أزمة غير مسبوقة تهدد الاقتصاد التركى وصرخات الأتراك المدوية جراء ارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسبة 100%، الأوضاع المتدهورة جراء تفشى كورونا فى تركيا دون جاهزية من الدولة للتعامل مع الكارثة دفعت كبار رجال الأعمال والصناعة فى تركيا، لتحذير الرئيس رجب طيب أردوغان، من مغبة التهاون فى اتخاذ التدابير الكافية لمواجهة تفشى فيروس كورونا ودعم الاقتصاد لاحتواء التداعيات الناجمة عن انتشار الوباء منوهين بكارثة اقتصادية جراء الجائحة ومصير صعب على الاقتصاد، وفق العربية.
وكتب مجلس إدارة مجموعة الأعمال "توسايد" رسالة إلى الرئيس التركي بعد أن أعلن عن حزمة بقيمة 100 مليار ليرة (15.4 مليار دولار) من التخفيضات الضريبية وتأجيل الدفع لدعم الاقتصاد، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
قال رؤساء الأعمال، فى رسالتهم، إن تركيا تحتاج إلى برنامج دعم حكومي كبير لتخفيف التداعيات الاقتصادية الناجمة عن انتشار الفيروس وفقا لما ذكرته مصادر مطلعة طلبت عدم تحديد هويتها لوكالة بلومبيرج.
وتظهر دعوتهم لأوردوغان انزعاجا متزايداً بين الشركات الأكثر نفوذا فى البلاد، حيث يسعون للحصول على الدعم لتعويض ضعف الطلب في الداخل وفي أسواق التصدير التي تقودها أوروبا.
نقص حاد فى الغذاء
ومن جهة أخرى، ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية أن تركيا تخاطر بنقص حاد في الغذاء في غضون بضعة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا، إذا لم تقدم الحكومة على الفور الدعم لقطاعي الزراعة والثروة الحيوانية، من جهة، قال الخبير الزراعي التركي، علي أكبر يلدريم: للأسف، لم يتم الإعلان عن إجراء يدعم قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية ويضمن استدامة الإنتاج. ولكن الإنتاج الزراعي يجب أن يظل دون انقطاع.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 19 مارس، عن حزمة مساعدات بقيمة 100 مليار ليرة (15.4 مليار دولار) تتطلع إلى الحد من آثار الفيروس بعد يوم واحد من إعلان تركيا عن أول حالة وفاة، وتتضمن الحزمة تدابير لتأجيل الرسوم الضريبية والقروض ومدفوعات التأمين الاجتماعي، بالإضافة إلى العديد من الحوافز للشركات والمواطنين الأتراك.
وأضاف يلدريم: إذا لم يتمكن المواطنون من الذهاب إلى الحقول والإسطبلات والإنتاج الزراعي لا يمكن القيام به، فقد تنشأ مشكلة غذائية خطيرة للمدن.
على صعيد متصل، يرتفع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في تركيا بوتيرة أسرع من الإصابات التي حدثت خلال المرحلة نفسها في بلدان أخرى حول العالم، وفقًا لتقرير صادر عن جامعة «أكسفورد» البريطانية.
وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، عن ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا (كوفيد 19) في تركيا إلى 59، وارتفاع عدد المصابين إلى 2433 حالة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وأغلقت تركيا، المدارس، مؤقتًا، وكذا الأماكن العامة مثل الحانات والمطاعم وصالات الرياضة، وألغت الصلوات الجماعية الأسبوعية في المساجد.
وفى وقت سابق، ذكر موقع تركيا الآن التابع للمعارضة التركية، أن الأحزاب السياسية في تركيا قررت إلغاء اجتماعاتها بمقر البرلمان التركي، في خطوات وقائية من انتشار وباء كورونا القاتل كوفيد 19، فيما لم تعلن قيادات الأحزاب عن مدة زمنية محددة لعودة الاجتماعات مرة أخرى، حيث قالت صحيفة "أوضة تي في" التركية، اليوم الأحد، إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، برئاسة رجب طيب أردوغان، أعلن عن إلغاء اجتماع أعضاء الحزب الذي كان من المقرر انعقاده غد الاثنين، وكذلك تأجيل اجتماعي مجلس إدارة الحزب واللجنة التنفيذية المركزية.
فيما أكد نائب رئيس مجموعة حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزال، في بيان رسمي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن الحزب قرر إلغاء الاجتماع الأسبوعي له بالبرلمان والذي كان من المقرر له 17 مارس، فيما أعلن نائب رئيس كتلة حزب الحركة القومية بالبرلمان، إركان أكتشاي، أن الحزب قرر إلغاء اجتماعه بالبرلمان الذي كان من المقرر انعقاده يوم الثلاثاء المقبل، في سبيل اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من فيروس كورونا.
وأضافت الجريدة أن مصادر بالبرلمان التركي أكدت أن الأحزاب الأخرى مثل حزبي الخير والشعوب الديمقراطي في طريقهما لإعلان القرار نفسه.
ارتفاع أسعار السلع
قالت صحيفة زمان التركية إن الأنظار في تركيا، اتجهت صوب الخضروات التي شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعارها عقب تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك أن أوصى الخبراء بتناول الخضروات وخاصة الثوم لتعزيز جهاز المناعة.
وتشير قاعدة بيانات بلدية إسطنبول التي تكشف عن أسعار الخضروات والفاكهة يوميا فى زيادة بنحو مئة في المئة بأسعار الفلفل الحار، وزيادة بنحو 70 في المئة بأسعار البطاطس، وزيادة بنحو 25 في المئة بأسعار الثوم، حيث ارتفع سعر الفلفل الحار إلى 12 ليرة للكيلوجرام، بعدما كان يبلغ 6 ليرات للكيلوجرام الواحد خلال شهر فبراير.
وشهد الشهر الجاري ارتفاع سعر كيلوجرام البطاطس إلى 4 ليرات بعدما كان يبلغ 2.30 ليرة خلال الشهر الماضي، بينما ارتفع سعر كيلوجرام الثوم من 30 ليرة إلى 40 ليرة.
وكان ارتفع سعر البنزين فى تركيا 7 قروش للتر الواحد، أول أمس الخميس، جاءت هذه الزيادة بعد أن قامت الحكومة فى وقت سابق بعمل تخفيض على سعر البنزين بنسبة 22 قرشا ليتم تطبيق الأسعار الجديدة بعد الزيادة إبتداءً من منتصف ليلة أمس وفقا لصحيفة يني جازيتاسي.
ليكون متوسط سعر البنزين بعد الزيادة فى اسطنبول من 5.02 ليرة ليكون 5.09 ليرة للتر، ومتوسط السعر فى أنقرة من 5.11 ليرة إلى 5.18 ليرة للتر، بينما يصل السعر فى محافظة إزمير من 5.13 ليرة إلى 5.20 ليرة تركية.
وفى سياق متصل، شهد سعر صرف الدولار أمام الليرة التركية إرتفاعاً فى تعاملات اليوم وسجلت الليرة خسائر جديدة أمام الدولار الأمريكي، حيث بدأ سعر صرف الدولار فى تعاملات اليوم 6.44 ليرة تركية بينما بدأ اليورو تعاملات اليوم بسعر 7.3 ليرة تركية.
وكانت صحيفة زمان، التابعة للمعارضة التركية، ذكرت أن الهيئات البحثية بدأت في طرح توقعاتها بشأن تأثير فيروس كورونا الذى شل الحركة التجارية والصناعية حول العالم، على اقتصادات الدول ومن بينها تركيا، وتوقعت مؤسسة Capital Economics البحثية، ومركزها لندن، في تقريرها الأخير حول تأثير وباء كورونا على الدول النامية، تضاؤل الاقتصاد التركى بنحو 2% خلال عام 2020، وكانت المؤسسة البريطانية سبق أن توقعت تسجيل الاقتصاد التركي نموا بنحو 4.3 % خلال العام الجارى.
وأوضحت مؤسسة “كابيتال” البريطانية أن تأثير الضربة التى وجهها كورونا إلى الاقتصاد سيظهر في الربع الثاني من العام، مفيدة أن اقتصادات كل الدول النامية ومن بينها تركيا ستتضاءل.
وأضافت المؤسسة أن أبعاد الضربة الناجمة عن الفيروس سيحددها نصيب أكثر القطاعات المتأثرة كالسياحة والترفيه والبيع باالتجزئة من إجمالي الاقتصاد، مشيرة إلى أن حصة السياحة فى تركيا وكرواتيا من إجمالي الاقتصاد تفوق حصة الدول النامية الأخرى، وأن هذا الوضع سيؤدى إلى تأثر اقتصادات الدولتين بالفيروس بشكل عنيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة