أكرم القصاص - علا الشافعي

توترات السياسة العالمية تجبر المستثمرين للجوء للملاذات الآمنة..أسواق المال العربية تخسر 55 مليار دولار فى 24 ساعة.. والذهب والفرنك والين تنتعش مع تزايد الأزمة..وتوقعات بصعود أسعار النفط إلى 150 دولار

الأربعاء، 08 يناير 2020 01:30 ص
توترات السياسة العالمية تجبر المستثمرين للجوء للملاذات الآمنة..أسواق المال العربية تخسر 55 مليار دولار فى 24 ساعة.. والذهب والفرنك والين تنتعش مع تزايد الأزمة..وتوقعات بصعود أسعار النفط إلى 150 دولار
كتب هانى الحوتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لجأ المستثمرون خلال الأيام القليلة الماضية إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والسندات الحكومية، وذلك بعدما تهاوت أسواق المال العالمية والإقليمية مع تزايد توترات السياسة العالمية فى أعقاب مقتل القائد العسكرى الإيرانى قاسم سليمانى فى ضربة جوية أمريكية بالعراق، وانتعش الإقبال على الذهب والفرنك والين، وتوقعت بنوك استمرار ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولار.
 
 
يرتبط ظهور مصطلح الملاذات الآمنة بأوقات الحروب والأزمات الجيوسياسية والاقتصادية، وهو مصطلح يتعلق بالأصول التى يلجأ إليها المستثمرون خلال فترة عدم الاستقرار وارتفاع المخاوف فى الأسواق، إذ يقلق المستثمرون من قدرتهم على الوصول على الأموال واستخدامها أكثر من قلقهم إزاء العائد الذى من الممكن أن يربحوه من الأسواق.
 
وتتخذ الملاذات الآمنة أشكالاً مختلفة بما فيها العملات والمعادن الثمينة والسندات وغيرها، منها أسواق العملات ذات السيولة العالية مثل الين والفرنك السويسرى، ويرجع ذلك لعدة أسباب، فبالنسبة للين يعود لدولة اليابان وهى ثالث أكبر اقتصاد فى العالم، كما أن الين ثالث أكبر العملات تداول عالمياً، أما بالنسبة لسويسرا، فإن نظامها المالى من الأكثر استقراراً فى العالم على مدار التاريخ، ولم يتأثر بالأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى سياسة البنك المركزى السويسرى الذى يحافظ على مستوى سيولة مرتفعة فى السوق المحلى.
 

أسواق الأسهم

ومنذ اندلاع أزمة مقتل القائد الإيرانى، هوت أسواق الأسهم العالمية بنسب كبيرة، إذ تراجعت الأسهم الأمريكية، خلال الجلستين الماضيتين، وهبطت الأسهم الأمريكية من قمم قياسية بلغتها فى جلسات سابقة نهاية عام 2019، كما تراجعت الأسهم الأوروبية خلال الجلستين الماضيتين، وهبط مؤشر ستوكس أوربا 600 بنسبة 0.4%، وسجلت البورصات الألمانية والبريطانية أكبر خسائر فى المنطقة.
 
وبالنسبة لبورصات دول مجلس التعاون الخليجى ومصر، حققت خسائر بلغت 55.5 مليار دولار يوم الأحد الماضى، وهو أول يوم تداول بعد الأزمة، لتتراجع القيمة السوقية إلى 2.987 تريليون دولار، قبل أن تعاود الصعود مرة أخرى باستثناء البورصة المصرية.
 
فى المقابل انتعشت الملاذات الآمنة، خاصة العملات إذ حافظ الفرنك الفرنسى على مكاسبه مقابل‭‭ ‬‬ الدولار، ورغم تراجع الين، وهو من عملات الملاذ الآمن أيضا، من أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر مقابل الدولار، لكن المعنويات تظل هشة نظرا لتصاعد المخاوف من صراع مسلح بين الولايات المتحدة وإيران، فيما خسرت العملة الأمريكية أمام الجنيه الاسترلينى واليورو.‬‬‬‬
 
أما بالنسبة لأسعار النفط، ارتفعت الأسعار منذ اندلاع الأزمة بنسبة 3%، لتصل إلى 68 دولاراً للبرميل، كما ارتفعت أسعار الذهب أمس الثلاثاء، بنسبة 0.2% لتصل إلى 1569.27 دولار للأوقية (الأونصة).

 

كابيتال إيكونوميكس

وتوقعت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البحثية البريطانية، أن يؤدى حدوث حرب أمريكية إيرانية إلى فقدان الاقتصاد العالمى نحو 0.5% من قيمته، بسبب انهيار الاقتصاد الإيرانى وأثر ارتفاع سعر النفط على اقتصادات الدول.
 
وحددت المؤسسة، 3 محاور لاستمرار الأزمة بين أمريكا وإيران، ويتمثل المحور الأول فى انهيار الاقتصاد الإيرانى والذى قد يؤدى إلى خسارة الاقتصاد العالمى نحو 0.3%، من الناتج المحلى الإجمالى، وهو تقريبا مساو للخسائر الناتجة عن النزاع التجارى بين الولايات المتحدة والصين، وربطت تأثير ذلك على باقى دول المنطقة بمدى ارتباط كل دولة بالنزاع، مشيرة إلى أنه بينما ستتأثر دول سلباً، سيتحسن أداء اقتصاد بعض الدول، مثلما حدث مع دول الخليج خلال حرب الخليج الأولى.
 
 
وأضافت أما المحور الثانى وهو الارتفاع الكبير المحتمل لأسعار النفط، إذ يرى التقرير أن التطورات الأخيرة، أدت إلى صعد سعر النفط بنسبة أكبر من 3%، ليصل إلى 68 دولاراً للبرميل، وفى حال إغلاق إيران لمضيق هرموز، فقد يؤدى ذلك إلى ارتفاع سعر النفط إلى 150 دولاراً للبرميل، وهو ما سينعكس على مستويات التضخم فى العالم، لترتفع بنسبة تتراوح بين 3.5 إلى 4% فى دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية.
 
وتابعت أما المحور الثالث، وهو الاضطرابات التى ستؤثر على طرق التجارة البحرية، والتى ستنعكس بصورة غير مباشرة على الاقتصاد العالمى.
 
وأوضحت كابيتال ايكونوميكس، أنها لا تستطيع أن تحدد على نحو دقيق كيف يمكن أن تتطور الأمور، لكنها قالت إن إيران وعدت بالرد على مقتل سليمانى، وقد يحدث ذلك من خلال عدة أمور، منها هجوم على السفارات الأميركية فى المنطقة، أو التعرض لحلفاء الولايات المتحدة أو حتى هجمات على منشآت عسكرية أميركية فى المنطقة، لافتة إلى أن أكبر ما يؤرق الاقتصاد العالمى، هو خروج الأوضاع عن نطاق السيطرة، أو شن الولايات المتحدة هجوم عسكرى كامل على إيران.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة