

 

خلاصة القصة الرحمة لا تباع، الشخص الرحوم بطبعه عمره مبتفرق معاه كنوز الدنيا كلها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة