أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئة عبير الشيخ تكتب: حال قلبٍ مع القرآن

الجمعة، 15 مايو 2020 09:59 ص
القارئة عبير الشيخ تكتب: حال قلبٍ مع القرآن القران الكريم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من المعاني الرائعة في سورة القصص، قوله تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) - (10) توقفني الفؤاد والقلب ..فمن بديهي الأمر أن نلحظ، قول المولى عز وجل، الفؤاد ثم القلب، ونسأل أليسوا بمعنًا واحدًا؟؟ ولكن؛ كلا، فهو كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير، كل لفظ مقصود لمعنى لن يتخطاه أو يلتبس بغيره وإن تقاربا في مفهومنا نحن.

فقد أشارت الأبحاث العلمية الحديثة أنّ مناطق الفؤاد تكون في المخّ، والقلب الذي محلّه الصدر هو المسؤول عن الجوارح، فٳنّ السمع والبصر والفؤاد هي من أدوات القلب وهي ليست القلب بذاته فكلاهما مختلف ووظائف كلاهما مختلفةٌ ولكنهما كباقي أعضاء الجسم تكمل بعضها البعض لتقوم بكامل مهامها على أكمل وجه.

وهنا ظهر لي معنًا إشاريا رائعا.. أن الفؤاد أعم من القلب، والفؤاد يشمل القلب وهو موضع اليقين، بينما القلب هو موضع للتردد .

وكأن الفؤاد، وعاء يشبه الصندوق يحفظ بداخله القلب. فقلبها الشريف بعد وضع سيدنا موسى عليه السلام في اليم بأمر الله وهو رضيع، أصبح فارغا من كل شيء سوى الله وفراق موسى، مع أن فؤادها معمَّر باليقين في الله .

ولكن الفِراق أوجعها فظهر فعل القلب بالتردد فيمَ فعل، ولكن الله ربط على قلبها بالصبر والثبات ليغمره اليقين أيضًا كفؤادها. فهذا قد أصابها بصدمة من أثرها عليها أنّها فقدت ذاكرتها وأصبح فؤادها فارغاً، وكأن الفؤاد قد تعطّل بينما القلب مازال كما هو له اليد العيا في القضية، فيحتاج ليقين وثبات من عند الله ليتحكم في جوارحها بالسكينة والصبر.. فاللهم لنا أفئدة بك متيقنه، وقلوب ضعيفة عاصية، فيا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك، واربط عليها بعظيم جبرك ويقينك.

فكل لفظة في كتابه الكريم، بمثابة قاموس لغة وأدب وتزكية للنفوس والقلوب؛ إن تدبرنا.. سئل الشيخ محمد الشعراوي - رحمه الله - عن سبب الفتح الرباني الذي يجريه الله تعالى على قلبه ولسانه في القرآن الكريم. فقال: بأنه كان يختم القرآن الكريم بثلاث ختمات .. (خاتمة إلاهية) ... أي لايمر على آية بها ذكر لله إلا وذكره، ولاتنزيه إلا ونزهه به، ولا دعاء إلا دعاه به. (وخاتمة نبوية) .. ما مر فيها على نبي إلا ذكره وصلى عليه وسلم . (وخاتمة نبوية محمدية) ... ما مر فيها على ذكر النبي صل الله عليه وسلم أو وصف أو خطاب له، إلا وصلى عليه ودعا له . وأحيانًا كان يجمع الثلاث ختمات في واحدة.

أي تدبر وحضور قلبي هذا، وأي دراسة ومصاحبة وحب هذا، فاللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وأحزاننا، واللهم ذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ما جهلنا ربنا. جعلنا الله وإياكم من أهله وخاصته.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة