أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ جمال المتولى جمعة يكتب : قيادة المجتمع نحو المستقبل

الثلاثاء، 04 فبراير 2020 02:00 م
القارئ جمال المتولى جمعة يكتب : قيادة المجتمع نحو المستقبل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الثروة الحقيقية تكمن فى العقول بالدرجة الأولى، ثم تأتى بعدها الثروات المادية الكامنة فى باطن الأرض .. مهما امتلأت الأرض بالموارد الطبيعية والثروات المختلفة فإن الإنسان يظل أهم مورد طبيعى وأعظم مصدر للثروة.

إن ثروات الدول ليس بما تملكه من موارد طبيعية بقدر ما تملكه من موارد بشرية ، فالمال والموارد الطبيعية ليس لهم قيمة دون العنصر البشرى المبدع و المبتكر الذى يعد شرطا أساسيا لتحقيق النهضة والتنمية. هناك بلاد غنية بمواردها الطبيعية المليئة بالثروات المعدنية ، ومع ذلك فهى بلاد فقيرة بالمقابل توجد بلاد فقيره من حيث الموارد والثروات الطبيعية مع ذلك فهى غنية لأنهم يملكون العقول والأفكار التى قادتهم إلى التقدم والرقى والحضارة .

العقول هى التى تصنع الثروات والمعجزات.. التعليم المتطور هو الذى يصنع العقول القادرة على تلبية احتياجات العصر والارتقاء بمستوى المعيشة .. كبرى الجامعات الغربية يستقطبون جميع العقول الخلاقة والمبدعة من جامعيين وباحثيين من مختلف اصقاع العالم فيغدقونهم بجميع أنواع المكافآت المادية بغية الاستفادة من أفكارهم .

لو نظرنا الى ارباح شركة سامسونج فى عام واحد 247 مليار دولار وهذا المبلغ يحتاج كثير من السنين فى الدول العربية لتجميع هذا المبلغ من الناتج المحلى هم استثمروا فى العنصر البشرى فأنتج لهم أفكارا مبدعة ومتطورة، فالعقل والفكر والإبداع هم رأس مال المجتمعات والدول المتقدمة فهى تعتمد على الافكار اكثر من اعتمادها على الموارد الطبيعية، فإن التفوق العلمى يصنع من الأفكار الرائدة كيانات عملاقة تفوق ميزانياتها وأرباحها دول يسكنها الملايين.

 البلدان التى تهتم حكوماتها بصناعة العقول النيرة والمتزنة والحكيمة يعلمون أن الإنسان هو الاستثمار المربح ويوقنون أن ذلك الإنسان هو الحصانة الحقيقية للأوطان لذلك فازت اليابان وألمانيا وسنغافورة وماليزيا وتايلاند وغيرهما من النمور الاسيوية على الجهل والتخلف والفقر بثروة العقل وليس بأطنان النفط والغاز فالمعجزة اختصرت بالعقل والتعليم والإدارة وتنمية البشر .

نطالب الحكومة المصرية بإعطاء أهمية لمفهوم صناعة الأفكار وذلك باستحداث مادة "كيفية صناعة الأفكار" وتوفير آلية لاستعادة التعليم والعلماء فى قيادة المجتمع نحو المستقبل.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة