علاقة غير شرعية تنشأ في الخفاء بين رجل وامرأة لا يربطهما عقد زواج، وبعد شهور من العلاقة تفاجئ السيدة بأنها حامل، فتحاول بشتى الطرق إيجاد مخرج لتلك الأزمة، وحينما تفشل تستسلم، وتنتظر لحظة إنجاب الطفل _الذي يجد نفسه ضحية منذ لحظته الأولى في الحياة_ لتتخلص منه بإلقائها في منطقة نائية أو بجوار إحدى دور رعايا الأطفال، ولا تحركها عاطفة أمومة أو إنسانية.
طفلة في الميدان
في ميدان مصطفى محمود قررت ربة منزل التخلص من طفلتها الرضيعة فتركتها في الميدان ورحلت، عثر الأهالى على الطفلة الصغيرة، وحرروا بلاغًا في قسم الشرطة بالعثور عليها، وبتحري رجال الأمن عن الواقعة، توصلوا لهوية والدة الطفلة، وبمواجهتها اعترفت انها تركت منزل الزوجية بعد خلافات مع زوجها، وتعرفت على شاب ارتبطت به عاطفيًا ودخلا في علاقة جنسية، أسفرت عن إنجابها الطفلة، فقررت التخلص منها بتلك الطريقة، عسى أن يعثر عليها أحدًا ويضعها في إحدى دور رعايا الأطفال.
أطفال
رضيعة في مهب الريح
فتاة أخرى دخلت في علاقة غير شرعية مع خطيبها أسفرت عن إنجابها طفلة من تلك العلاقة المحرمة في البدرشين، وقررت الفتاة التخلص من الطفلة، بعدما رفض خطيبها الارتباط بها بشكل رسمي، أو الاعتراف بالفتاة أو حتى مساعدتها في إيجاد حل لتلك الأزمة التي وقعت فيها، فقررت التخلص من الطفلة ووضعتها داخل حقيبة وألقتها في منطقة نائية في البدرشين، حتى عثر عليها الأهالى، وأبلغوا رجال الأمن الذي تمكنوا من كشف لغز العثور على جثة الطفلة، والتوصل لوالدتها ووالدها.
الطلاق
خطة جماعية للتخلص منها
اتفقت ربة منزل مع شقيقتها ووالدها على التخلص من ابنتها بعدما انجبتها سفاحًا من علاقة محرمة أقامتها مع أحد الشباب، فحملوا الطفلة الصغيرة التي لم تفتح عيناها بعد وتوجها بها إلى منطقة العتبة، وتخلصا منها بإلقائها بجوار إحدى المحال التجارية، وفروا هاربين، ولكن كاميرات المراقبة كشفت لغز العثور على الفتاة، وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط المتهمين الأم وشقيقتها ووالدها، واعترفوا بالجريمة.
علاقات محرمة
خبير اجتماع: ارتفاع سن الزواج ونسب الطلاق السبب
يقول عبد الله السيد أستاذ علم الاجتماع في جامعة 6 أكتوبر، أن أزمة أطفال السفاح الحقيقة تتلخص في عدة نقاط رئيسية، الأولي هي غياب الوازع الديني، والثانية هي ارتفاع سن وتكاليف الزواج، وأخيرًا ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع.
ميدان مصطفى محمود
وتابع في تصريحات لـ"اليوم السابع"، بالنسبة للنقطة الأولى فأن غياب الوازع الديني في المجتمع أدي إلى استحلال بعض المواطنين الحرام، ولم يعد هناك شيء يبعده عن ارتكاب الذنوب، وفى مقدمتها "الزنا" وبالتالي أصبحت العلاقة غير الشرعية سهلة الحدوث، بما أنه لا حائل يمنع الناس من الوقوع فيها، وهذا سبب رئيسي من أسباب أزمة أطفال السفاح.
وأضاف، ارتفاع سن الزواج وتكاليفه أدى إلى حدوث ضغط على الشباب ودفع ضعاف النفوس منهم إلى السقوط في الخطيئة، أما من أسعفه الحظ في الزواج فأن عدم وجود تفاهم بين الأزواج والذى بدوره أدي إلى ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع، كان سبب رئيسي لبحث كلًا منهم عن شريك أخر يوفر لها احتياجاته التي لم يعد الزوج قادرًا على توفيرها.
خبير قانونى: الحبس 6 أشهر عقوبة المتهمين بتعريض حياة الأطفال للخطر
يقول أحمد عبد الغنى المحامي والخبير القانوني، أن القانون الحالي لا يعاقب على ممارسة العلاقة الجنسية مادامت بالتراضي بين الطرفين، ولا يوجد فيها تجارة أي أنها لم تنتقل من عملية الممارسة إلى الدعارة، فإذا كان العلاقة الجنسية تتم بين الطرفين دون مبالغ مالية وبالتراضي بينهما، فلا عقوبة عليها، والعقوبة الوحيدة تكون في حالة إذا كانت الفتاة تمارس الرزيلة بمقابل مادي.
وتابع "عبد الغنى"، أنه إذا كانت الفتاة متزوجة فأن من حق زوجها رفع دعوى "زنا" ضدها وهو الوحيد الذى له الحق في تحريك تلك الدعوى، وعليه أن يقدم الاثباتات التي تؤيد صدق ادعائه أمام المحكمة، وجريمة الزنا تعد جنحة وحددت المادة رقم 276 من قانون العقوبات، عقوبة جريمة الزنا بالحبس 6 شهور للزوج وسنتين للزوجة، وحال تنازل الزوج، يتم وقف تنفيذ العقوبة حتى لو كان الحكم نهائيًا.
وتابع "عبد الغني"، أن التخلص من الطفل الذى ينتج عن العلاقة الجنسية الغير شرعية، بإلقائها في الشارع أو غيره من الطرق، تعد جريمة يعاقب عليها القانون، حيث يوجه للمتهمين في مثل تلك الوقائع تهمة تعريض حياة طفل للخطر، حيث أن قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون 126 لسنة 2008، اكتفى فى مادته الثامنة بمعاقبة كل من يرتكب انتهاك فى حق الطفل بالحبس من 6 أشهر وحتى 3 سنوات، بغرامة لا تقل عن ألفى جنيه ولا تجاوز خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة