أكرم القصاص - علا الشافعي

"الروبوت" بديلا للإنسان.. مصانع أوروبا الشرقية تعتمد على الآلة على حساب البشر لتحقيق المكاسب.. ارتفاع الأجور ومزايا العمال السبب.. والتوجه يؤدى لمزيد من البطالة.. والأزمة قد تمتد للجانب الغربى من القارة (صور)

الإثنين، 09 مارس 2020 08:00 م
"الروبوت" بديلا للإنسان.. مصانع أوروبا الشرقية تعتمد على الآلة على حساب البشر لتحقيق المكاسب.. ارتفاع الأجور ومزايا العمال السبب.. والتوجه يؤدى لمزيد من البطالة.. والأزمة قد تمتد للجانب الغربى من القارة (صور) مصنع زبادى
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الوقت الذى يثور فيه الغضب في كل أنحاء أوروبا جراء تفاقم الأوضاع الاقتصادية، وزيادة معدلات البطالة، تلوح في الأفق تحديات جديدة، بسبب اتجاه قطاع كبير من المصانع إلى التحول من الاعتماد على البشر إلى أجهزة "الروبوت"، أو الإنسان الآلى، في العمل، سواء لتحقيق زيادة كبيرة في الإنتاج أو بسبب التكاليف الباهظة المترتبة على زيادة أجور العمال، في الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذى ينذر بأزمة كبيرة في المستقبل، حال التوسع الكبير في هذا الإطار.

أحد الألات فى مصنع بالمجر
أحد الألات فى مصنع بالمجر

تجربة الاعتماد على "الروبوت"، انطلقت بالفعل في المجر، حيث اتجه أحد المصانع لإنتاج البلاستيك، إلى الاستغناء عن عماله بالكامل، مقابل الاعتماد على مثل هذه التقنيات الحديثة، وهو الأمر الذى يتوسع بصورة ملحوظة في العديد من دول أوروبا الشرقية في الآونة الأخيرة، حيث تبقى فواتير الأجور المرتفعة سببا رئيسيا في تحول أصحاب المصانع نحو الآلة على حساب البشر، حتى يمكنهم الاحتفاظ بتواجدهم في السوق.

ارتفاع الأجور دفع أصحاب المصانع نحو الروبوت
ارتفاع الأجور دفع أصحاب المصانع نحو الروبوت

ولعل التحول نحو الاعتماد على الآلات في المرحلة الحالية، يعد بمثابة أزمة كبيرة، ليس فقط بالنسبة لمواطنى أوروبا الشرقية، والذين يعانون أساسا جراء التراجع الاقتصادى الكبير الذى تشهده تلك المنطقة بسبب الأزمات المالية المتلاحقة، وإنما تمتد لتتجاوز الحدود، عبر انتقالها إلى دول أوروبا الغربية، في ظل اتجاه العديد من العمال نحو الهجرة إلى الدول الأكثر ثراءً، بحثا عن فرصة عمل، وهو الأمر الذى يمثل تحديا كبيرا للأنظمة القائمة بها في ظل حالة الغضب المتنامى جراء التدفق الكبير للمهاجرين إلى دولهم، وبالتالي مزاحمة المواطنين الأصليين في فرص العمل.

الاعتماد على الآلات امتد إلى مصانع الأغذية
الاعتماد على الآلات امتد إلى مصانع الأغذية

والتوجه نحو التوسع في استخدام الآلة على حساب العنصر البشرى تزايد بصورة كبيرة مع اقتحام الصناعات التحويلية للجانب الشرقى من القارة العجوز، إثر توسع الاتحاد الأوروبى، في العقود الأخيرة، وعلى رأسها صناعة السيارات، حيث اعتمدت على "الروبوت"، بصورة كبيرة، لتستلهمها الشركات الأخرى، كوسيلة لتحقيق المزيد من المكاسب، خاصة مع المطالبات التي ترفعها النقابات العمالية حول زيادة الأجور، وتقديم مزايا إضافية.

الآلة تهيمن على المصانع فى أوروبا الشرقية
الآلة تهيمن على المصانع فى أوروبا الشرقية

يقول زولتان لازلو، زعيم أحد النقابات العمالية بالمجر، في تصريح أبرزته وكالة "رويترز"، إن استبدال العنصر البشرى بالآلات لم يعد يقتصر على صناعة السيارات، وإنما امتد إلى العديد من الصناعات الأخرى، كصناعة الفولاذ، وهو الأمر الذى يسلب العمال حقهم في العمل والحياة.

التوسع فى الصناعات التحويلية دفع إلى الاعتماد على الآلات بصورة كبيرة
التوسع فى الصناعات التحويلية دفع إلى الاعتماد على الآلات بصورة كبيرة

وبالنظر إلى النموذج المجرى، ربما نجد أن ثمة اختلافا كبيرا بين معدلات النمو الاقتصادى في العام الماضى، ونسبة التوظيف بين المواطنين المجريين، ففي الوقت الذى حقق فيه الاقتصاد نسبة نمو تجاوزت الـ5% في عام 2019، فإن قطاع التوظيف شهد خسارة حوالى 23 ألف وظيفة. الأمر نفسه ينطبق على التشيك، حيث قالت بيانات صادرة عن الحكومة أن قطاع الصناعات التحويلية هناك خسر حوالى ألف وظيفة خلال العام نفسه.

العنصر البشرى أصبح محدودا فى العديد من المصانع
العنصر البشرى أصبح محدودا فى العديد من المصانع

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لأحد شركات صناعة البلاستيك، ويدعى بيتر سيمون، إنه لا يوجد لديه سوى عدد محدود للغاية من العمال للإشراف على "الروبوتات" العاملة، موضحا أن فواتير الأجور أصبحت في زيادة مستمرة، في الوقت الذى تنخفض فيه أسعار "الروبوت" بصورة كبيرة، موضحا أن العمل يتم بدقة متناهية في ظل الاعتماد على الآلة.

المجر خسرت 23 ألف وظيفة فى العام الماضى
المجر خسرت 23 ألف وظيفة فى العام الماضى

وعلى الرغم من أن الاعتماد على الآلة يتم بصورة تدريجية في العديد من دول أوروبا الشرقية، إلا ان ثمة توقعات تدور حول إمكانية اختفاء 10% من الوظائف في غضون سنوات معدودة، وهو الأمر الذى دفع نحو دعوات إلى إعادة تدريب العمال، حتى يمكنهم من تنمية مهاراتهم في المرحلة المقبلة، وبالتالي إيجاد بدائل لوظائفهم.

المخاوف الكبيرة جراء الخسارة دفع أصحاب العمل للتوجه نحو الروبوت
المخاوف الكبيرة جراء الخسارة دفع أصحاب العمل للتوجه نحو الروبوت

الاعتماد على "الروبوت" امتد إلى مصانع الأغذية والمشروبات، ففي العاصمة التشيكية براج، تم اللجوء إلى الآلة في أحد مصانع الزبادى، في عملية الفرز والتحميل على منصات، لتحل محل 10 أشخاص كانوا يقومون بهذه المهمة، في حين أن شركات بيع الملابس في بولندا أعلنت خطة لمكافحة الارتفاع الكبير في الأجور عبر الاعتماد على الآلة على حساب البشر.

توقعات باتساع نطاق البطالة فى دول أوروبا الشرقية
توقعات باتساع نطاق البطالة فى دول أوروبا الشرقية

ومن جانبه، يتوقع الاتحاد الدولي للروبوتات أن ترتفع مبيعات الروبوتات في الاقتصادات الكبرى في أوروبا الشرقية حتى عام 2022 ، لكن على الرغم من اعترافه بأن بعض الوظائف ستختفي ، إلا أنها لا تتوقع تأثيرًا صافيًا كبيرًا على العمالة.

جانب من المشهد داخل أحد المصانع
جانب من المشهد داخل أحد المصانع
مصانع أوروبا الشرقية تعتمد على الروبوتات لتحل محل البشر
مصانع أوروبا الشرقية تعتمد على الروبوتات لتحل محل البشر
مصنع زبادى
مصنع زبادى

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة