أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئة هويدا عزت تكتب: التنمية البشرية والمعوقات الثقافية

السبت، 23 مايو 2020 01:29 م
القارئة هويدا عزت تكتب: التنمية البشرية والمعوقات الثقافية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"على قد فلوسهم" و"اللي بيشتغل زي اللي ما بيشتغلش"، "اشتغل أكتر تغلط أكتر"،

قد تتردد هذه المقولات أحيانًا بين العاملين والموظفين؛ لتبرير عدم الحماس والدافعية في أداء العمل، وتتشكل في العقل اللاواعي، حيث تظهر في شكل انخفاض مستوى أداء العاملين، وعدم قيامهم بالعمل المكلفين به بدقة وإتقان، وبالتالي انعكاس هذا على منظمات الأعمال والمجتمع، فالمنظمات خسرت بسببها العديد من المواهب، وأصبح التعامل مع الوظيفة باعتبار أن ما يحصل عليه العامل أو الموظف من راتب أقل من المجهود الذي يبذله.

ويتساءل العاملون، لماذا يتحملون مجهود إضافي لا يكافئون عليه؟

لاسيما وأنها تصبح مهاما وأعباء إضافية يسألون عنها، وإذا أخطأوا يحاسبون عليها، فعدم تقدير الجهود المبذولة والتعويض المادي المناسب ووجود الحد الأدنى من الأمان الوظيفي، يخلق حالة من عدم الرضا الوظيفي لديهم، ويقلل من انتماءهم التنظيمي للمنظمة التي يعملون فيها.

أما التأثير على المجتمع، فقد تحول العاملون من مبدعين إلى متسلقين، ومن منتجين إلى مستهلكين، ومن العطاء والإبداع إلى الأنانية، الأمر الذي أثر على قيم وثقافة العمل في المجتمع، وخلق جيلاً لا يعرف تحمل المسئولية.

إن تشجيع وإظهار مواهب العاملين تعد أحد المسئوليات الملقاة على عاتق المديرين حيث أن عملية تحفيز العاملين أحد المهام الملقاة على عاتق المديرين إلا أن بعض المديرين الضعفاء يخشون من طموح ومواهب العاملين، اعتقادًا منهم أنهم قد يشكلون خطرًا على مناصبهم، وتحول سلطتهم، فبدلاً من تشجيعهم وتحفيزهم، وتنمية قدراتهم، يتم تحجيمهم وقهرهم، حتى لا يتقدموا، معتقدين أن مكانهم باقٍ وأن الوظيفة والمنصب الذي وصلوا إليه دائم مدى الحياة.

إن التنمية في الأساس هي تنمية الإنسان، وأحد أهم المعوقات الأساسية للتنمية والتحديث هي معوقات ثقافية التي تعرقل جهود التنمية، والتقدم، والنهوض، ولكي تنهض المجتمعات والمنظمات فإن عليهم القيام بعملية الإصلاح الثقافي، والتي تعتمد على اكتشاف الطاقات المبدعة وتحفيزها، وإزالة التشوهات الفكرية، والمعتقدات الخاطئة، الأمر الذي سيمكنهم من النهوض واللحاق بركب التنمية والتقدم.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة