أكرم القصاص - علا الشافعي

قبل نهاية شهر المرأة.. النساء لم يكن دائما طيبات تعرف على الأم الشريرة

الأحد، 29 مارس 2020 04:00 م
قبل نهاية شهر المرأة.. النساء لم يكن دائما طيبات تعرف على الأم الشريرة تيامات
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعرف شهر مارس بأنه شهر المرأة، لكن المرأة لم تكن دائما طيبة ففى أحيان كثيرة خاصة فى الأساطير والحضارات الشرقية كانت الأم شريرة، ومن ذلك قصة "تيامات" ربة المياه المالحة والمحيطات فى أساطير حضارات ما بين النهرين القديمة.

كانت "تيمات" متزوجة من أبسو إله المياه العذبة، وقد أنجبا عددا لا يحصى من الآلهة الأصغر، لكنها ذات مرة تقرر أن تتخلص منهم جميعا ما يترتب عليه صراعات طويلة.

تيامات
 
ترمز "تيامات" لفوضى الخلق البدئية، ولها صورتان الأولى بهيئة امرأة، تمثل الأنوثة والجمال، فى الجزء الثانى من ملحمة فوضى الخلق تظهر أسطورة تيامات كتجسيد وحشى للفوضى البدائية وتصور تيامات بها على شكل ثعبان البحر أو تنين.

وعندما يدب الصراع بين الآلهة، يترتب على ذلك أن ينقسم الآلهة فريقين، الأول، بقيادة "تيامات" والثانى بقيادة "مردوخ" الذى يذهب ليصارعها، وتأتى هى على شكل تنين تنفث النيران، لكنه يستطيع أن يصطادها بشبكته التى صنعها خصيصًا لها، قبل أن يقتلها، ويقسمها نصفين، من نصفها الأول يخلق الأرض ومن نصفها الثانى يخلق السماء، حسب الأسطورة.

تقول الأسطورة:

في البدء لم يكون سوى "إبسو" المحيط الأزلى و"تيامات" التى لم تكن تعرف فى حياتها سوى الظلام والفوضى، ومع تعاقب الأزمان واختلاط الماء بالفضاء ، خرجت آلهة النور الذين فضلوا العيش في النور والنظام والاستقرار.

حقدت "تيامات" على آلهة النور وقررت التخلص منهم، وهكذا فمن جوف "تيامات" جاءت الوحوش المفترسة وانطلقت الثعابين المهولة ذات السم وخرجت الكلاب المفترسة ، والعقارب السوداء المخيفة . وكانت كل هذه الحيوانات الشريرة تتحرك تحت إمرة الوحش "كنجو" العملاق ، الذي وعدته تيامات بالزواج وإعطائه ملك كل شيء ، إذا تغلب على آلهة النور .

فوجئ آلهة النور بعدوان "تيامات"، وتوالت مواكبهم واحداً في الآخر، لمقابلة "تيامات" وسؤالها من سر تحديها، ولكن أحداً منهم يستطع الوصول إليها أو مناقشتها فقد كان الوحش المارد "كنجو" المستلقى إلى جوار "تيامات" يتصدى لهؤلاء ويهاجمهم في شدة وعنف وجنون.

جلس الجميع ذات يوم يبحثون الأمر، وكان بينهم الإله "مردوك" الذي لم يكن قد جرَّب حظه مع "تيامات" وماردها "كنجو" من قبل، هكذا استقر رأي الجميع على تكليف "مردوك" بمنازلة الآلهة المتوحشة وقد قَبِلَ "مردوك" التحدي بشرط أن يُقِر له الجميع متى انتصر أنه الأقوى .

انتفض "مردوك" وهو ينهض ليبدأ الصراع الجبار : فإذا تحرك كانت أمامه تبرق البروق ومن فوقه ترعد الرعود والقوس الضخم فوق ظهره ، والرمح الثقيل في يده ، والشبكة الهائلة التي قرر أن يصطاد بها الوحش "كنجو" الرهيب يجرها خلفه .

انطلق "مردوك" يقود مركبة القَدَر ليصل إلى حيث تجري المعركة ، وعندما نطق بكلمة واحدة ، فإذا ريح مروعه تجري أمامه وتتحول فتصير عواصف وزوابع وأعاصير .

عندما أطلت الحيوانات المهولة لتواجه "مردوك" ، شع نورٌ من خوذته يخطف الأبصار ، فهرعت تختفي في أعماق الظلمة.

عندما بلغ "مردوك" مملكة "تيامات"، واجهه وحش مهول في شكل تنين ، من عينيه ينطلق بريق مخيف ، ومن منخاريه يندلع لظى اللهب.

توقف "مردوك" في مكانه وخاطب "تيامات" من بعيد طالباً منها أن تجنح إلى السلم ولكنها قهقهت واهتزت وسلطت في سرعة على عدوها أقوى تعاويذ السحر وأشدها أثراً .

كان "مردوك" قد أعدَّ العُدةِ لإبعاد السحر عنه ، وفي لمح البصر رفع شبكته الهائلة وألقى بها في قوة إلى حيث وقفت "تيامات" فأمسك بها ، وأطلق على فمها ريحاً صرصراً عاتيه دخلت بين فكيها واخترقت البلعوم لتدخل في بطن "تيامات" الذي ظل ينتفخ وينتفخ . وعندما بلغ أقصى درجات الانتفاخ ، رفع "مردوك" رمحه الضخم وطعن البطن المنتفخ فانفجر في صوت صاخب كالرعد ، وسقطت "تيامات" ميتة .

وقف "مردوك" فوق جثة "تيامات" وقطع قلبها الشرير ، ثم تحول إلى التنين الهائل فقضى عليه ، ولم يهمل كذلك وحوشها الأخرى ، فأخذ يلقي عليهم شبكة تصطادهم واحداً في أثر واحد ووقعوا كلهم في الأسر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة