أكرم القصاص - علا الشافعي

جيفارا فى البرازيل.. من التكريم السياسى والشعبى إلى إهانة الرئيس بولسونارو

السبت، 10 أكتوبر 2020 10:00 م
جيفارا فى البرازيل.. من التكريم السياسى والشعبى إلى إهانة الرئيس بولسونارو جيفارا
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كرجل ذات موهبة كبيرة، وذكاء عظيم، والقدرة النظرية العظيمة"، "إلى كل ذلك أيضًا هو مثالا لـ"الظروف الإنسانية الاستثنائية، والصداقة، والنكران للإيثاروالشجاعة الشخصية"، هكذا وصف القائد التاريخى للثورة الكوبية الراحل فيدل كاسترو، المناضل اليسارى الشهير ورمز الثورات الشعبية فى العالم إرنستو "تشي" جيفارا.
 
لكن يبدو أن جيفارا الذى أعدمه أعدائه قبل نحو نصف قرن من الآن، لا يزال له أعداء إلى يومنا، حيث أكد الرئيس البرازيلى اليمينى المتشدد جايير بولسونارو، أن إرث إرنستو تشى جيفارا "لا يلهم سوى المهمشين ومدمنى المخدرات وحثالة اليسار" وذلك بمناسبة ذكرى وفاة المقاتل الأرجنتيني، الذى يعد رمزا للثورة الكوبية.
 
وقال الرئيس فى رسالة نُشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعى أمس الجمعة إنه "فى التاسع من أكتوبر توفى فى بوليفيا المجرم الشيوعى تشى جيفارا الذى لا يلهم إرثه سوى المهمشين ومدمنى المخدرات وحثالة اليسار".
 
ومنذ صعود اليمين المتطرف الذى يتزعمه حاليا الرئيس البرازيلي، وهناك تقارب برازيلى أمريكي، وهو الذى اعتبره المتابعين أنه يطيح بالتحالف الوليفارى فى أمريكا اللاتينية من حلم الثورى تشى جيفارا إلى الهيمنة الأمريكية.
 
الرئيس البرازيلي جانيو كوادروس ، في عمل مثير للجدل ، منح إرنستو غيفارا مع وسام الصليب الجنوبي ، 1961. الأرشيف الوطني للبرازيل.
الرئيس البرازيلي جانيو كوادروس يمنح إرنستو جيفارا مع وسام الصليب الجنوبي 1961 - من الأرشيف الوطني للبرازيل
 
وتعتبر البرازيل الشقيقة الكبرى لكل دول أمريكا الجنوبية والوسطى والكاريبي، حيث تقف بقوة ضد أى نوايا أمريكية تضر بمصالح القارة، خاصة فى كوبا وفنزويلا والأرجنتين والإكوادور، وأنها تقدم كل المساعدات السياسية والاقتصادية لتك الدول، والتى صارعت لسنوات طوال على خطى "تشى جيفارا"، الثورى الطبيب الكاتب وزعيم حرب العصابات والقائد العسكرى وأشهر شخصية فى الثورة الكوبية بأمريكا اللاتينية بحثاً عن التحرر، إلا أن مع صعود اليمين المتطرف إلى سدة الحكم فى البرازيل، تغيرت النظرة إلى بلاد السامبا.
 
وطوال حياة المناضل الثورى "جيفارا" لم يزور البرازيل إلا مرة واحدة رسمية حين مثل كوبا أحد اللقاءات فى بونتا ديل إيست بدولة أوروجواى، ثم سافر فى رحلة قصيرة إلى بيونيس أيريس، حيث عقد لقاءات سرية مع الرئيس الأرجنتينى أرترو فرانديزى، ثم سافر إلى البرازيل، حيث قلده الرئيس البرازيلى وساما، حيث منح الرئيس البرازيلى جانيو كوادروس، فى عمل مثير للجدل، إرنستو غيفارا وسام الصليب الجنوبي، 1961.
 
وعلى المستوى الشعبى فجيفارا يمثل رمزا ثوريا كبيرا، والدليل ظهر جاليا فى مطلع القرن الحالي، فبرغم مرور نحو أربعة عقود حينها على رحيله الغامض عاد الثائر الأرجنتينى العالمى أرنستو تشى جيفارا رمزاً حياً ملهماً لأبناء الشوارع وتنظيمات المعارضة البرازيلية، وقاد مظاهراتها الحاشدة فى ساو باولو ضد السياسات الحكومية واحتجاجاً على سياسة الرئيس البرازيلى فريناندو هنريك كاردوسو، بالتزامن مع الاحتفالات بيوم الاستقلال من جهة، وانطلاق مسيرات مناهضة للحكومة فى الذكرى السابقة لـ «نحيب المهمشية»، ففى ساو باولو اكتظت الشوارع والميادين بمئات الآلاف من المتظاهرين عمالاً وطلاباً احتجاجاً على سياسة حكومة الرئيس البرازيلي. وحمل المتظاهرون صور الثائر العالمى جيفارا، كزعيم وملهم لاحتجاجاتهم، ورفعوا لافتات تقول: «شعب الشوارع».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة