أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمري يكتب.. ياسر جلال .. نجومية مستحقة لفنان حقيقي.. مسلسل الفتوة أكد رسوخ قدمه في ساحة الكبار وثقافته أكدت لي أنه صعد إلى القمة ليبقى طويلا وإنه لن يتهاوى إلى القاع سريعا مثلما تهاوى غيره

الإثنين، 18 مايو 2020 04:28 م
وائل السمري يكتب.. ياسر جلال .. نجومية مستحقة لفنان حقيقي.. مسلسل الفتوة أكد رسوخ قدمه في ساحة الكبار وثقافته أكدت لي أنه صعد إلى القمة ليبقى طويلا وإنه لن يتهاوى إلى القاع سريعا مثلما تهاوى غيره مسلسل الفتوة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالنسبة لي كان صعود نجم الفنان "ياسر جلال" مدهشا، فكيف يظل الواحد طوال هذه السنين يؤدي أدوارا ثانية وأحيانا هامشية، ثم فجأة وبقدرة قادر يصبح نجما كبيرا يتابعه الناس وتعجب به الفتيات وتقتدي به المواهب الشابة؟

كان هذا الأمر بالنسبة لي لغزا كبيرا، حتى شاهدت حلقة برنامج "معكم" الذي تقدمه الإعلامية المتألقة منى الحسيني التي استضافت فيها "جلال" فعرفت أن تلك القمة ليست معلقة في الهواء وإنما تستند على جسد جبلي مهول.

 

تحدث ياسر جلال في تلك الحلقة فكشف عن مخزون إنساني جميل، وثقافي متين أيضا، عرفت في تلك الحلقة أن جلال ليس عاشقا للفن الحقيقي فحسب وإنما مدمنا له أيضا، غنى في تلك الحلقة دورا طربيا للموسيقى الرائد "محمد عثمان" الذي لا أبالغ إذا قلت إنه أحد الآباء الشرعيين للموسيقى الشرقية بجانب عبد الرحيم المسلوب وعبده الحامولي، والمفاجأة الكبرى كانت في أنه أدى هذا الدور بانضباط يعجز عنه غالبية مطربينا الآن.

غناء "ياسر جلال" لدور "كادني الهوى" كشف لي العديد من صفاته التي لم أكن أتخيلها، وقالي لي بوضوح ويقين إن ياسر جلال صعد إلى القمة ليبقى طويلا وإنه لن يتهاوى إلى القاع سريعا مثلما تهاوى غيره، ولا يحسب أحد أنني أقول هذا لأني من عشاق الأدوار القديمة أو الأغاني الطربية الشجية، لكني أعرف أن مرحلة الوصول إلى الاستمتاع بالأدوار الطربية القديمة يسبقه رحلة كبير من تقلب الأذواق واختيار النغمات والتمرس على السماع والصبر على صدمة التلقي الأول، باختصار قال لي غناء ياسر جلال لدور كادني الهوى أنه "مقاوح" وأنه "مجاهد" وأنه "غواص" لا يتورع عن بذل كل جهد من أجل الظفر بالحقيقة.

في مسلسله المعرض الآن "الفتوة" يؤكد ياسر جلال أنه يعرف ماذا يفعل جيدا، يمثل ولا يمثل أنه يمثل، وتلك ميزة كبرى لا يتمتع بها الكثيرون، فالتمثيل "مدارس" ولكل فنان طريقة، وفي اعتقادي أن طريقة الفنان ياسر جلال من أصعب الطرق وأوعرها، فالتمثيل بأداء الحركات الانفعالية جائزة، والتمثيل عن طريق التحكم في طبقات الصوت جائز أيضا، والتمثيل بتكثيف تعبيرات الوجه جائز أيضا، لكن الأصعب من كل هذا هو التمثيل بأقل الإمكانيات وتوصيل رسالة المشهد على أكمل وجه، أقل حركة عين، أقل إيماءة، أقل حركة يد، أقل انفعال، ومع هذا يصل إلى أكبر تأثير.

تلك المدرسة التمثيلية التي يسير ياسر جلال في طريقها من أصعب المدارس وأوعرها، كبيرها هو الفنان الكبير محمود مرسى الذي يعد من أهم وأكبر الممثلين في تاريخ مصر والذي لا يقل من وجهة نظري عن أكبر الممثلين العالميين، مع كل هذا الجهد الواضح في التدريب والتثقيف تظهر العديد من الأوجه الثقافية والتثقيفية والتي ينسب الفضل فيها إلى المخرج حسين المنباوي والمؤلف هاني سرحان، وفي الحقيقة فإن المنباوي يستحق أن نعود إليه في مقال منفصل، لكني هنا أؤكد على نجاح المسلسل في تدعيم الهوية المصرية وتسليط الضوء على فترة غائمة من تاريخ مصر، والتي ظهرت حرفية المخرج في إخراج صورة حية نابضة بالعنفوان










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة