أكرم القصاص - علا الشافعي

مهام سرية فى الصناديق.. قصة 3 انتخابات تحمل بصمات CIA.. أول تدخل فى إيطاليا 1948 بتمويل مرشح الوسط على حساب اليسار.. فورين أفيرز: عملية استهدفت هزيمة ميلسوفيتش فى صربيا عام2000 ومحاولة لم تكتمل بالعراق فى 2005

الثلاثاء، 23 يونيو 2020 05:10 ص
مهام سرية فى الصناديق.. قصة 3 انتخابات تحمل بصمات CIA.. أول تدخل فى إيطاليا 1948 بتمويل مرشح الوسط على حساب اليسار.. فورين أفيرز: عملية استهدفت هزيمة ميلسوفيتش فى صربيا عام2000 ومحاولة لم تكتمل بالعراق فى 2005 CIA
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليس سرا أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تتدخل بشكل أو بآخر فى شئون الدول المختلفة حول العالم بما يحقق مصالح واشنطن وحلفائها بالأساس، ورغم أن كثير من المعلومات والأدلة عن هذا التدخل ليست معروفة، إلا أن مجلة فورين أفيرز الأمريكية سلطت الضوء على بعض الانتخابات التى لعب الـ CIA دورا فيها وأثر تدخله على نتيجتها.

تقول المجلة إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كان يرد على مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية بالقول إن الولايات المتحدة نهى التى تتدخل فى الحملات الانتخابية فى دول أخرى. ويعترف كاتب التقرير أن ما قاله بوتين، وبرغم الهدف منه، فقد كان صحيحا على مدى عقود.. فكان أول عمل سرى على الإطلاق للسى أى إيه هو عملية للتلاعب بانتخابات إيطاليا عام 1948، حيث نشر ضباط الاستخبارات الأمريكية معلومات تحريضية ودعموا مرشحهم المفضل وخطط لمبادرات شعبية، كلها لصالح الوسط الإيطالى على حساب منافسيهم اليساريين. وبعدما خسر الحزب الشيوعى الإيطالى، أصبحت عملية عام 1948 نموذج كررته الوكالة فى كثير وكثير من الدول فى منافستها مع نظيرها السوفيتى KGB، بحسب ما قال كبير مؤرخى وكالة الاستخبارات الأمريكية.

فمن شيلى حتى جيانا والسلفادور والبابان، استهدف أجهزة المخابرات الأمريكية والسوفيتية الانتخابات الديمقراطية حول العالم، وفى بعض هذه العمليات كان التلاعب ببطاقات الاقتراع مباشر، وفى البعض الآخر تم التلاعب بالرأى العام، كل هذا للتأثير فى النهاية على نتائج الانتخابات.

وبعد انتهاء الحرب الباردة، توقف التدخل من كلا القوتين فى الانتخابات بدافع إيديولوجى، لكن ظلت روسيا تتدخل بعد ذلك لزرع الفوضى والارتباك، على حد قول الدورية الأمريكية.

 أما عن السى أى إيه، فيقول الكاتب أنه على مدار العامين الماضيين أجرى مقابلات مع أكثر من 130 مسئول بشأن التدخلات فى الانتخابات الخارجية أو الجهود الخارجية للتلاعب فى الأصوات الديمقراطية، وشملت اللقاء ثمانية مديرين سابقين لوكالة CIA و المزيد من ضباط الوكالة والرئيس الأمريكى السابق بل كلينتون وآخرين.

 وعلم أنه فى القرن الحادى والعشرين، بحث كبار المسئولين الأمنيين فى واشنطن الاستخدام السى أى إيه للتدخل فى الانتخابات على الأقل مرتين، الأولى فى صربيا عام 200 وتحول النقاش إلى عمل بالفعل، حيث أنفق السى أى إيه ملايين الدولارات للعمل ضد الطاغية سلوبودان ميلسوفيتش، وفى المثال الآخر، العراق فى عام 2005، وتراجع. وفى كلا المثالين، بحث  صناع القرار الأمريكيون الفوائد المحتملة للعمل السرى ضد المخاطر المتصورة.

وفيما يتعلق بصربيا، كان ميلوسوفيتش، الرئيس اليوغسلافى، يتنافس لإعادة انتخابه فى البلاد بعد تفكك يوغسلافيا، وكان شيوعيا متحالفا مع موسكو وصربيا قوميا ومرتكب جرائم ضد حقوق الإنسان، وشن حملة تطهير عرقى فى البوسنة والهرسك ثم فى كوسوفو فى التسعينيات. ولذلك قامت الاستخبارات الأمريكية بالتدخل لمنع انتخابه فأرسلت ملايين الدولارات إلى البرامج الصربية التى تدعم ليس فقط معارضيه ولكن أيضا الإعلام المستقل والمنظمات الحقوقية ومبادرات للتصويت.

ويقول المسئولون السابقون إن الرئيس الأمريكى حينئذ بل كلينتون أبلغ عدد من أعضاء الكونجرس بالأمر، وقام CIA بعدها بدعم وتمويل مرشحين محددين فى المعارض، وكان هذا هو الأساس، وهو ما أكده كلينتون فى مقابلة معه، وقال إنه لم يكن لديه مشكلة مع ذلك، ووصف ميلسوفيتش بأنه كان قاتل بارد وسبب وفاة مئات الآلاف من الناس. وأعتقد كلينتون أن يدعم الديمقراطية فى صربيا بالعمل ضد  ميليوفيتش.

أما عن العراق، تقول فورين أفيرز أن الرئيس جورج دبليو بوش كان على وشك التفويض بعملية مماثلة عام 2004. ويقل أحد عملاء السى أى إيه أنه كمان من المهم للغاية أن تجرى فى العراق فى هذا الوقت انتخابات حرة ونزيهة لأنها كانت ستبرر الغزو، وطالما أنه لم يتم العثور على أسلحة دمار شامل، فإن هذا على الأقل مبرر كافى لهم، الأمريكيين، أمام أنفسهم. وأطلق المعهدلن الديمقراطى والجمهورى برامج فى العراق  لإنتاج مواد تثقيف الناخبين وتدريب مسئولى الأحزاب وتسهيل المناقشات السياسية وجهود الحث على التصويت.

وكان أمام بوش مشكلة، وهى أن تقارير الاستخبارات تشير إلى أن مرشحه المفضل إياد علاوى سيخسر أول انتخابات برلمانية على الإطلاق فى العراق، والتى كانت مقررة فى يناير 2005، وناقش بوش ومستشاريه ما إذا كانوا سينظمون عملية سرية وشارك السفير الأمريكى فى العراق حينئذ جون نيبروبونت فى مؤتمرات بالفيديو من بغداد لمناقشة موضوع واحد، وهو التدخل فى الانتخابات من قبل سى أى إيه.

لكن استقر الأمر فى النهاية على اتفاق غير متوقع بين مسئولى السى اى ايه والبيت الابيض والكونجرس، بسب فورين افيرز على عدم التدخل، برغم أنهم غزوا البلاد لجعلها ديمقراطية فلماذا النفاق؟.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة