أكرم القصاص - علا الشافعي

"ثلاثة أصدقاء وقمر" قصيدة للشاعر الراحل حامد طاهر

الجمعة، 12 يونيو 2020 09:00 م
"ثلاثة أصدقاء وقمر" قصيدة للشاعر الراحل حامد طاهر الدكتور حامد طاهر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعرف كل دارسى الأدب ومحبى الفلسفة الإسلامية الشاعر "حامد طاهر"، الذى ولد عام 1943م فى حى الخليفة بالقاهرة، والتحق بالمعهد الدينى بالقاهرة وحصل منه على الثانوية 1963، ثم حصل على ليسانس فى اللغة العربية والدراسات الإسلامية بمرتبة الشرف من كلية دار العلوم، جامعة القاهرة 1967، وماجستير الفلسفة من الكلية نفسها 1973، ودكتوراه الدولة فى الفلسفة بمرتبة الشرف الأولى من جامعة السوربون 1981.
 وتدرج الدكتور حامد طاهر فى وظائف التدريس بكلية دار العلوم بالجامعة بدءًا من معيد وانتهاء بأستاذ، وقد تولى رئاسة قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم منذ عام1991، كما تولى عمادة الكلية، ثم منصب نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب.
 
وللدكتور حامد طاهر مؤلفات عديدة فى الفلسفة الإسلامية مثل: مدخل لدراسة الفلسفة الإسلامية، المدينة الفاضلة بين أفلاطون والفارابى، كما صدر له عدة دوواوين شعرية منها: (ديوان حامد طاهر1985، قصائد عصرية 1989 ـ ديوان النباحى (ديوان متخيل من الشعر العربى القديم) 1991 ـ عاشق القاهرة 1992، ونقرأ معا قصيدة "ثلاثة أصدقاء . . وقمر".
 
 
كنا ثلاثة أصدقاءْ
فى الصبح يجمعنا لقاءْ
ومع المساءْ
قمر .. وأغنيةٌ شريده
..
كيف ابتدأنا ..
لم يدرْ يوماً بأنفسنا السؤالْ
كنَّا كحبَّات الندى فى حضن وردهْ !
أو كالفراشات الصغيرة حول شمعهْ !
الشعرُ عالمُنا الذى يحوى مشاعرنا مَعَا
وكأنما كنَّا نُحسّ بأنه الرد الوحيد على الزمانْ
تزهو بأعيننا الرؤى، فنقولُ شعرا ..
يعوى بأضلعنا الأسى، فنقول شعرا ..
كانت ملامُحنا قريبهْ
ولطالما خَلَطُوا أسامينا ،
وكم غنَّى ثلاثَتُنا .. قصيدهْ !
..
ونسير من "شبرا" إلى "حى الحسينْ"
متحدثين عن "الحضارات القديمةِ" .. "واصطدام الكُتلتينْ"
وهناك فى مقهى صغيرْ
ما كان ينقصنا الجناح لكى نطيرْ
ونخوض فى الأمر الكبير .. وفى الحقيرْ!
وعلى دخان الشاى .. تنتفض الظنون النائمهْ
ماذا وراء الموت ؟ أو ماذا وراءك "يا جدار؟"
ويدور مشتعلاً حوارْ
حتى يفاجئنا النهارْ !
..
كنَّا ثلاثة أصدقاءْ
فى الصبح يجمعنا لقاءْ
ومع المساءْ
قمرٌ .. وأغنيةٌ شريده
..
ونحبُّ .. نغرقُ فى "الغرام"، وما أرق الذكرياتْ !
مملوءة بالمضحكاتّ!
قد كان ينقصنا التجاربُ ،
واقتحام الغابة العذراء بالقَدَم الجسورْ
لكنَّنا .. كنَّا نضمّ "حياءنا" ونقول شعراً
"أيها التاجُ على مَفْرِقِها
مَنْ تُرَى يملكُ الملكهْ!"
"إنها تخطر .. لا تعرفنا
نحن مَنْ نملأ أرض المملكهْ"
..
"يذبلُ الوردُ إذا لم نرِوهِ
ويموت الحَبُّ فى جوف السنابلْ"
"فاسكبى بعضَ الندى فى جذره
كاد هذا العودُ أن يصبح ذابلْ"
..
"إننى يا قلبُ .. قد صرتُ هشيما
عينها الخضراء أصلته جحيما
لم أجد يا قلب لى منها رحيما
آهِ منها .. آهِ يا قلبى الحزينْ!"
..
كنا ثلاثة أصدقاءْ
فى الصبح يجمعنا لقاءْ
ومع المساءْ
قمرٌ .. واغنيةٌ شريده
..
ننمو .. فيصبحُ للحوادث ألفُ نافذة وبابْ ..
وبقدر ما تقوّى السواعدُ .. تثقل الأخشابْ !
لكننا نتقبل "الدنيا" بلعبتها العنيفهْ
يعلو بنا موجٌ، وتنثرنا رياحْ
فوق الشواطئ تارةً، وعلى الصحارى اليابسهْ
تهوى علينا الشمس لازعةً
ونجمدُ فى الصقيعْ
ونكاد نفتقدُ الربيعْ !
...
كنا ثلاثة أصدقاءْ
واليومَ .. لم يَعُد اللقاءْ
لكننا فى كل أمسيةٍ نحدّقُ فى السماءْ
بحثاً عن القمر الذى ما خان موعدنا ،
ونُصغى فى خشوعْ:
للأغنيات الشاردهْ
حامد طاهر
حامد طاهر

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة