ربما تدفعك الظروف للتواجد فى الشارع بالبرد القارس لساعات متأخرة من الليل، وأطرافك متجمدة من شدة البرودة، لكن هنا فى محافظة الشرقية، لم تمر عليك الوقت لوحدك، بل ستجد أمامك سيارة "الدفا" تهديك وجبة عدس ساخنة لتشعل الحرارة فى جسدك.
وأطلق مجموعة من الشباب بمحافظة الشرقية، مبادرة "عربية الدفا"، لتوزيع وحبات العدس على الأهالى مجانا لمواجهة الصقيع، طوال فصل الشتاء، وشارك "اليوم السابع" الشباب رحلة إعداد وجبات العدس التى توزع على المواطنين بالشارع، فداخل المطبخ الخيرى والمعروف باسم "التكية" فى حى الزهور بالزقازيق، تعزف سيمفونية فى حب العمل الخيرى، فيتطوع العشرات من الشباب لإعداد الوجبات المختلفة وتقديمها مجانا للمستحقين، بشكل شبه يومى.
وقالت سامية الترزى والملقبة باسم "ماما سامية"، إن فكرة توزيع شوربة العدس فى الشتاء، هى منذ سنوات قبل تأسيس المطبخ الخيرى، مضيفة: "فكنت أقوم بإعدادها فى منزلى والشباب يوزعونها، وبعد تأسيس المطبخ العام الماضى، أصبحنا نعد الوجبات المختلفة، فكرنا فى عودة توزيع وجبات شوربة العدس على المتواجدين بالشارع لمواجهة الصقيع، ومهمتى هى الطبخ، وأقوم بتجهيز العدس وطبخه يوميا".
فيما أوضحت مروة حازم، أحد أعضاء فريق المبادرة، أنهم سيعدون خلال الفترة المقبلة حملة أخرى، تستهدف الفترتين من البرد، بحيث مجموعة توزع فى الساعات المتأخرة، والمجموعة الثانية تستهدف الساعات الأولى من الصباح، التى تكون فيها أيضا درجات الحرارة منخفضة، ويوجد العديد من المواطنين والطلاب يخرجون فى ساعات مبكرة.
وبدوره قال كريم فودة، أحد المتطوعين بالحملة: "منذ 6 سنوات ونوزع شوربة العدس، لكن بعدد محدود من الوجبات بواسطة سيارتنا الخاصة، لكن هذا العام قررنا أن تكون "عربية دفا "، بحيث تحتوى على أكبر عدد من الوجبات، نستهدف فيها المواطنين الذين يضطرون التواجد فى ساعات متأخرة فى الشارع، وسط درجات حرارة منخفضة، فنحن نبدأ من 11 مساء حتى الساعات الأولى من الفجر، ونقصد أماكن تواجد مثل أهالى المرضى بالمستشفيات، عمال النظافة والمصانع، والقائمين على الحراسة، مضيفا أننا بدأننا من أمام مستشفى الأحرار التعليمى"، مؤكدا أنه والشباب نجحوا فى تأسيس المطبخ الخيرى الذى أطلقوا علية "التكية" ونسبة للعصور القديمة، حيث كانت تقام أماكن تحمل هذا الاسم لتوفير الوجبات، لافتا إلى أنهم وزعوا فى شهر رمضان الماضى وجبات يومية لإفطار الصائمين، كما تمكنوا فى أخر الشهر الكريم توزيع وجبات على قطار كامل، وبعدها نجحوا فى تأسيس مطبخ خيرى يعمل طوال السنة وليس فى رمضان.
وعبر العديد من المتطوعين عن فرحتهم العارمة لمشاركتهم فى مثل هذا العمل الخيرى، بالرغم من البرودة الشديدة، معبرين عن دورهم الصغير ولكن جزاؤه كبير عند الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة