أكرم القصاص - علا الشافعي

حسين يوسف

مصانع لمستلزمات الإنتاج تدعم شعار " صنع فى مصر"

الأحد، 16 فبراير 2020 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصحاب مصانع ورجال أعمال ومستوردون مصريون حاطين أيديهم على قلوبهم، بسبب انتشار فيروس كورونا فى الصين، وخوفهم أن الموضوع يكبر ويستمر، وطبعا يؤدى إلى  أزمة  لكثير من قطاعات الصناعة والتجارة ، ليه؟ لأن الغالبية العظمى من المصانع المصرية تعتمد على السلع الوسيطة والمكونات المستوردة من الخارج ، وخاصة من الصين، والأرقام تؤكد أننا نستورد بقيمة 12 مليار دولار مستلزمات إنتاج.
 
بعد  ظهور المرض أرجأت كثير من المصانع الصينية فتح أبوابها لحصار الفيروس، ولا يعلم أحد متى ستعاود نشاطها، وطبعا هذا الأمر سيؤدى لمشكلة فى استيراد السلع ومستلزمات الإنتاج للصناعة المحلية ، وحتما هيقل المعروض من تلك الخامات ومستلزمات الإنتاج ، وطبقا لنظرية العرض والطلب لابد أن ترتفع الأسعار ، وبالتالى ترتفع أسعار المنتجات والسلع تامة الصنع، ونعانى من موجة غلاء إجبارية.
 
رجال الغرف الصناعية والتجارية فى مصر والمصنعون والمستوردون بدأوا اجتماعات مكثفة لطرح حلول لإنقاذ الصناعة المحلية أبرزها البحث عن أسواق بديلة فى دول أخرى، لاستيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، وبالفعل بدأوا البحث عن تلك الإسواق.
 
ومع قبولنا لأى حل يجنب الصناعة المصرية أي أزمات، لم نسمع عن أى مبادرة لحل جذرى للمشكلة عن طريق وضع خطط لتدشين مصانع مصرية لإنتاج مكونات الصناعة ومستلزمات الإنتاج، لنرفع شعار صنع فى مصر، وهو ده الحل الأمثل من وجهة نظرى لأزمة قد تتكرر مستقبلا نتيجة أى ظروف أخرى.
 
ليه ما ناخدش من موضوع كورونا عبرة ، ويكون ده جرس إنذار لكافة المصنعين، وزى ما بيفكر رجال الصناعة والأعمال والمستوردين فى إنقاذ الصناعة المحلية بتوفير المكونات الاساسية والسلع الوسيطة بجلبها من أسواق بديلة، عليهم كمان التفكير بجدية فى اغتنام الفرصة والبدء فى  ثورة صناعية مصرية لإنشاء مصانع تنتج السلع الوسيطة ومستلزمات ومكملات الصناعات المختلفة فلدينا عدد كبير من الصناعات المحلية التى تعتمد كلية على الخامات والمنتجات الوسيطة المستوردة من الخارج، لازم نصنع ما تحتاجه مصانعنا،والحكومة لا تبخل بصراحة فى منح الأراضى وكافة التسهيلات للمستثمرين الجادين لإقامة المصانع.
السؤال الأهم، ليه ما عملناش كده من زمان؟ رغم أن سوق مستلزمات الإنتاج رائجة جدا وعليها طلب مستمر، ولا تعانى من أى ركود، الإجابة هى الاستسهال، والرغبة فى المكسب السريع، تلاقى رجل الأعمال بيحسبها حسبة معينة فيقول "ليه اتعب نفسى وابنى مصنع واجيب عمال مصريين يطلعوا عينى وده يغيب وده يدلع، وألاقى نفسى فى متاهة كبيرة، أنا استورد بالقرشين بتوعى حاوية واتنين وتلاتة واكسب لى كام مليون وأنا زى الباشا"، طبعا فيه رجال أعمال كتير بيفكروا بالشكل ده، ومع أنى متفهم وجهة نظرهم، لكن برضو كل حاجة ليها تمنها، فرغم المكاسب السهلة والسريعة للاستيراد، إلا أن المستقبل كله للتصنيع وإنشاء المناطق الصناعية فى مصر، وهو ما تهدف إليه الحكومة فى خططها التنموية
 
رجال الأعمال عليهم المبادرة بوضع الخطط اللازمة لإنشاء المصانع الخاصة بالسلع الوسيطة ومستلزمات الإنتاج حتى لو كانت بدايات متواضعة، فشيئا فشيئا ستزداد خبراتهم ومع الاستعانة بالأيدى العاملة المدربة، وخبراء من دول صناعية متقدمة سنضع حلا جذريا لمشكلة كبيرة وسنوفر مستلزمات صناعاتنا المحلية من مصانعنا المحلية، وهناك العديد من الأمثلة لرجال أعمال مصريين اقتحموا مجال التصنيع ونجحوا فيه بجدارة، وغطوا جزءا من احتياجات السوق المصرى، وتجربتهم كانت ناجحة جدا. 
 
ياريت نسمع عن خطط لبدء إنشاء وبناء مصانع مصرية لمستلزمات الإنتاج الصناعى بدلا من البحث عن أسواق بديلة، ونبقى دائما تحت رحمة التقلبات الاقتصادية أو الظروف الخاصة بكل دولة ، وبكده نضرب عصافير كتيره بحجر واحد، زودنا الاستثمارات، ضخينا رأس مال فى الاقتصاد المصرى، زودنا وظايف، ضمنا عدم تأثر صناعتنا المحلية بشكل كبير بأى ظروف خارجية أو تقلبات، وكمان والأهم وفرنا العملة الصعبة، وقللنا الضغوط على عملتنا المحلية التى بدأت تسترد عافيتها وقوتها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة