أكرم القصاص - علا الشافعي

كيف كانت الصيدليات تعمل قبل صناعة الأدوية؟.. بدأت كمعمل لتركيب الدواء لكل مريض على حدة حتى الستينيات.. كانت مزودة بميزان حساس وقوالب للأقراص وهون وكاسات.. صيدلى: ارتفاع أسعار الخامات يشكل تحديا لاستمرار التركيب

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 04:00 ص
كيف كانت الصيدليات تعمل قبل صناعة الأدوية؟.. بدأت كمعمل لتركيب الدواء لكل مريض على حدة حتى الستينيات.. كانت مزودة بميزان حساس وقوالب للأقراص وهون وكاسات.. صيدلى: ارتفاع أسعار الخامات يشكل تحديا لاستمرار التركيب الصيدليات كانت تركب الأدوية قديما
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

  يدخل كل منا الصيدلية فى وقتنا هذا نجدها مليئة بالأدوية بكافة أنواعها، وتُصرف الروشتة خلال دقائق، لكن هل حاولت مرة أن تتخيل كيف كانت تعمل تلك الصيدلية قبل التطور الكبير الذى شهده العالم فى صناعة الدواء ووجود تلك الأدوية الجاهزة على أرففها؟.. الأمر لم يكن سهلا على الإطلاق فقد كان الحصول على دواء واحد فقط يتطلب وقتا طويلا، وأحيانا تحتاج إلى الوقوف ضمن طابور طويل لانتظار دورك، لحين انتهاء الصيدلى من تركيب الأدوية المُدونة بروشتتك.

1220201416524617-EDE2snrW4AEIb27

يقول الدكتور إيهاب صالح، صيدلى عامل بتركيب الأدوية: "الطب والصيدلة قديما كانوا مهنة واحدة، ومع الوقت بدأت كل منهما يستقل عن الأخرى وتتسع التخصصات بهما، والصيدلة ظلت قائمة على تحضير الأدوية من مستخلصات عشبية أو كيماويات، حتى الستينات، حيث بدأ وقتها التصنيع الواسع للأدوية، وفى مصر تحديدا أغلب الأدوية كانت تركيب، ونظرا لأن والدى كان صيدلى أيضا منذ عام 1977، أتذكر أنه مع بدء تداول أحد المضادات الحيوية وقتها فى السوق المصرى كان أمر لا يُصدق، وبمثابة صورة فى الصيدلة، عدا ذلك كل الأدوية ظلت تركيب حتى وقت قريب، حتى المراهم والكريمات والأدوية الشرب والأقراص.

1220201416524618-image_yojsJ67qkp8mXlExoDQ3j

وأوضح صالح، فى تصريحات لليوم السابع: أن أدوات الصيدلية قديما عادة ما تكون بسيطة، لكنها قادرة على تصنيع الكثير، منها "المورتر، الكؤوس الزجاج، الميزان الحساس، وخلاط مخصص للأدوية، ومع تطور المُعدات والاهتمام بالتعقيم وفرت بالمعمل الخاص بى "أوتوكلاف" لتعقيم الأدوات والعبوات، و"إير لامينير فلو بينش" والتى توفر بيئة معقمة أيضا خلال تركيب الأدوية، وفلاتر للتعقيم، وورق للترشيح، وحمام الرمل، وحمام المياه، وماكينة يدوية لتعبئة الكبسولات، وقوالب لعمل اللبوس والأقراص، لافتا إلى أن كليات الصيدلية مازالت تخصص عامين للدراسة نظريا وجانب عملى لتعلم تحضير كافة الأشكال الصيدلانية، باسم صيدلة التحضيرات الدوائية، مثل الأقراص، اللبوس، وغيرهم وصولا إلى طرق غلق الأنبول على اللهب، حيث أنه تخصص موجود على مستوى العالم.

1220201416524618-image_yojsJ67qkp8mXlExoDQ3j

وأشار إلى أن تركيب الأدوية مجال يشهد نمو خلال تلك الفترة ولا يتراجع، لعدة أسباب من بينها: أن الشركات تنتج من الدواء الواحد تركيز أو تركيزين، لكن التركيب يمكن من تحضير جرعة بتركيز مختلف وخاص بمريض محدد وفق حالته الصحية، بالإضافة إلى أن الصيدلى يركب الدواء وقت حاجة المريض له فقط، على عكس المصانع التى تربطها صلاحية أدويتها، لافتا إلى أن التركيب يخدم قطاع من المرضى الذين يحتاجون إلى تركيبات نادرة، وبعض الأبحاث بكليات الطب والصيدلة، وكذلك يساهم فى حل أزمات نواقص الأدوية، كما تم تركيب المطهرات والكحول والفيتامينات خلال أزمة كورونا، موضحا أن أبرز العقبات التى تواجه التركيب فى مصر، هى: صعوبة توفير المعدات، وتوفير الخامات، على عكس صيادلة التركيب فى الأرجنتين، أسبانيا، أمريكا، حيث تتواجد شركات توفر الأدوات والكيماويات.

1220201416524619-pharmacy-drugstore-old-traditionally-healing-medical

ولفت إلى أن بعض التركيبات تستغرق وقت طويل، ساعة أو ساعتين، وتركيبات أخرى تحتاج إلى تركها يوم، وتركيبات تحتاج إلى وقت طويل فى "الرج"، وأخرى بسيطة تعتمد على الخلط فقط، لافتا إلى أن طرق تركيب الأدوية قديما هى نفسها الطرق الحالية، بخلاف بعض التطور الذى شهدته الأدوات، بالإضافة إلى ظهور خامات جديدة.

1220201416524620-pharmacy-history-1

فى سياق متصل، يقول الدكتور على عبد الله، رئيس مركز البحوث والدراسات الدوائية، إن الصيدليات قديما قبل إنتشار صناعة الأدوية كما فى الوقت الحالى، كانت تضم مجموعة متنوعة من الكيماويات فى شكل "بودرة ومحاليل" وزجاجات وعبوات فارغة، بالإضافة إلى ميزان دقيق و"مورتر" وكاسات وسيليندر أو مخبار مُدرج، ومعالق مُخصصة  للأدوية، واستيكر لتدوين اسم الدواء وطرق استخدامه.

 

وأوضح على، لليوم السابع، أن الصيدليات كانت المعامل جزء أصيل منها، حيث كان يتم تركيب الأدوية به، وكان الأمر وقتها يتم بشكل طبيعيا، على عكس الوضع الحالى، نظرا لعدم ثقة الكثير من المواطنين فى الأدوية التركيب، كما أن الأطباء لا يضعون ضمن اختياراتهم الأدوية التركيب، كل ذلك جعل هذا الشكل من الصيدليات يتراجع.

 

وأَضاف: مازلت أخصص جزء من صيدليتى كمعمل لتركيب بعض الأدوية، وأصنع بنفسى دواء شراب للأطفال حديثى الولادة، وكبسولات وبعض الحقن والكريمات، لكن البدء حاليا فى مجال التركيب صعب، نظرا لارتفاع أسعار الخامات، فقد يصل سعر الكيلو من المادة الواحدة إلى 2000 جنيه، والذى قد يمثل خسارة لصغار الصيادلة فى حال عدم قدرتهم على بيع تلك الأدوية، وكذلك تمثل تلك العمليات مجهود بالنسبة للصيادلة، حيث تحتاج معايير مرتفعة من النظافة والدقة.

 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة