البعثة الدولية لمتابعة انتخابات النواب تؤكد كيدية بلاغات "المال السياسى".. وتعلن: الشرطة تصدت لمحاولات توزيع الرشاوى الانتخابية والهيئة الوطنية أدارت العملية بحرفية.. ولم نرصد أفعالا تشكك فى نزاهة الانتخابات

أشادت البِعثة الدولية المشتركة لمتابعة انتخابات مجلس النواب بمستوى التعامل الجيد من قبل القضاة وموظفى اللجان الانتخابية للمتابعين، حيث قوبل أعضاء البعثة بترحاب شديد ومارسوا دورهم فى أعمال المتابعة دون عوائق.

وأكدت البعثة الدولية، على لسان أيمن عقيل رئيس البعثة، فى مؤتمرها الختامى اليوم، على توافق القوانين المصرية والقرارات الصادرة من الهيئة الوطنية للانتخابات مع المعاير الدولية لحريه ونزاهة الانتخابات، لافتة إلى أن اللجان الانتخابية فتحت أبوابها للناخبين فى المواعيد الرسمية ولم تتلقى غرفة العمليات أية شكاوى بخصوص تأخر فتح اللجان أو منع أى ناخب من التصويت.

كما أكدت البعثة على توافر كل الأدوات الخاصة بالعملية الانتخابية، (الصناديق الشفافة – الساتر – أوراق الاقتراع – الجداول الانتخابية)، مشيرة إلى وجود قدر كبير من الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، ما ساهم فى تجاوز مصر عقبة كورونا وتم التغلب على التحديات وإجراء الاستحقاق الانتخابى بشكل جيد، باستثناء بعض الناخبين لم يلتزموا بارتداء الكمامات وضوابط التباعد.

ولاحظت البِعثة تزايد معدلات الإقبال والمشاركة من الناخبين فى عدد من المحافظات مثل (القاهرة - المنوفية – الشرقية - شمال سيناء) وخاصة خلال اليوم الثانى من التصويت، مشيدة بمشاركة المرأة المصرية، مؤكدا أن رجال الأمن المنوط بهم حماية مقار الاقتراع قد أداروا العملية باحترافية، دون وجود ما يؤثر على سلامة التصويت، ودون وقوع أعمال عنف تعرقل العملية الانتخابية.

وأكدت البِعثة الدولية المشتركة لمتابعة انتخابات مجلس النواب، أنه على رغم وجود مساعدات لذوى الإعاقة وكبار السن، إلا أن البنية التحتية لمقار الاقتراع لا تزال غير ملائمة وتحتاج إلى تطوير، موضحة أنه بالرغم من وجود العديد من الإيجابيات، إلا أن غياب الوعى السياسى لا زال عقبة تواجه الناخبين والمرشحين على حدٍ سواء، وهو ما نتج عنه توزيع النقود فى عدد من الدوائر الانتخابية من أجل التأثير على إرادة الناخبين للتصويت لصالح مرشح معين.

كما أشارت البعثة الدولية، إلى أن هذا ما حاول رجال الشرطة منعه والسيطرة عليه وبالفعل قامت أجهزة الأمن بالقبض على بعض سماسرة الانتخابات وتقوم النيابة العامة بالتحقيق فى مثل هذه الوقائع كما تقوم الجهات القضائية بالتحقيق فى كل شكوى تقدم إليها من أية طرف.

ومن أبرز الملاحظات التى رصدتها البعثة انتشار خرق الصمت الانتخابى واستمرار حملات عدد كبير من المرشحين بتنفيذ أعمال الدعاية الانتخابية أمام المدارس والشوارع المحيطة بلجان الاقتراع، واستخدام المكبرات الصوتية للترويج للمرشحين.

وفيما يتعلق بالطعون نظرت المحكمة الإدارية العليا نحو 108 طعون فى المرحلة الأولى بعضها تم تأجيله وقبلت البعض الآخر وتمت إحالة البعض لمحكمة النقض وجارى حصر جميع الطعون المقدمة فى المرحلة الثانية.

وأوضحت البعثة الدولية أنه برغم ما شهدته المرحلة الأولى والثانية فى انتخابات مجلس النواب المصرى 2020، من وجود مخالفات من قبل عدد من المرشحين، سواء بتجاوز حجم الإنفاق الانتخابى، أو استخدام ما يُطلق عليه "المال السياسي" للتأثير على إرادة الناخبين وتوجيههم، إلا أن النتائج كانت مفاجأة فى عدد كبير من الدوائر، والتى كان فيها الكلمة العليا للشعب المصرى وللناخبين الذين لم يتأثروا بحجم الانفاق الكبير، واختاروا من يمثلهم بحرية كاملة.

وقالت البعثة فى تقريرها: "بشكل عام، سارت العملية الانتخابية فى الجولة الأولى من المرحلة الثانية بهدوء، ولم ترصد البعثة أية أفعال تشكك فى نزاهة وحيادية وحرية الانتخابات".

كما التقت البعثة الدولية المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، وتقدمت بمجموعة توصيات أبرزها ضرورة تعاون كل أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية للوقوف ضد تجاوز حدود الإنفاق الانتخابى أو محاولة استغلال احتياجات المواطنين لشراء أصواتهم.

كما وجهت البعثة الشكر والتهنئة للهيئة الوطنية للانتخابات على المجهود الكبير الذى تبذله لضمان نزاهة الانتخابات.

وأكد أيمن عقيل، رئيس البعثة الدولية المشتركة لمتابعة انتخابات مجلس النواب، أن الانتخابات كانت نزيهة ومرت بسلام، موضحا أن الملاحظات التى رصدتها البعثة ليس لها أى تأثير على نزاهة العملية وشفافيتها، قائلا: "كان هناك ادعاءات بوجود المال السياسى بشكل مكثف ما قد يؤثر على اختيارات الناخبين، ولكن هذا لم يكن صحيحا".

وشدد عقيل، على أن هناك طرفين مهمين فى العملية الانتخابية، وهما مرشح وناخب، مشيرا إلى أن الناخب هو الذى يحسم العملية الانتخابية، مؤكدا على ضرورة رفع وعى الناخبين لضمان نزاهة الانتخابات وتمتعها بالديمقراطية.

كما لفت عقيل إلى دور الأحزاب السياسية فى توعية الشباب، مشيرا أيضا إلى أن العديد من البلاغات الخاصة بالرشاوى الانتخابية كانت عبر مواقع التواصل الاجتماعى وكان هناك كثير منها بلاغات كيدية، قائلا: "ومن يملك دليل عليه أن يتوجه للهيئة الوطنية للانتخابات".