أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ محمد عبد السميع عامر مراد يكتب : أسير مصري

الأحد، 15 مارس 2020 12:00 م
القارئ محمد عبد السميع عامر مراد يكتب : أسير مصري حرب اكتوبر - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

السابع من أكتوبر 1973 ...اليوم الثانى بعد العبور ...المكان معسكر أسرى بإسرائيل ..أسير مصرى ....طيار أصيبت طائرته وقفز بالمظلة وتم اقتياده إلى هذا المعسكر ...معصوب العينين ...يرتدى أفرول الطيران الاخضر . يسمع فقط ما حوله ...الساعات تمر عليه بطيئة وثقيلة .. ينتظر فى أى لحظة أن تطلق عليه رصاصة وتنتهى حياته .... وكان ذلك الإحساس مسيطر عليه ... ليس به إصابات .. .. ولكنه يشعر بان النهاية تقترب .. تعب ووجع بكل جسمه .. نتيجة ارتطامه بالأرض.. أصوات وهمهمات حوله من كل أتجاه ... لغة عبرية تصدر من كل اتجاه ... لا يفهمها .. مرت عدة ساعات أو ربما هى دقائق ... وهو ينتظر ما سوف سيحدث له ....

 

أسمك ايه؟؟ أول كلمات بالعربى يسمعها .... هو لا يرى من يسأله فعيناه مغمضتان من الورم نتيجة الصفعات والضرب ... لا يرد ... ويتكرر السؤال ... اسمك ايه يا أبن ال .... لا يرد ... هو لا يريد ان يعطى أية بيانات ... وفى خاطرة وفى سره يردد الشهادة.. ويردد ايات من القرآن .. وفجأة يشعر بيد تمتد الى جيبة الايسر العلوى فى (الافرول ) ..وتخرج ورقة ...هو لا يعلم عنها شيء !! اسمك ج. ع .م واسقطت طائرتك فوق بحيرة المنزلة .. الساعة 1530 يوم 7أكتوبر ..... ومرة أخرى تمتد اليد لتنزع سلسلة من حول رقبه معلق بها شريحة معدنية محفور عليها الاسم وفصيلة الدم والديانه .. يتلقى ضربة قوية على كتفه من الحارس المعين له.. وهو يقول له : عشان تعرف انك غبى .! كل شيء مكتوب هنا ... ومرة أخرى تنهال عليه الصفعات والضرب .. حتى يفقد الوعى ..... وينقل إلى زنزانة بها شباك بقضبان حديدة فى السقف ... ساعات .. أو دقائق تمر عليه وهو فى إغمائه وفقدان للوعى ... لا يعرف للزمن وقت ، ... يرقد على ظهرة وعيناه الى السقف تنظر من خلال القضبان الحديدية الى السماء ... الليل يغطى السماء إلا من بعض النجوم وقمر لم يكتمل .... إنه اليوم الحادى عشر من رمضان ... يحاول ان يغمض عينيه .. فلا يستطيع ان يقفل جفنيه .... يسأل نفسة ماذا سيفعلون بى باكر ؟؟؟ لابد ان هناك جولة اخرى من الاستجوابات ... يتخللها تهديدات وتوعدات !! ..إنه يوم فى حياة أسير مصرى ..

 

وللحديث باقية...










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة