تسبب فيروس كورونا فى خلق أزمة سياسية جديدة فى إسبانيا، وظهرت العديد من الانتقادات للحكومة الإسبانية التى لم يمر عليها 6 أشهر عليها منذ توليها الحكم، مما جعلها منذ انتشار الوباء ، مضطرة للقتال فى جبهتين ضد الفيروس وضد المعارضة.
وتواصل أحزاب اليمين المتطرف المتمثل فى حزب فوكس، والأحزاب الانفصالية الكتالونية مهاجمة رئيس الحكومة بيدرو سانتشيز الذى يحكم مع حزب اليسار الراديكالى بوديموس بسبب إدارته لأزمة تفشى كورونا، وبسبب نقص معدات الوقاية للطواقم الطبية، ولشراء 650 ألف فحص لكشف المرض فيها أعطال ما اضطره لإعادتها.
وتشكك الإدارتان الإقليميتان في مدريد وكتالونيا بالحصيلة الرسمية للوفيات وتؤكد أن هناك آلاف الوفيات الإضافية في دور المسنين.
ويصف زعيم المعارضة المحافظة بابلو كاسادو من الحزب الشعبي، سانتشير بأنه "كذاب" وينتقده "لإخفائه الحقيقة على الأسبان". وصوت الحزب الشعبي حتى الآن لصالح تمديد حالة الطوارئ بشكل متتال لكنه يرفض الالتزام بالتعاون لانهاض البلاد بعد الأزمة.
ومن جهة اليمين المتطرف، يصف سانتياجو اباسكال زعيم ثالث حزب في البلاد "فوكس"، الزعيم الاشتراكي بانه "مشعوذ مسؤول عن ارتفاع عدد القتلى" ورفع شكوى مطالبا بان تتحمل الحكومة "مسؤولياتها الجنائية المحتملة".
وأعلن نائب رئيس العمل السياسى لفوكس، خورخى بوكسادى ، فى مؤتمر صحفى أن الحزب يدرس إمكانية تقديم شكوى لأن هناك شكوك خطيرة حول الفساد فى التوظيف ومخالفات فى شراء المواد الصحية من قبل الحكومة.
وقالت صحيفة "الاسبانيول" الإسبانية إن 51.7% من الإسبان يريدون انتخابات جديدة حتى تتمكن حكومة أخرى من العثور على مخرج للأزمة، ويميل 44.3% من الإسبان إلى ابقاء بيدرو سانتشيز وبابلو ايجليسياس فى السلطة ، و4% غير مهتمين بالأمر، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة "سوثيو ميتريكا" .
وتتماشى نتيجة الاستطلاع مع استطلاع آخر تم الأسبوع الماضى، والذى أعلن فيه 55.2% يرفضون خطة خفض التصعيد والمطالبة بحكومة جديدة .
كما دعت النقابات العمالية فى إسبانيا من Unai Sordo وUGT إلى النزول إلى الشوراع ، من أجل الاحتجاج على البقاء فى المنازل وعدم مزاولة عملهم، وقال رئيس النقابة بيبى ألفاريز" إننا نطالب بعودة العمال مرة آخرى بعد الحبس 6 أسابيع.
وانطلق هاشتاج # 1 deMayo على مواقع التواصل الاجتماعى فى يوم الاحتفال بعيد العمال والنزول إلى الشوراع للعودة إلى العمل فى ظل انتشار أزمة كورونا.
وارتفع معدل البطالة فى إسبانيا إلى 14.4% من 13.8%، وتأثر 285.600 وظيفة بأزمة فيروس كورونا، مما أدى إلى انخفاض عدد العاملين فى الربع الأول من عام 2020، وقالت وزيرة الاقتصاد ودعم الأعمال، أنا دى لا كويفا، فيما يتعلق بزيادة البطالة أنها تأمل فى هذا الوضع المؤقت أن يتعافى سوق العمل، فى الأشهر المقبلة، وذلك وفقا لتوقعات بنك إسبانيا، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وفى كتالونيا، تظهر الإحصاءات زيادة فى معدل البطالة من 10.5% إلى 10.7%، نما العاطلون عن العمل بمقدار 5.800 بينما انخفض العاملون بمقدار 27.000 شخص.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعهد الوطنى للإحصاء (INE) يتوقع أن معدل البطالة سيصل إلى أعلى مستوى له فى الربع الثانى من عام 2020 وسيقترب من 20%، ويقدر بنك إسبانيا فى أسوأ سيناريو له أن البطالة ستصل إلى 21.7%.
إنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها الدعوة لمثل هذا الاحتجاج، فقد نظم آلاف الأشخاص الاسبوع الماضى اعتراضا عن طريق قرع الأوانى من شرفاتهم للاحتجاج على السلطة التنفيذية. ربما نتيجة لهذا النجاح والاستفادة من دوى شبكات التواصل الاجتماعى، ولدت هذه الدعوة الاحتجاجية من جديد.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها، إنعقد انتخابات جديدة فى إسبانيا فى هذا الوقت لن يكون قرار صائب حيث يؤثر ذلك على انحصار أعداد الوفيات والمصابين بفيروس كورونا ، وتعود الحالات فى الارتفاع مجددا، كما أن إسبانيا تعرضت لعقد انتخابات مرتين فى عام واحد 2019.
وأضافت الصحيفة أن الحزب الاشتراكى العمالى بعد فوزه فى الانتخابات الأخيرة بشكل لم يؤهله لتشكيل حكومة جعله يشكل حكومة ائتلافية مع حزب اليسار المتمثل فى بوديموس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة