أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 14 أكتوبر 1973..أشرس معركة جوية فى تاريخ العسكرية فوق سماء المنصورة تستمر 53 دقيقة.. وإسقاط 44 طائرة للعدو الإسرائيلى

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 14 أكتوبر 1973..أشرس معركة جوية فى تاريخ العسكرية فوق سماء المنصورة تستمر 53 دقيقة.. وإسقاط 44 طائرة للعدو الإسرائيلى نصر موسي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة العاشرة والنصف صباح يوم 14 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1973 حين دخل عدد كبير جدا من طائرات العدو الإسرائيلى من الساحل الشمالى للمنصورة عاصمة محافظة الدقهلية لتدمير مطار المنصورة، واستمرت المعركة 53 دقيقة مما جعلها الأطول والأشرس فى تاريخ العسكرية، وانتهت بفشل العدو فى تحقيق أهدافه.
 
كانت الحرب بين مصر وإسرائيل فى يومها التاسع، وبحسب البيان رقم 39 الذى أذاعه راديو القاهرة فى الساعة العاشرة مساء هذا اليوم «14 أكتوبر 1973»: «دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التى حاولت مهاجمة قواتنا ومطاراتنا، وكان أعنفها المعركة التى دارت بعد ظهر اليوم فوق شمال الدلتا وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة، وأصيبت لنا ثلاث طائرات كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوى من إسقاط 29 طائرة للعدو منها 2 طائرة هيلكوبتر طوال اليوم، وبهذا يكون إجمالى خسائر العدو من الطائرات فى معارك اليوم 44 طائرة منها 2 طائرة هيلكوبتر».
 
كيف جرت وقائع هذه المعركة، ولماذا كانت بطولة فائقة لقواتنا الجوية المصرية؟.. ولماذا كان تركيز العدو على مطار المنصورة تحديدا؟
 
كان اللواء طيار نصر موسى، أحد أبطال هذه المعركة الخالدة، ويجيب على الأسئلة بسرد ذكرياته عنها لجريدة «المصرى اليوم» فى عددها «14 أكتوبر، 2014» بعنوان «صراع الميج والفانتوم فى أطول معركة جوية بالتاريخ» للزميل محمد البحراوى.. يذكر «موسى»، أن القوات الجوية المصرية فى هذه الفترة كانت تمتلك مقاتلات «ميج 21، الروسية»، بينما يمتلك العدو الإسرائيلى طائرات «فانتوم الأمريكية»، والفارق بين المقاتلتين، لصالح العدو، من حيث الرادارات وعدد الصواريخ والمتفجرات التى تحملها الصواريخ، كانت الفانتوم محملة بالوقود، للطيران والقتال 4 ساعات متواصلة، بينما الميج 21 كانت مُجهزة للطيران لأقل من الساعة الواحدة فقط.
 
ويؤكد أنه بعد اندلاع الحرب، وتدمير كثير من قواعد العدو وتحصيناته فى سيناء، فقد مسؤولو «العدو» الاتصال بين القادة والضباط والطيارين، وبدأوا يفكرون فى كيفية استعادة التوازن، وأدركوا خطورة الطيران المصرى، وقرروا إخراجه من المعركة، فانطلقت طائراتهم لتنفيذ ذلك، لكنهم فوجئوا بوجود مظلات قوية للطيران المصرى تمنع وصولهم إلى تلك المطارات، فلم يستطيعوا حتى الوصول إليها، ومن بين تلك المطارات قاعدة شاوة بالمنصورة، التى تُعد مفتاح الدلتا، فمَن يسيطر على مطارها يسيطر على الدلتا، لذلك كان تركيز الإسرائيليين عليها.
 
وأضاف«موسى»: «استمرت المعركة حوالى 53 دقيقة، وهو وقت طويل جدا فى القتال الجوى، ما جعلها أطول معركة جوية فى التاريخ، إذ إن المعارك الجوية تستغرق من 3 إلى 5 دقائق فقط، وتنتهى بالقضاء على أحد الخصمين أو انسحابه، لإصابته أونفاد الوقود».
 
يتذكرأنه فى هذه المعركة انطلق بطائرته ثلاث مرات، بينما آخرون انطلقوا خمس مرات، وعند سماعه إشارة الانطلاق توجه مسرعًا إلى طائرته، ولا يدرى ما الذى دفعه حينها لإسقاط خزانات الوقود الثلاثة بطائرته، قبل الطيران، لتصبح الطائرة أقل وزنا، لتطير فى مواجهة إحدى طائرات الفانتوم الإسرائيلية، وينطلق خلفها، وقبل أن يصيبها كان عليه التأكد مما إذا كانت هناك طائرة أخرى تنْقَضّ عليه من الخلف أم لا، وفك حزام الأمان بسرعة، وجلس فوق مقعد القيادة، ودار على قدمه لينظر للخلف، ليفاجأ بطائرة فانتوم إسرائيلية، على مقربة منه تماما، ويستعد طيارها للقضاء عليه.
 
ويؤكد أنه تذكر فى هذه اللحظة، حركة «ما قبل الموت» التى تعلمها من معلميه، ويقوم بها الطيار إذا أدرك أنه سيموت أوسيصاب بشكل مؤكد، وقام بسرعة وفجأة، بالميل بطائرته بزاوية 90 درجة، ليُربك الطائرة المهاجمة من الخلف، ليدور بطائرته، ويصبح أعلى خصمه تماما، لتلتقى عيناه بعينى الطيار الإسرائيلى، لتنقلب الأدوار ويقوم بمهاجمته.. يؤكد أنه فى هذه المعركة أسقط طائرتى فانتوم، وأجبر أخرى على الهبوط، وأسر قائدها.
كان اللواء طيار نبيل فؤاد، أحد أبطال هذه المعركة برتبة نقيب.. يصف هجوم العدو بأنه كان «غل وكراهية ورغبة فى تدمير الأخضر واليابس»، وحاول إيقاف قاعدة المنصورة، وتخريب الطائرات المصرية الموجودة بها، لأن مطار المنصورة كان يمنع الطائرات الإسرائيلية، التى كانت تضرب فى الإسماعيلية حتى شمال بورسعيد»..
ويضيف:«كانت أكبر معركة، وكان لها تأثير كبير عليهم، كانت عندنا ثقة أننا سنتفوق عليهم أثناء الاشتباكات، ونتائج هذه المعركة رفعت الروح المعنوية للطيارين، لأننا تغلبنا عليها بمقاتلات إمكانياتها ضعيفة، وهى مخصصة للاعتراض ومنع وصول العدو إلى منطقة معينة، واستخدمنا مدافع الرشاشات فى الطائرات، لأن طائرات العدو كانت قريبة منا، وبالتالى من الصعب ضربها بالصواريخ».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة