أكرم القصاص - علا الشافعي

فى الجمعة الحزينة.. لماذا سلم اليهود عيسى إلى الصليب ولم يؤمنوا به؟

الجمعة، 10 أبريل 2020 01:00 م
فى الجمعة الحزينة.. لماذا سلم اليهود عيسى إلى الصليب ولم يؤمنوا به؟ صلب المسيح
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمر، اليوم واحد من الأيام الحزينة فى التاريخ الدينى، فقد تم صلب السيد المسيح على يد الرومان بعدما سلمه إليهم اليهود، على الرغم من كون اليهود كانوا ينتظرون "مسيحا" يأتى كي يخرج بهم من الظلمة التى وقعوا فيها، لكنه عندما جاء أنكروه فلماذا حدث ذلك؟

اليهود ينتظرون المسيح

يقول كتاب "العلامات العشر المدمرة فى التراث الدينى" تأليف محمد محمد كذلك.. المسيح المنتظر عند اليهود ملك من نسل داوود، سيأتى بعد ظهور النبى إليا ليعدل مسار التاريخ اليهودى، بل البشرى، فينهى عذاب اليهود ويأتيهم بالخلاص، ويجمع شتات المنفيين ويعود بهم إلى صهيون ويحطم أعداء جماعة يسرائيل ويتخذ أوررشليم القدس عاصمة له ويعيد بناء الهيكل ويحكم بالشريعيتن المكتوبة والشفوية اليهودية (التوراة والتلمود)، ويعيد كل مؤسسات اليهود القديمة مثل السنهدرين، ثم يبدأ الفردوس الأرضى الذى سيدوم ألف عام، ومن هنا كانت تسمية (الأحلام الألفية) و(العقيدة الاسترجاعية).

ويمكن حصر فكر وعقيدة اليهود بالغيبيات باتجاهين اثنين: نهاية العالم والخلاص على يد المسيح المنتظر، وإذا كان يوم الرب يوما منتظرا عند الشعب اليهودى، حيث يحمل هذا اليوم النصر لشعب الله المختار على الأمم الأخرى حسب زعمهم، فإن هذا اليوم مرتبط ارتباطا وثيقا بفكرة تجديد العهد مع الرب، أو فكرة (العهد الجديد) عندما تتجدد أمة الله لتصبح جديرة بالله.

ولا يمكن لهذه الفكرة والعقيدة أن تتحقق بدون المسيح المخلص، أو ما يسمى عند اليهود "بالماشيح" وهى كلمة عبرية تعنى "المسيح المخلص" ومنها "مشيحيوت" أى "المشيحانية وهى الااعتقاد بمجيء الماشيح والكلمة مشتقة من الكلمة العبرية "مششح" أى "مسح" بالزيت المقدس، وقد كان اليهود على عادة الشعوب القديمة،  يمسحون رأس الملك والكاهن بالزيت قبل تنصيبهما، علامة على المكانة الخاصة الجديدة، وعلامة على أن الروح الإلهية أصبحت تحل وتسرى فيها.

لماذا  أنكر اليهود مسيحية عيسى؟

جاء فى التلمود (إن المسيح يعيد قضيب الملك إلى بنى إسرائيل، فتخدمه الشعوب وتخضع له الممالك، وعندئذ يمتلك كل يهودى ألفين وثمانمائة عبد وثلاثمائة وعشرة أبطال يكونون تحت إمرته)، وفى سفر حزقيال وصف تفصيلى لكيفية إحياء الله للموتى عندما يأتى المسيح "هكذا قال السيد الرب: هلم يا روح من الرياح الأربع، وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا، فتنبأت كما أمرني، فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم، جيش عظيم جدا جدا ثم قال لي: يا ابن آدم هذه العظام هى كل بيت إسرائيل ها هم يقولون يبست عظامنا وهلك رجاؤنا، فقد انقطعنا لذلك تنبأ وقل لهم: هكذا قال السيد الرب: هأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم يا شعبى وآتى بكم إلى أرض إسرائيل".

وكلمة "المسيح" معناها الممسوح "بزيت البركة"، "لأنهم كانوا يَمسحون به الملوك والأنبياء والكهَنة والبطارقة، وكانوا فى مبدأ الأمر يرون المسيح ملكًا فاتحًا مُظَفَّرًا مِن نسلِ داود، يُسمونه "ابن الله" ويعتقدون أنه سيجىء ليُعيد مجد إسرائيل، ويجمع أشتات اليهود بفلسطين، ويجعل أحكام التوراة نافذة المفعول.

وبالغ اليهود فى رسم الصورة التى أرادوها للمسيح الذى كانوا ينتظرونه، فذكروا أن الناس فى ظله لن يعيشوا وحدهم فى العالم فى سلام وسعادة، بل يشاركهم فى ذلك كل أنواع الحيوانات، فالذئب يُسالم الحمل، والعجل يُداعِب الأسد!.

 وظهر عيسى ابن مريم وأعلن أنه المسيح الذى يَنتظِره اليهود، لكن أكثرية اليهود رفضوا هذا وقاوموا دعوة عيسى، وألقوا القبض عليه، وحكموا عليه بالإعدام، ومرت فترة طويلة دون أن يجيء المسيح الذى ينتظره اليهود، وانتهز بعض اليهود فرصة هذا الترقُّب، فادعى كل منهم أنه المسيح، وسجل التاريخ أخبارًا لمسيح كاذب من حين إلى حين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة