أكرم القصاص - علا الشافعي

د. إبراهيم نجم

فيروس كورونا وفيروس الأخلاق.. أيهما أشد؟

الثلاثاء، 03 مارس 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن الشدائد والأزمات سواء أكانت على مستوى الفرد أو الجماعة هى أمور مزعجة مؤلمة؛ نظرًا لما تسببه من قلق وكدر وهلع حتى لغير المصابين بها، فكيف بمن أُصيب وابتلى بها، وعلى الرغم من ذلك فإن تلك الأزمات والمصائب تكشف لنا عن حقائق الأشياء وجواهر الأفراد وأخلاقهم حسنة كانت أو قبيحة، لذلك رأى الشاعر العربى وجه الخير حتى فى الشدائد والبلايا، فقال:
 
جزى الله الشدائد كل خير... وإن كانت تغصصنى بريقى
وما شكرى لها حبا ولكن... عرفت بها عدوى من صديقى
وهذه الحقيقة تجلت لنا فى أزمة اكتشاف فيروس كورونا الذى أزعج العالم كله، فعلى الرغم مما عانته الصين بل والعالم كله من آثار هذا الفيروس صحيا ونفسيا، فإن الأزمة قد أبانت عن معدن الشعب المصرى الأصيل وجوهره النقى، فقد سارع بالتضامن بقيادته وحكومته مع دولة الصين حكومة وشعبا، فقد كلف الرئيس عبد الفتاح السيسى الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بزيارة الصين تضامنا وتعاونا مع دولة الصين، وهذا القرار الذى أثار دهشة البعض وتحفظ البعض عكس مدى ما تتمتع به القيادة المصرية من أخلاق سامية راقية وشجاعة كبيرة تنتمى لحضارة عربية وإسلامية كانت وما زالت عمادها الأخلاق والتعاون والانفتاح على الشعوب والثقافات حتى فى أيام الشدائد والفتن، روح عربية إسلامية أصيلة عكست أخلاق قائد فذ وشجاعة وزيرة وطنية فدائية تقتحم الشدائد والصعاب وتستجيب لنداء الوطن كالجندى المخلص فى وقت الحرب، وقد توجهت الحكومة المصرية أيضا إلى إضاءة الأماكن الأثرية المهمة بالضوء الأحمر لون علم الصين أكثر دول العالم معاناة من هذه الأزمة، وهو لون آخر من ألوان التضامن والتفاعل مع شعب دولة الصين التى ترتبط بأواصر تاريخية عميقة مع الشعب المصرى الكريم، وإذا كانت هذه الأزمة قد عكست لنا هذه الروح الراقية لمصر الأبية قيادة وحكومة وشعبا، فإننا لم نفاجأ ولم تأخذنا الدهشة من تصرفات الجماعات الإرهابية المتطرفة ولجانها الإلكترونية التى عودتنا على الانفراد والشذوذ فى الأفكار والأخلاق والسلوك، فقد استغلت- كالعادة- قيادات الجماعة فى الخارج تلك الأزمة العالمية وقاموا بدورهم المعهود المعتاد فى بث الإرجاف والكذب والشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى ومنصات الإعلام الإخوانى الفاسد والجروبات الخدمية الخاصة خاصة جروبات أولياء الأمور لطلبة المدارس، مرددين أن الحكومة المصرية تتستر على حالات أصيبت بالفعل بالفيروس وأن الأعداد فى تزايد مستمر وأن الدولة تتكتم على هذه الأخبار الخطيرة، أى كذب هذا وأى خبل أصاب هذه العقول الضالة والنفوس المريضة التى لا هم لها إلا ترويع الآمنين وبث الرعب فى القلوب المطمئنة، ولك أن تتخيل أيها القارئ الكريم كم الرسائل المسجلة التى تمتلئ بالصراخ والعويل على وجود حالات يدعى هؤلاء الكذبة دون دليل أنهم شاهدوها بأنفسهم، وعلموا أصحابها وعرفوا أماكنهم، ولا بأس من خلط الصراخ الذى يثير الفزع والرعب والخوف بشىء من أغلظ الأيمان مع البكاء والعويل الذى يستدر العطف والشفقة مع الفزع والخوف، أى جماعات ضالة مغرضة وأى نفوس شاذة مريضة التى تسوغ لها نفوسها المريضة مثل هذا الصنيع الإرهابى الجبان، وقد علموا أن ترويع الناس حرام، وأن بث الشائعات كبيرة، وأن ترويج الأكاذيب من النفاق، يحدث هذا فى الوقت الذى أعلنت منظمة الصحة العالمية التى هى منظمة دولية متخصصة وحيادية عن خلو من مصر تماما والحمد لله رب العالمين من الفيروس، وأيضا فمن المؤكد لدى كل عاقل أنه لا توجد أدنى مصلحة لأية دولة من إخفاء مثل هذا الأمر الخطير فالدولة من مصلحتها أن تنشر الوعى والحقيقة بين الناس لأن التعمية والتعتيم لهما عواقب وخيمة لا تسطيع أى حكومة فى العالم تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية ناهيك عن الحكومة المصرية التى سبق أن أعلنت عن وجود أنفلونزا الطيور، وأعلنت عن وجود أنفلونوا الخنازير من قبل ذلك، وأخذت التدابير والاحتياطات اللازمة التى أوجدت حالة من التعاون والاستجابة من الشعب المصرى فسهل ذلك القضاء على الفيروس ونجاة الشعب المصرى من كوارث محققة لولا المصارحة.
 
موقفان فى أزمة واحدة عكسا قيم وأخلاق الدولة المصرية والقائد المصرى الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزيرة الصحة وشعب مصر المتحضر الأصيل، وعكسا أيضا انحطاط وتردى جماعة الإخوان ولجانها الإلكترونية الخبيثة التى لم تخيب الظنون أبدا فى كل موقف ونازلة، حيث قامت بدورها المعهود وهو الإرجاف، وكالعادة فإن الشعب المصرى بفطرته ووعيه قد رجح كفة الأخلاق على كفة النفاق ولم يستمع إلى هذه الشائعات بل ألقاها خلف ظهره بعدما حولها إلى مادة سخرية وتندر كعادة شعب مصر الأصيل، وهذه الأزمة بالتأكيد ليست نهاية العالم فقد شهد العالم موجات من الأوبئة والفيروسات من قبل والتى أخذت دورتها ثم اختفت، لكن يبقى فيروس الإرهاب الخبيث وما يولده أيضا من فيروسات نفاقية لا أخلاقية هو الفيروس الأشد ضراوة والأكثر تحورا وتطورا، خاصة إذا اكتسى مسوح الدين والوعظ والإرشاد، وتبقى الشعوب الإسلامية وشعوب العالم كله تعانى خطرًا حقيقيا من هذا الفيروس، وتبقى مصر خالية نظيفة طاهرة مطهرة من فيروس كورونا، ومن فيروس الإرهاب ومن فيروس الإخوان...
ورحم الله شوقى إذ يقول:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة