أكرم القصاص - علا الشافعي

علماء يتوصلون لنتائج مهمة عن كويكب أباد الديناصورات

الأحد، 02 فبراير 2020 10:33 ص
علماء يتوصلون لنتائج مهمة عن كويكب أباد الديناصورات ديناصور
وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما ارتطم بالأرض قبل 66 مليون سنة كان الكويكب يندفع بسرعة تفوق سرعة رصاصة البندقية بنحو 24 مرة، فأدى إلى تكون موجة صادمة فائقة السرعة سوت الأشجار بالأرض فى أنحاء القارتين الأمريكيتين، وتسببت حرارته باندلاع حرائق مهولة، وأدى هذا الحدث إلى انتشار كميات هائلة من الحطام فى الجو، ما تسبب فى توقف عمليات التمثيل الضوئى للنباتات، واختفاء الديناصورات، كما انقرضت 75 فى المائة من جميع الفصائل والأنواع، بحسب سكاى نيوز.

وعند موقع الارتطام، كانت الصورة مروعة أكثر، فقد تركت الصخرة القادمة من الفضاء فوهة "معقمة" على عمق 32 كيلومترا تقريبا فيما يعرف الآن باسم خليج المكسيك، ولم ينج أى شىء أو كائن حى على الإطلاق، وكشفت نتائج بحوث علمية حديثة نشرت فى مجلة "الجيولوجيا"، الأسبوع الماضى، أن "البكتيريا الزرقاء"، وهى نوع من الطحالب الخضراء المسؤولة عن الازهار السام الضار، انتقلت إلى الحفرة بعد بضع سنوات من التأثير الناجم عن الاصطدام المخيف.

وفى عام 2016، حفر العلماء فى قلب ما يسمى بـ"فوهة تشيكشولوب" واستخرجوا مجموعة من الرواسب على عمق 840 مترا، ما سمح للعلماء فى جميع أنحاء العالم، مثل بيتينا شيفر من جامعة كورتن فى أستراليا، بتحليل الصخور من أجل أبحاثهم الخاصة، وأجابت هذه العينات على مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالتأثير الناجم عن الارتطام الهائل، غير أن شيفر أرادت التوصل إلى فهم أفضل حول كيفية عودة الحياة إلى منطقة الصفر أو نقطة الاصطدام.

وعلى الرغم من أن العلماء شاهدوا مؤشرات على وجود حياة تعود لفترة سابقة، فإن الأعداد كانت صغيرة ولا يمكن أن توفر الصورة كاملة لتلك الحياة، والمسألة هى أنه ليس كل الكائنات الدقيقة تخلف وراءها حفائر يمكن اكتشافها، حيث إن الكائنات الرخوية يمكن الاستدلال عليها بواسطة الجحور التى تصنعها والجزيئات التى ترسبها، فالبكتيريا الزرقاء، على سبيل المثال، تنتج الدهون التى يمكن حفظها فى الصخور الرسوبية لمئات الملايين من السنين.

لذلك عندما رأى فريق الباحثة شيفر تلك الدهون المحفوظة فى المكان فى وقت قريب من لحظة الاصطدام، عرفوا أن البكتيريا الزرقاء يجب أن تكون موجودة، ومن الأهمية بمكان، معرفة أن الدهون ترسخت فوق طبقة من النباتات المتحجرة التى جرفت إلى الفوهة بعد كارثة التسونامى التى أعقبت الاصطدام، ولكن لوحظ وجودها أيضا أسفل طبقة أخرى من الإيريديوم التى ترسبت بعد أن سقط الحطام الذى كان فى الغلاف الجوى على الأرض بعد بضع سنوات.

 وهذا يشير إلى أن البكتيريا بدأت تزدهر فى الفوهة بعد التسونامي، وحتى قبل أن ينقشع الجو ويعود ضوء الشمس بالكامل، وقال عالم الجيوفيزياء البحرية من جامعة تكساس فى أوستن وأحد كبار العلماء المشاركين فى بعثة الحفر والمؤلف المشارك مع شيفر، شون غوليك "تلك الكائنات التى كانت قادرة على التحرك على الفور إلى المكان هى هذه البكتيريا الزرقاء"، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وعلاوة على ذلك، تمكن الفريق من اكتشاف مجموعة من الكائنات الحية الأخرى التى وصلت إلى موقع الاصطدام فى وقت لاحق، مما ساعد على إضفاء مزايا أفضل للمياه السامة التى تجمعت فى الفوهة، غير أن عالم الأحافير فى جامعة تكساس، كريس لورى يشكك فى أن الحياة انتهت بالمطلق وبشكل كامل فى الفوهة، بل يعتقد أنها انتهت بشكل جزئى فقط، ويرجع ذلك، جزئيا، إلى أن الفريق رأى أيضا أدلة على أحافير من العوالق أو البلانكتون التى تعتمد على الأوكسجين، وبالتالى فالأرجح أن المياه المستنفدة من الأوكسجين ربما كانت موجودة داخل طبقات معينة فقط داخل الفوهة.

من جهته، قال عالم المحيطات فى جامعة تكساس إيه آند إم، جيسون سيلفان إن إدراك أن الحياة ازدهرت فى فوهة تشيكشولوب بعد الكارثة مباشرة، يمكن أن يساعد العلماء على فهم أفضل للكيفية التى تتكيف بها الكائنات الحية مع الكوارث.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة